شارعٌ يختصر المدينة. مدينةٌ تختزل البلد. بيروت أكبرُ من مدينة والحمرا ليس شارعًا فقط، إنّه نهرٌ عظيم يخترق تاريخ الشرق وجغرافيا الشرق والوجدان العربي. بيروتُ الكتابُ والحمرا عنوانُهُ، وعلى الغلاف ظِلُّ عازفٍ يحمل قيثارة؛ هكذا قدّمتُ الفنان خالد (...)
في خضم التوتر السياسي المتنامي بين الجارين المغرب والجزائر، يحاول الشاعر ياسين عدنان أن "يسبح عكس التيار"، مؤمنا بضرورة الرهان على مستقبل مشترك بين البلدين، وهما اللذان يجمعهما أكثر مما يفرقهما من تاريخ وعادات وجغرافيا..
في هذه الورقة، التي ساهم بها (...)
المدنُ كالناس. هناك مَن نعرفهم عن قرب، نعاشرهم، نختبرهم، فنحبّهم أو نكرههم.
وهناك من تظل المسافة بيننا وبينهم قائمة على الدوام. نُحيّيهم عن بُعد بابتسامة أو تلويحة، ونجد ذلك كافيا. فالأهم هو ما نستشعِرُه تجاههم من مشاعر صافية. علاقتي بسلا من هذا (...)
حين أطلق المكتب الوطني للسكك الحديدية اسم "البُراق" على القطار فائق السرعة- الأول من نوعه في إفريقيا- الذي يصعد من الدار البيضاء إلى طنجة، وجدتُ الاسم موفّقًا إلى حدٍّ كبير.
فطنجة يُلقّبها المغاربة بالعالية. أو على الأقل، هكذا تقول الأغنية: "طنجة يا (...)
كأننا رهائن عالقون وسط خيوط بيتٍ لا مرئيٍّ لعنكبوتٍ خرافي. كأننا أسرى حربٍ صامتة. هكذا نحسّ اليوم مع هذا الوباء الغامض. وهكذا نعيش يوميات حجر مديد لا يريد أن ينتهي. وأزعم أن قلّة فقط عاشت الحَجْر الكوروني بالانضباط الذي عشتُه به. كان حَجْرًا شاقًّا (...)
ما معنى أن تحصل أحداث عنيفة متفرقة في أكثر من مدينة مغربية في عاشوراء؟ هل كان ذلك بسبب عاشوراء؟ وبسبب احتفال غريب عجيب بعاشوراء اندلعت فيه نيران الحرائق ونار العنف ليتمازجا في مشهد رُعب؟ هل هذه الصيغة في الاحتفال مُترسِّخة في وجدان المغاربة إلى هذا (...)
ثم انطفأت ثريا المسرح المغربي في منعطف غادر أُغلِقت فيه المسارح ودور العرض. في زمن كورونا. غادرت ثريا جبران. فنانة من طراز نادر. تألقت مع شيخها ومعلمها الطيب الصديقي، وفي أعماله انتبه الجميع لموهبتها. شخصيا لا أنسى دورها في العمل البديع الذي اقتبسه (...)
ثم انطفأت ثريا المسرح المغربي في منعطف غادر أُغلِقت فيه المسارح ودور العرض. في زمن كورونا، غادرت ثريا جبران.. فنانة من طراز نادر، تألقت مع شيخها ومعلمها الطيب الصديقي، وفي أعماله انتبه الجميع لموهبتها؛ شخصيا لا أنسى دورها في العمل البديع الذي اقتبسه (...)
الرقمي ليس زمنا قائم الذات، وإنما هو إبْدالٌ يمكن اللجوء إليه في ظروف استثنائية
لم تنتظر الحياة الثقافة أجواء الحجر الشامل بسبب كورونا لكي تترقمن. وإلا، فالتحول سابق على هذه الجائحة. والفضاء الرقمي تحوَّل منذ زمن إلى فضاء للنشر والتوزيع بالنسبة (...)
أرتاب دومًا من طلبات الكتابة عن أمور قيد التشكّل. الكتابة تقتضي مسافة للتأمل والفهم والاستيعاب. مسافة مختلفة عن هذه التي أضحت مفروضة علينا الآن في ظل الحَجْر الصحي.
لكنها مسافة ضرورية لكي نحس بالعالم والأشياء. لكي نحدّد إحساسنا العميق بما يحدث على (...)
تحتل قصة أحمد بوزفور موقعًا مرموقًا في عمارة الأدب المغربي. ورغم أنّ الأمر يتعلق ب"كارصونيير" فقط، إلّا أنّها تظلّ الأكثر استدراجًا لفضول الرّواد والزّوار والمتلصّصين على الطابق المخصّص للقصة القصيرة من العمارة. هناك عدد من الشّقق الفسيحة، حسنة (...)
ليس هناك أنكى من أن تخرج من مطارٍ فلا تجد في استقبالك إلّا أصحاب التاكسيات. المدن التي تترك زوّارها مع أصحاب التاكسيات وجهًا لوجه تجازِفُ جدّيًّا بسمعتها... في كل البلاد وليس هنا فقط في مطار أسوان. لي حكايات مع أصحاب التاكسيات تعرضتُ فيها لخداعهم في (...)
