غص المركب الرياضي بإيفران ليلة أول أمس الأحد بالجمهور القادم من أجل حضور الأمسية الأمازيغية التي ختمت بها الدورة الثانية لمهرجان «تورتيت» احتفالاتها. ولم يحضر أي مسؤول رسمي «رفيع المستوى» أمسية الاختتام التي ظل عامل الإقليم يتابع أنشطتها إلى النهاية مرتديا جلبابا وعمامة. وكان من المقرر أن تبدأ السهرة على الساعة الثامنة مساء، إلا أن تأخر المدعوين الرسميين لحضور وجبة العشاء في خيمة «أرستقراطية» بالقرب من المركب، فرض على المواطنين الانتظار إلى حدود الساعة الحادية عشرة ليلا للاستمتاع بالسهرة. فيما ظلت فرقة موسيقية أمازيغية تستعرض لوحات من أحيدوس، موسيقى الأطلس المتوسط، أمام المدعوين إلى حفل العشاء إلى أن انتهت المأدبة والتحق الكل بالمركب. الجمهور الذي انقسم إلى فئتين في المركب، فئة جلست قرب المنصة فوق كراسي «فاخرة» وفئة تابعت السهرة إما واقفة أو جالسة على جنبات المدرجات، تجاوب ب»حماس زائد» مع مجموعة الفنان محمد رويشة القادمة من مدينة خنيفرة، وظل الجمهور يصفق وردد أجزاء من الكلمات المتغنى بها من قبل هذه المجموعات. وربط مسؤول بالمهرجان بين نجاح الأمسية الأخيرة من الدورة الثانية للمهرجان وبين أمازيغيتها، قائلا بأن الجمهور المحلي يريد أن يسمع أغان نابعة من نفس العمق الثقافي الذي ينحدر منه. المسؤول ذاته أورد بأن الميزانية الإجمالية المخصصة لهذه الدورة ناهزت 200 مليون سنتيم، مضيفا أن جمعية «تورتيت» تنوي أن ترفع من هذه الميزانية في الدورات المقبلة، مع الحرص على إعطاء الطابع الدولي للمهرجان. وتميزت السهرة بتكريم عدد من رموز الأغنية الأمازيغية أبرزهم محمد مغني، والذي ظهر في وضعية صحية فاجأت بعض المتتبعين لمساره. وسلمت لهذا الفنان. الذي يصنف في المرتبة الثانية في لائحة رموز الأغنية الأمازيغية بعد محمد رويشة، هدية من جمعية «تورتيت» عبارة عن مبلغ مالي بقيمة 10 آلاف درهم. هدية مماثلة سلمت له من قبل المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وجمعية أنازور الثقافية. وتسلم عامل الإقليم ورئيس المجلس البلدي لإيفران هدايا تذكارية من عمودية مدينة ألبنيول الإسبانية والتي أوفدت فرقة موسيقية تغني الفلامينكو لتمثيلها في هذه الدورة التي افتتحت يوم الأربعاء الماضي والتي شاركت فيها فرق من المغرب تجسد التنوع الثقافي ببلادنا. ولم تخل السهرة من بعض «الاحتكاك» بين الجمهور وبعض المكلفين بالأمن الخاص والعمومي للمهرجان. ووصف أحد المواطنين، وهو ينهي «عراكه» مع رجل من الأمن الخاص، هؤلاء بأنهم ينفذون «التعليمات» بشكل حرفي ولا يقيمون أي اعتبار لكرامة المواطن.