بين جبال أزيلال الشاهقة تقع جماعة تيلوكيت، الوصول إليها صعب ومتعب للغاية . فالطريق كثيرة المنعرجات. تزامن وصولنا مع اختتام فعاليات المهرجان الصيفي الثالث الذي نظمته مجموعة من الجمعيات المحلية بتنسيق مع أحد المهاجرين من أبنائها بمدينة best الفرنسية. المنطقة تعيش عزلة وتهميشا كبيرين. لذا، فإن المهرجان كان مناسبة للتنفيس عنهم ولو لثلاثة أيام ، حيث اغتنموا هذه المناسبة للترفيه وإنعاش الحياة الاقتصادية الراكدة والتواصل مع بعضهم. تتشكل جماعة تيلوكيت من تلوكيت المركز، ومجموعة من الدواوير التابعة له تقدر بحوالي 19 دوارا ، هي جماعة جد فقيرة تعتمد على رعي الماعز بالدرجة الأولى وبعض الزراعات المعاشية كالتفاح والزيتون والجوز واللوز والتين. اللهجة الأمازيغية هي لغة التواصل بين سكانها، شبابها يقضي النهار بدون شغل، وأطفالها وجدوا في لعبة الكولفزير تسلية لهم في غياب دار للشباب. نفاياتها متناثرة في كل مكان، دار الولادة تشغل طبيبة وممرضا وممرضة، هي بناية بدون تجهيزات ولا أدوية كافية ، ومعظم الحالات توجه لأزيلال، فيما تعرف المنطقة انتشارا للسعات الحشرات السامة، ويؤكد بعض السكان تعرض ثلاثة أطفال للساعات ثعابين نقلوا على إثرها لمستشفى بني ملال . معظم الدواوير التابعة لمركز تيلوكيت تعاني من العطش كآيت إيدير وآيت علي أويوسف وآيت يعقوب وآيت واعلف وآيت زروال. فبالرغم من وجود بعض العيون، لكن تبقى غير كافية وقليلة الصبيب بالنظر لعدد السكان الذين يجدون أنفسهم كل يوم مضطرين لقطع مسافة قد تصل إلى 15كلم ذهابا ومثلها إياب،و تكلفهما ساعات على الذواب في المسالك الوعرة من أجل الوصول إلى مركز تيلوكيت خاصة سكان دوار آيت إيدير الذي يبعد عن مركز تيلوكيت بحوالي 15 كلم . وأوضحت رقية أخنافور مستشارة بالمجلس القروي لتيلوكيت في تصريح للأحداث المعربية أن« مصلحة المياه بأزيلال حفرت الآبار بالمنطقة ولم تجد فيها الماء» مشيرة إلى «أن النقص الحاد في المياه الجوفية دفع المسؤولين عن هذا القطاع إلى الاعتماد على المياه السطحية من خلال تحليتها وتصفيتها ومعالجتها وتزويد السكان بها» . وأضافت بالنسبة للبنية التحتية بتيلوكيت أن المسالك الطرقية وعرة والسكان «لازالوا يستعينون بالدواب». مبرزة أن «مركز تيلوكيت لم يربط بالطريق (13 كلم) إلا في سنة 2005 ، وتم إصلاح الطريق الرابطة بين تيلوكيت وزاوية أحنصال، لكن توجد صعوبة في المسالك في دواوير آيت عبي وآيت إيدير وآيت يعقوب حتى حدود أنركي وتيلوكيت. وهناك من يتنقل على بعد 20 كلم للتسوق والتبضع والتطبيب، كما أن قنطرة أفدانوس آيت إسيمور التي تربط بين دائرة بزو وواويزغت وجماعات تيلوكيت وتاباروشت وآيت مازيغ ، تعرف تباطؤا في الأشغال التي انطلقت أزيد من شهر، مافتح المجال للمضاربات في المواد الأساسية التي أصبحت تصل عن طريق باخرة آيت مازيغ (وهي عبارة عن عبارة تعبر بحيرة بين الويدان وتنقل الشاحنات والتراكسات والتموين....وتقطع مابين واويزغت وآيت مازيغ وبحيرة بين الويدان) .وأشارأحد سكان المنطقة إلى وجود مستوصف صحي بدوار آيت عبي أسندت أشغاله لأحد المقاولين، فوجد هذا الأخير نفسه مضطرا لجلب مادة الإسمنت من آيت محمد بأزيلال على متن دابة يؤدي لصاحبها مائة درهم، ونظرا لوعورة المسالك لم يستطع جر الحديد إلى المستوصف، ليتخلى في الأخير عن الأشغال، ويغادر إلى حال سبيله في حين لازالت تلك البناية الصحية لم تكتمل بسبب وعورة المسالك . وتوجد بالمنطقة دار للطالب إلا أن طاقتها الاستيعابية ضعيفة ، حيث لاتستقبل سوى ثلاثين طفلا،ما يشجع على الهدر المدرسي. وتبقى مداخيل الجماعة حسب أحد المستشارين الشباب جد ضعيفة تتمثل في 248مليون سنتيم تأتي من الدكاكين والسوق والاحتلال المؤقت ويأخذ منها الموظفون 80 في المائة الكبيرة ثعبان - الاحداث المغربية -