قد لا نختلف إن قلنا أن التعليم بالمغرب استأنس بأزماته وطال عهده بها؛ فلا يكاد ينجو من أزمة حتى يصطدم بأخرى؛ وما من حكومة إلا وتلعن أختها، لا تناغم في السياسات المتعاقبة، ولا من مخطط إصلاحي واضح، بل لعل الجميع صارت عنده قناعة تامة أن المخطط الوحيد (...)
مما تُستجلبُ به المحبة وتُدرأُ به العداوة وتُوطّد به العلاقات الإنسانية تبادل الهدايا مهما كانت بسيطة، إذ قيمة الهدية في دلالتها المعنوية لا في قيمتها المادية، وهذا التوجيه لم يغفل عنه سيد البشر صلى الله عليه وسلم وهو القائل " تهادوا تحابّوا " وفي (...)
كل راغب في تقزيم تعاليم الإسلام.. كل ساع لتضييق أفق تعاليم الإسلام، لم نر حفيظتهم تثور وآلاف التلاميذ يرمون في حضن الفرنسة اضطرارا وهم لا يكادون يفقهون في هذه اللغة إلا النزر اليسير، لم لا يتحدثون عن مشاكل التلاميذ في المواد العلمية في ظل موجة (...)
إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن ، ويزع بالوباء ما لا يزع بالرخاء ، في فترات الحياة العادية عايش الكثير منا لحظات من الشتات والتسيّب في كل مناحي الحياة، لهاث جنوني خلف دنيا لا تكاد تنتهي متطلباتها ، تكالب لا معقول على ماديات الحياة وزخرفها ، (...)
حقيقة أحاول النوم، لكن دون جدوى.. صورة الأستاذ السجين خلف القضبان لا تكاد تفارق مخيلتي، أتخيل أن أكون في يوم من الأيام ضحية افتراء، أو حتى زلة قد أقترفها في لحظة غضب وأنا التي تحترق أعصابها حين تجد شتى المظاهر اللاتربوية واللأخلاقية تنمو كالفطر في (...)
حين التحقتُ بسلك التدريس ، كان يسكن بخاطري تقديس عظيم لهذه المهنة ، وكان المعلم في نظري كتلك الجوهرة الثمينة التي تنظر إليها بانبهار واندهاش ، وتزدادُ شرفا وفخرا كلما ازددتَ قربا منها، وملأتَ عينيك من بهاء صورتها ، وجمال صنعتها، وما أنعش يقيني ، (...)
منذ نعومة أظفارنا ونحن نسمع عن محنة أهلنا في فلسطين، كانت يومها الجرح الوحيد الذي يؤرق قلوبنا، ويشغل فكرنا الصغير، ما كان يراودُ ذهن أكثر المتشائمين يومها أن جراح الأمة ستكبر وتكبر، وأن معاول الهدم ستطال شعوباً هنا كما هناك، وأن الفتق سيتسع مداه (...)
بوصلة الطريق
من جميل ما صادفتُ بكتاب (البيان والتبيين) ما نقله الجاحظ عن الحسن رحمه الله أنه سمع رجلا يعظ، فلم تقع موعظته بموضع من قلبه، ولم يرِقّ عندها، فقال له: (يا هذا، إن بقلبك لشرٌّ أو بقلبي).
أي أن كلامه ما كان له صدى إما لضعف الإخلاص من (...)
يحدث أن تستثيرك أشكال الظلم والاضطهاد بعالمنا الكئيب، فتحاول التنفيس عن كربك ببضع كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، أن تمارس مقاومتك لهذا التيار الجارف بحروف صامتة تستنكر كل امتهان لحقوق الإنسان. أن تمارس خُلّة من الخلال التي ميزك الله بها، فتنكر (...)
1- قلوبٌ قُدّت من حجر!!
أن تخوض غمار الحياة وتتحمّل كل الصعاب من أجل تنشئة أبنائك والارتقاء بهم، فذاك واجب شرعي يفخر كل أب / أم بأدائه تكليفا وتشريفا، لكن أن لا يكون الجزاء من جنس العمل، فذاك الذي لا تكاد تستسيغه العقول السليمة والقلوب الرحيمة. ولا (...)
قال الجاحظ: (الكتاب هو الذي إن نظرت فيه أطال إمتاعك، وشحذ طبعك، وبسط لسانك، وجوّد بيانك، وفخم ألفاظك). وكم هو عزيز الظفر بمثل هذا الكتاب في عصر تئنّ فيه الكتابة من وطأة التفاهة والضحالة فكرا وأسلوبا!
ولأن الخير في أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى (...)
لو أنّ كل غائب عن العين، بعيدٌ عن القلب والبال، لما كان لمن مضى أيّ أثر أو ذِكر، لكن من رسموا في الحياة بصمات ساطعات، تأبى الحياة أن تمحو أثرهم سواء غيّبهم الموت، أم غيبتهم ردهات السجون. والشيخ إبراهيم عمر السكران أحد هؤلاء النجوم اللوامع المضطهدين (...)
لماذا تستطيع لعبة توحيد الصفوف، ولمّ شعت كل الخلافات بين الشعوب، وتعجز عن ذلك آلاف السياسات؟
سؤال يتبادر لذهن كل عاقل كلما رأى شباب الأمة من شرقها لغربها متحلقا حول فريق رياضي يحقق إنجازا رياضيا غير مسبوق، أهُو تعطش أمّة مهزومة للانتصار؟ أم هي سخافة (...)
