قام مواطنون يمثلون أربع جماعات بأزيلال أول أمس الثلاثاء بتنفيذ مسيرة احتجاجية انتهت باعتصام أمام مقر دائرة واويزغت، وأكد محتجون في تصريحات ل»المساء» أنهم قطعوا أزيد من 50 كلم مشيا على الأقدام انطلاقا من جماعات تباروشت وآيت مازيغ، وتيلوكيت وانركي للوصول إلى مقر دائرة واويزغت، وبلغ عدد المشاركين في المسيرة السلمية أزيد من 154 شخصا يمثلون دواوير الجماعات الأربع السالفة الذكر، وفي تصريح ل»المساء» أكد موحى بن حدو أن «أسعار كل المواد الاستهلاكية عرفت ارتفاعا صاروخيا مباشرة بعد توقف الشاحنات عن المرور بالقنطرة الوحيدة التي تربط الجماعات الأربع بالعالم الخارجي»، في حين أعطى موحى أومغروس من دوار آيت واعلف أمثلة عن أثمنة بعض السلع حيث «يصل سعر الدقيق العادي في بعض الدواوير إلى 200 درهم للكيس الواحد، في حين يبلغ ثمن قنينة الغاز الكبيرة 63 درهما و14 درهم للقنينة الصغيرة، وثمن قالب السكر 14 درهما، في حين ينعدم الشعير المدعم ويبلغ ثمن الشمندر (علف المواشي) 460 درهما للقنطار الواحد بزيادة تصل إلى 20 % من أثمنة كل المواد». وعدد مشاركون في المسيرة الاحتجاجية ل»المساء» أسباب معاناتهم وحالة الاستثناء التي تعيشها الجماعات الأربع منذ ما يزيد على شهرين بعد الشقوق والأضرار التي حصلت في قنطرة آيت سيمور على نهر وادي العبيد والتي أصبح يستحيل معها مرور كل العربات والشاحنات الثقيلة، إذ ارتفع ثمن التنقل بين إحدى هذه الجماعات ومركز دائرة واويزغت إلى 35 درهما بعدما كان يتراوح بين 15 و20 درهما، وذلك لعدم وجود منافس لسيارات الأجرة بعد توقف سيارات النقل المزدوج والشاحنات عن نقل المواطنين نظرا للخطورة الكبيرة في عملية عبور القنطرة». وأعرب مشاركون في المسيرة عن خيبة أملهم بعد اللقاء الذي حضره كل من رئيس دائرة واويزغت وقائد ثكنة الدرك بتيلوكيت والنائب البرلماني موحى أمراغ، والذي أكد فيه رئيس دائرة واويزغت أن لجنة ستحل بالمنطقة بعد تاريخ 19 فبراير لإنجاز دراسة للقنطرة التي ستكلف غلافا ماليا في حدود أربعة مليارات سنتيم، كما أكد أن سفينة آيت مازيغ التي تستعمل للعبور بين ضفتي نهر وادي العبيد ستوضع رهن إشارة السكان، وأكد الحسين.ش أن «سكان أربع جماعات، بمجموع يفوق 40 دوارا وبتعداد أزيد من 15 ألف نسمة، عليهم أن يعانوا ارتفاع الأسعار والمخاطرة بحياتهم بالتنقل فوق قنطرة مهددة بالانهيار في كل لحظة، خاصة وأنها قنطرة معلقة، وعليهم أن يدفعوا حياة بعضهم قربانا إلى حين مجيء اللجنة لإعداد الدراسة ويعلم الله كم سيكلف بناء القنطرة من جديد أو إصلاحها وكم من الوقت سيتطلبه ذلك». وفي علاقة بالموضوع أكد الناشط الجمعوي الحسين خبوش بواويزغت أن «القنطرة تتمايل في الهواء بعد مرور كل عربة أو سيارة، وزاد من خطورة الوضع الشقوق والأضرار التي لحقتها، خاصة وأن عمرها تجاوز عشرات السنين مما يهدد بوقوع كوارث وضحايا إن لم تتدخل السلطات المعنية وخاصة وزارة التجهيز في أقرب وقت ممكن لحل المشكل». يشار إلى أن قنطرة آيت سيمور تعتبر من المعالم الهندسية النادرة التي تركها المستعمر الفرنسي بجهة تادلة أزيلال، إذ يرجع تاريخ إنشائها إلى سنة 1950 بالتزامن مع تشييد سد بين الويدان، وتتميز بكونها من القناطر القليلة المعلقة في الهواء بالمغرب، وتربط بين ضفتي نهر وادي العبيد وبين قبائل آيت مازيغ ودائرة واويزغت في اتجاه بني ملال. وبعد حادثة تسببت فيها شاحنة كبيرة الحجم (البوشلار) تابعة لشركة أشغال سنة 2006 أصبحت القنطرة لا تتحمل أكثر من خمسة أطنان حسب مصادر من مديرية التجهيز بأزيلال لكن الشقوق التي حدثت بها سنة 2007 أصبح يستحيل معها مرور حمولات أقل من الوزن السابق بكثير.