فاتني أن أحضر تكريم المخرج شريف عرفة في مهرجان القاهرة السينمائي في افتتاح دورته الإحدى والأربعين التي تتواصل فعالياتها هذه الأيام.
لم أخلف موعدي مع الافتتاح والتكريم سهوا أو تقاعسا، وإنما لأنني كنت معتكفا في استوديوهاته حيث نصوّر حلقات "بيت ياسين" (...)
صباح الخير أمستردام. المطر خفيف والجو بارد. جئت من مراكش حيث ما زال الصيف جاثما على المدينة. الحرارة تتراوح ما بين 35 و39 درجة. ما يزال الصيف جاثما على صدور الناس هناك. هنا الشتاء يبدو مستعجلا مثل حاملٍ جاءها المخاض قبل الأوان. أول مرة ألج فيها (...)
الثالثة ثابتة. هكذا يقولون. وزيارتي إلى عمّان هذا الصيف هي الثالثة. لكنها تبدو كما لو كانت الأولى. زيارتي الأولى إلى عمّان كانت قصيرة. جئتُ إليها رفقة لطيفة أحرار لتقديم "كفرناعوم"، المونودراما التي كانت لطيفة قد أعدّتها من ديواني "رصيف القيامة". (...)
من شرفتي في الطابق الحادي عشر من فندق "الكومودور" أطلُّ على البحر. بيروت لا تكتمل دون بحر. لهذا فقط حين أصعد إلى الغرفة وأتطلّع باتجاه البحر أحسُّ بأنني عدتُ إلى بيروت. عدت إلى بيروت من شارع الحمرا. فالحمرا مدينةٌ لوحدها. الظهيرة حارة والشمس عمودية (...)
كيف يكون سعيدًا مثل هذا العيد؟
بادرني ابن أختي إياد ذو الثماني سنوات هذا الصباح بسؤال حكيم من ذلك النوع الذي لا يستطيعُه إلّا الأطفال: "ألا تقولون لبعضكم البعض عيد مبارك سعيد؟" "أجل"، أجبته أنا الذي كنت للتوّ أتبادل "على الريق" تهانئ العيد هذا (...)
الطريق إلى فلسطين تمرُّ عبر تطوان، على الأقل هذه الأيام، والحمامة الأندلسية البيضاء تحتفل باليوبيل الفضي لمهرجانها السينمائي المتوسطي. دُعيت إلى تطوان أكثر من مرة، وكانت ظروفي المهنية وتنقلاتي دائما تجعلني بعيدا عن جبل تطوان وبحر مرتيل زمن المهرجان. (...)
على سبيل التقديم
لم يكن عزيز بنحدوش مجرّد كاتب، ولا كان عملُه السردي الأول (جزيرة الذكور) محض رواية. بل إنّ تبصُّرَ راءٍ عليمٍ كان يُجاوِر احتدامَ ثائرٍ جسورٍ في دواخله. كان عزيز يدبّر هذا الاصطخاب الذي يُزَوْبع كيانه بحكمة، وكانت الكتابةُ وسيلتَهُ (...)
تقديم كتاب "مراكش التي كانت"
المدن مثل الكتب، متونٌ مخطوطةٌ بحبرٍ سمْحٍ يجعلها لا تتبرّم من الحواشي، ولا تزعجها تعليقات القرّاء على الهوامش. المدن كتبٌ مفتوحة للقراءة المُتفاعلة، للإضافة وللتعليق، للاستطراد والحشو، كما للشطب والتنقيح والمحو.
ومراكش (...)
كم يبدو ذلك المساءُ بعيدًا… مساء الجمعة 21 أبريل 2006 حينما بثّ التلفزيون المغربي أولى حلقات ” مشارف “. كان الضيف هو صلاح الوديع، و كانت الحلقة عن ” جراح الذاكرة “.
هكذا بدأت هذه المغامرة التلفزيونية التي تكرّست على امتداد الأعوام الأخيرة باعتبارها (...)
كم يبدو ذلك المساءُ بعيدًا… مساء الجمعة 21 أبريل 2006 حينما بثّ التلفزيون المغربي أولى حلقات “مشارف”. كان الضيف هو صلاح الوديع، وكانت الحلقة عن “جراح الذاكرة”.
هكذا بدأت هذه المغامرة التلفزيونية التي تكرّست على امتداد الأعوام الأخيرة باعتبارها فسحة (...)
كم يبدو ذلك المساءُ بعيدًا… مساء الجمعة 21 أبريل 2006 حينما بثّ التلفزيون المغربي أولى حلقات “مشارف”. كان الضيف هو صلاح الوديع، وكانت الحلقة عن “جراح الذاكرة”.
هكذا بدأت هذه المغامرة التلفزيونية التي تكرّست على امتداد الأعوام الأخيرة باعتبارها فسحة (...)
كم يبدو ذلك المساءُ بعيدًا... مساء الجمعة 21 أبريل 2006 حينما بثّ التلفزيون المغربي أولى حلقات "مشارف". كان الضيف هو صلاح الوديع، وكانت الحلقة عن "جراح الذاكرة".
هكذا بدأت هذه المغامرة التلفزيونية التي تكرّست على امتداد الأعوام الأخيرة باعتبارها (...)