استحوذت فرقة عبيدات الرمى على قلوب الحاضرين في السهرة الثانية من مهرجان «تورتيت» في دورته الثانية مساء أول أمس الخميس بمدينة إيفران. واختلط بعض الشبان والشابات من المتفرجين بإسبانيات مثلن فرقة للفلامينكو للرقص على إيقاع موسيقى عبيدات الرمى. وبالرغم من أن مسؤول الإعلام والاتصال بعمالة إيفران قدر عدد المتفرجين في المركب الرياضي بالمدينة بحوالي 13 ألف متفرج، فإن المركب لم يكن يضم سوى حوالي 3000 شخص توزعوا إلى فئتين، الأولى «حظيت» ب«امتياز» الجلوس فوق كراس «فارهة» قرب المنصة وأحيطت ب«رعاية أمنية خاصة وعمومية»، فيما الثانية توزعت أفرادا وجماعات على جنبات المركب وحولها حاجز يمنعها من الاقتراب من الفئة الأولى. وأرجعت بعض المصادر ضعف الوافدين على السهرة إلى بعد المركب عن مركز المدينة بحوالي 4 كيلومترات. وفي الوقت الذي انطلقت فيه سهرة اليوم الثاني، التي شاركت في إحيائها فرقة الفلامينكو الإسبانية بايلريناس ألبنيول، وبعدها عبيدات الرمى القادمة من منطقة خريبكة ومجموعة أولاد البوعزاوي، كان مركز مدينة إيفران يغص بزوارها وأغلبهم من مغاربة الخارج ومن أثرياء البلد الذين يقصدون المدينة للاستمتاع بمناظرها وببرودة جوها في ظل حرارة مرتفعة تعيشها جل مناطق المملكة. وتشهد المدينة، خلال كل موسم صيف، حركة سياحية كبيرة. وتعرف الشقق المعدة للكراء «السياحي» والفنادق المصنفة وغير المصنفة إقبالا منقطع النظير، قبل أن تعود إلى هدوئها وتعانق طلبة جامعة الأخوين من أبناء الأثرياء في بداية الموسم الجديد. اليوم الثاني من مهرجان «تورتيت» (وتعني الحديقة بالأمازيغية) شهد كذلك تكريم البطل الرياضي ابراهيم بوطيب بتذكار فخري منحه إياه عامل الإقليم اعترافا له بمنجزاته. ويأتي تكريم هذا البطل في وقت لم يتمكن فيه المغرب الذي يشارك في أولمبياد الصين من تحقيق إنجازات كبيرة. ويظهر أن المهرجان لم ينجح بعد في استقطاب رموز السياسة والاقتصاد في المغرب، كما هو الحال بالنسبة إلى مهرجانات أخرى تعقد في الرباط والدار البيضاء وأكادير وفاس، فمراسيم الافتتاح لم يحضرها سوى وزير الاتصال، وإلى جانبه كل من عامل الإقليم وعامل الراشيدية. على أن الحضور الأمني في مداخل المدينة وفي شوارعها وفي مدخل المركب وداخله كان واضحا للعيان. ويبدو أن «واجب الاحتياط» دفع السلطات إلى تعزيز الأمن برجال القوات المساعدة الذين ظلوا يجولون في جنبات المركب وخارجه طيلة سهرة يوم الخميس. ويرتقب أن تمتد الدورة، التي افتتحت أشغالها يوم الأربعاء الماضي، إلى يوم الأحد. وتشهد هذه الدورة التي عقدت تحت شعار «الطبيعة في ملتقى الثقافات» مشاركة عدد من الفرق تمثل تنوع الثقافة المغربية. فقد عرف حفل الافتتاح الذي حضره وزير الاتصال، خالد الناصري، مشاركة فرقة ناس الغيوان وتم عرض لوحة جماعية لفن أحيدوس الذي تعرف به مناطق الأطلس. وفي اليوم الثاني رقص الحاضرون على إيقاع موسيقى عبيدات الرمى. وخلال اليومين الأخيرين، فإن البرنامج يتحدث عن مشاركة فرقة تافيلالت لفن الملحون وباجدوب وفرق شابة من مثل فرقة «كلمة» و»صوت الواحات» و»حاكمين». ويختتم الفنان محمد رويشة سهرات هذا المهرجان الذي أسست من أجله جمعية «تورتيت» التي تقدم نفسها على أنها ترمي إلى النهوض بالأنشطة الثقافية والفنية وحماية موروث المدن الجبلية.