لجأ عشرات الأشخاص من قبيلة آيت يعقوب إلى مقر قيادة تيلوكيت هربا من هجوم شنه حوالي 100 شخص من قبيلة آيت سخمان بأنركي على قبيلة آيت يعقوب بتيلوكيت خلال يومي الخميس والجمعة الماضيين. وأسفر الهجوم الأول، حسب مصادر من تيلوكيت، عن «إصابة أربعة أشخاص من قبيلة آيت يعقوب بجروح متفاوتة الخطورة، وكذا اختطاف شخص من أبناء القبيلة، قبل أن يتم تحريره من طرف مقدم قروي بجماعة أنركي يومين بعد اختطافه»، وأكدت نفس المصادر أن «عناصر آيت سخمان التي هاجمت قبيلة آيت يعقوب عمدت إلى ردم «المطفيات» المصدر الوحيد لمياه الشرب لدى القبيلة»، وحذرت نفس المصادر من «أزمة عطش ستكون عواقبها وخيمة على أزيد من 600 نسمة، خاصة أمام موجة الجفاف التي تعرفها المناطق الجبلية بالأطلس». ومباشرة بعد رجوع المهاجمين لقبيلة آيت يعقوب، قام السكان بمسيرة إلى مقر قيادة تيلوكيت قطعوا خلالها أزيد من 50 كيلومترا مشيا على الأقدام، ونفذوا اعتصاما بمقر القيادة طيلة مساء الجمعة وصباح السبت، موعد السوق الأسبوعي بتيلوكيت، مطالبين السلطات المحلية بحمايتهم. وأكدت مصادر من تيلوكيت أن «القائد بعث مقدم الدوار الذي يقطن بمركز تيلوكيت صباح السبت للتأكد من صحة الأخبار ومعاينة الوضع، ليؤكد هذا الأخير وقوع هجوم جديد في التزامن مع وصوله إلى مقر دوار آيت يعقوب». وفي الوقت الذي قللت فيه مصادر من السلطة من حجم وأهمية الحدث، أكدت مصادر من المجلس الجماعي لتيلوكيت أن «المستشار الجماعي «حدو بوزري» أخبر السلطة يوم الأربعاء بقرب حدوث هجوم على قبيلته، ولم يؤخذ تحذيره على محمل الجد». وحاولت «المساء» الاتصال بالمستشار المذكور إلا أن عدم توفره على هاتف نقال، وعدم وجود تغطية بالشبكة الهاتفية حالا دون ذلك. إلى ذلك، تضاربت الأخبار حول سبب هجوم أبناء قبيلة آيت سخمان مدججين بالأسلحة البيضاء والهراوات وبنادق التبوريدة على قبيلة آيت يعقوب، ففي الوقت الذي أكدت فيه مصادر متطابقة أن سبب الهجوم هو المراعي بين القبيلتين وتحديد حدود وحقوق كل قبيلة، أكدت مصادر أخرى أن سبب الهجوم هو التحرش بفتيات قبيلة آيت يعقوب التي احتج سكانها على الوضع قبل أن تتم مهاجمتهم و»تأديبهم». وكانت لجنة مشكلة من قائدي قيادة أنركي وقيادة تيلوكيت وممثل عن المجلس الجماعي لتيلوكيت وشيخ قبيلة آيت يعقوب قد اتجهت في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد على متن سيارت «لاندروفير» إلى مكان الحادث قاطعة من أجل الوصول إليه مسافة 20 كلم، قبل أن تضطر إلى ركوب البغال لقطع المسافة المتبقية والتي تصل إلى 30 كلم. وحاولت «المساء» الاتصال بقائد قيادة تيلوكيت لمعرفة تفاصيل الحادث ووجهة نظر السلطة المحلية، إلا أن هاتف القائد كان خارج التغطية.