من المتعارف عليه القول أن الإبداع الأدبي نتاجٌ إنساني مشترك بين الرجل والمرأة، وليس حِكرا على جنس دون آخر. ومن المسلّم به كذلك أنّ المرأة قد تبدع في مجالات لا يبدع فيها الرجل والعكس. وعلى مرّ التاريخ الإنساني الطويل كانت هناك مبدعات في شتى فنون (...)
من الفطنة والكياسة أن نمتطي صهوة الأمل وندوس كلَّ ألم، ونُحيل ترابَ مُلِمّاتِنا تِبراً. فلا نركن لتلك الروح الانهزامية المتخاذلة التي تفتكُ بكل خلايا الحياة فينا. ولا يظفر بهذا المرام إلا صاحب فكرٍ نيّر ونفسٍ وثّابة وهمّة متوقدة تأبى أن تسلسلها صروف (...)
في لحظات الغفلة أيام الصبا، كنا نتهافت على الاحتفال بهذه الذكرى، مع ما نسمعه من أهلنا عن بدعيتها، لكن كنا نسلي النفس بأنّ عقيدتنا في عيسى عليه السلام ليست كعقيدتهم، كنا كمن يبحث في جبّ الأحزان عن فرصة للانطلاق والفرح، فلا نكاد نُفلتُ هذه المناسبات (...)
يحدث أن تستثيرك أشكال الظلم والاضطهاد بعالمنا الكئيب، فتحاول التنفيس عن كربك ببضع كلمات لا تسمن ولا تغني من جوع، أن تمارس مقاومتك لهذا التيار الجارف بحروف صامتة تستنكر كل امتهان لحقوق الإنسان. أن تمارس خُلّة من الخلال التي ميزك الله بها كمسلم، فتنكر (...)
تلميذة تضع حدّا لحياتها لأنها أضاعت هاتف صديقتها وخشيت أن تخبرها!
طالبة تضع حدّا لحياتها بسبب "حرمانها من شهادة السكنى لإتمام ملف الحصول على المنحة"..!
شاب وخطيبته يضعان حدّا لحياتهما بعد تعذّر ارتباطهما!
والموت أفضل من الحياة عند شاب تمّ حلق شعر (...)
الكتابة أمانة عظيمة ورسالة جسيمة، ولا يعتبرها كذلك إلا من كانت له قيم ومبادئ نبيلة توجّه سيره وتسدّد رميه، فذاك الذي يقضّ فكره ما يراه من عبث هنا وهناك، وذاك الذي لا تستقيم أنفاسه وقد اختنقت بغبار التفاهة وأحاطت بها سموم الرذيلة.. وغالبا ما يكون (...)
كم تُسنفز أيها الوطن ، لكنّك تصرّ أن تكون حليما.. عفوا ذليلا!!
لا شيء يحرك المواجع كصور "الحكرة" حين تمارس على فئات مقهورة من الشعب، فئات اختارت الشرف لها عنوانا، فئات تأبى أن تنصاع وراء تيار الانحراف، وتتمسك بحقها في شق طريقها بالحلال، وأمثال هؤلاء (...)
النضج سِمة المبدع الذي لا يرضى من غنيمة الإبداع بالإياب، بل ميزة لا يكاد يظفر بها إلا من أفاء الله عليه بعزيمة وثّابة، وطموح سامق يعانق به سماء الفكر فيجعله يتفنن في عرض بوحه بطرق أشد ألقا وروح أقدر على استيعاب الحياة بمتغيراتها، و(كلما نضج المرء (...)
الوطن أهزوجة تطرب النفس بترنيمها، وتنتشي الروح بترديد نغماتها، ومهما اختنقت أنفاسنا بما يسومنا من ظلم، يبقى مقامه بالقلب سامقا، وكثيرا ما رددنا في صبانا (حب الوطن من الإيمان). وغنيّ عن الذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن مسقط رأسه -مكة- حين اضطر (...)
نيني يا مومو..
عبارة اعتدنا سماعها من أفواه الأمهات وهنّ يُهدهدنَ صغارهنّ حتى يداعب النوم أجفانهم.. اليوم صارت تليق بصاحب الوسام..
فعلا (نيني يامومو) فلا شيء يدعو للتعب وإرهاق النفس مادام طريق المجد مفروشا بالتفاهة و(الحموضة).
(نيني يا مومو) واضحك (...)
أديبُ الفقهاء وفقيهُ الأدباء الشيخ علي الطنطاوي، من الشخصيات الفذَّة، الحصيفة المُقنعة بآرائها، المثيرة بشخصيتها، أسهب الكثير في الحديث عنه وبيان قدره وفضله؛ لذا وجدتني بعد توجيه من أستاذي القدير ربيع السملالي أتتبع كتاباته وأنهل من فيض دُررها، وقد (...)
صافحت هذا الصباح منشورا يوضح الرواتب التي تقاضاها بعض الممثلين والممثلات عن أعمالهم الرمضانية هذه السنة، والحقيقة لم أملك إلا أن أسأل نفسي سؤالا ساذجًا: هل الملايين التي يتقاضاها هؤلاء كالملايين التي نحلم نحن بامتلاكها؟
أعرف بعض الموظفين بقطاع (...)