(1)
أعتقد أن الشاعر السوري أدونيس أو علي أحمد سعيد إسبر تحوّل إلى علامة تجارية تتهافت عليه المؤسسات الثقافية العربية، للتكفير عن خطايا المنع والحظر والتكفير والردّة، التي مارستها ضد كل مثقف عربي متمرّد على النسق العام السائد في المجتمع العربي (...)
(1)
«أحلم بعالَمٍ نموت فيه من أجل فاصلة» إميل سيوران
ثمة جنونٌ يقف أمام هوادة الرغبة في اقتحام النص، جنون الفواصل والنقط وعلامات الاستفهام والتعجب، أليس من حق المرء الخلود إلى ناره، أو جحيمه، ففي النار والجحيم تنعكس محنة المخلوق في وجوده، ومحنة غير (...)
قَبْل التّأويل :
تحتاج الشعرية العربية إلى التفاتة جديدة ومغايرة للمألوف النقدي، لأنها مازالت تكتنز وتذّخر أبعادا ودلالات لامحدودة، مما يكشف عن ثراها وغناها الجمالي والفني، ونظرا للقصور المعرفي بهذه الشعرية من لدن النقاد المعاصرين الذين تركوا (...)
هل يجدي نفعا التفكير في هذه الحياة والتّيه في مرابضها المترامية للإنصات لعبور نملة مثقلة بذخيرتها للشتاء القادم، لهديل الحمام اليقظ في شرفة يتيمة، لنقيق الضفادع في واد منسي من لائحة الجغرافيا، لحفيف الشجر وهو يداعب ريحا عابرة، لصمت يرخي سدوله على (...)
إِضَاءَةٌ أَوَّلِيَةٌ
ليس من اليسير مناولة تجربة الشاعر محمد بودويك الشعرية بالمألوف النقدي القائم، فالأمر يتطلّب الحفْر في الطبقات المحْجوبة، والغائرة في ثنايا أكوان شعرية متخيَّلة تعجّ بالمفارقات واللّعب/ النّسْج الذي يُمثّل طريقةً لتطويع اللّغة (...)
(1) نَاسِكُ الْعُزْلَةِ:
لن يختلف أحدٌ في كوْن الشاعر سعيد الباز من التّجارب الشّعرية، الّتي تختلِف عَن كتابات مُجايِليه، وتتباعد بمسافات إبداعية، مؤسّسة صوتها الشّعري بعيدة عن الاحتذاء، وقريبة من رؤى مصقولة بحرارة التّجربة، لذا جاء شعره مفارقاً (...)
(1)
مَنْ منّا، في هذه اللحظة التاريخية العصيبة، له القدرة على الالتفات إلى الخلْف،لاستعادة هذا الاسم المتوهّج والنّابض بالحياة، والمخلّف أثره تاريخيا وحضاريا، عندما كان العربي يعتزّ بهذا الانتماء، وينافح عنه بما ملك من إرادة وأحلام وآمال، ويعلنها (...)
إن مهمة المثقف خلقُ الجمال، والاحتفاءُ بكلّ ما يُثير في المتلقي من رغبات وأهواء، للإحساس بالكينونة الناتجة عن تحويل الواقع إلى عوالم مشرعة على الحلم والأمل، زادُه في ذلك متخيّل يعدّ مِلْح هذا الدور المنوط به،وهذا لا يعني حصْر مهمته في هذه الزاوية (...)
(1)
وأنت ترقدين وحدك في قبرك هناك، تبعثين بضحكاتك التي تركتها مدسوسة في خفايا الرفاق قبل الأصدقاء، محفوفة برعاية الذاكرة الموشومة بعبق الركح، وصرخات الأنفاس الصادحة في وجه هذا العراء المُطوّق الإنسانية، ضدّ المحبة والجمال، الديمقراطية والحداثة، ضد (...)
(1)
أُدرّبُ قَلبي
على مطاردة الغيم
على عشق الرحيل
في أرْض تكنس الليل
تسهر على رعاية النهار
تغلق نوافذ الوهم
وتشرع أفقا تطرزه جبال اليقين
فأنا مدمنُ تيهٍ
أروض الخطو في يناعة المسالك
أختلس من خزانة القلب بعض الذكريات
بعض الصور الغابرة في عتمة (...)
( إلى روح عبد الرحمان اليوسفي)
(1)
عينُ البارِحة حزينة
عبقُ الأُصًص في حالة يُتمٍ
عبورٌ واحدٌ لا يَكفِي
لجنازة هذا الْجبَل
ثمة ضحكة تنتشي في وجْه اللّيل
وعشرون أملا في ضاحية القبيلة
ترتب مائدة لنهار سيأتي محمّلا
بنشيد الأعالي
وعيْن العبوات عرسٌ (...)
لم أكن أنتبه إليّ، ولا لمن حوْلي، لأني كائن يحبّ المشي وحيدا مجرّدا من الظلال، دائما أنتصر لظلّي دون غيره، لأقولها صراحة كنت جنرالا في النرجسية وعبادة الذات، لا يهمّني العالم مادمت سليما معافى من أنفاس كائنات أبصق عليها سرّا وأبتسم في وجوهها الكالحة (...)
الشعر تلك الحديقة السرية، التي تخفي سرائرها وأسرارها، وتظلّ عصيّة على القبض، يشقّ طريقه، دون أن يثير الانتباه، فاتحا جغرافيات تشوبها شوائب الالتباس والغموض، لذا يختار بمفرده المسارات الوعرة، والمنعطفات الحادّة، والسراديب التي تستفز الكائن وتبعث فيه (...)
(ينبغي أن نحلم)
لينين
(1)
في هكذا وضع مقلوب على الشاعر أن يختار العالم من زاوية مختلفة، كأن ينظر إليه من نافذة في جبل بعيد، وقصيّ عن أعين الرّقباء، أو أن يذهب إلى مقهى شعبي، ويدخن ما تيسّر له من السجائر الشقراء، ويبصق على وجه الجميع نكاية في عمى (...)
«دنيا داي» حزينة هذا المساء، شارع محمد الخامس كئيب ومثير للقرَف، المقعد الذي ألفناه يعجّ بالحياة مصاب بحالة ذهول وحزن شديد، رصيف الشارع فراغ في فراغ، الدراجة النارية التي كانت تركن قرب الشجرة غير موجودة، جسد محمد نجيب الحجام لم يستلق كعادته على (...)
لا غرو في كون الثقافة المغربية، رغم عمْرها القصير، فقد عرفت انعطافات تختلف باختلاف السياقات والمعطيات السياسية والاجتماعية،التي تركت آثارها في النتاج الثقافي المغربي، وبَصَمَتْهُ بِالجِدّة، ومنحتْ إيّاه روحا جديدة، ونَفَسا قويا مجْلاه ما خلّفهُ لنا (...)
لن أكون جاحدا للدور الفكري والثقافي الذي قام به المفكر المغربي عبد لله العروي، من خلال مظانّه الفكرية المتأملة والمتدبّرة في قضايانا المعاصرة وإضاءة المفاهيم (الحرية / التاريخ/ الحرية/ العقل/ الدولة….) وغيرها، كآليات، من خلالها، يمكن أن ندرك الإدراك (...)
لم تكن علاقتي مع أدونيس على ما يرام، كان يشوبها نوع من الاحتراز والاحتراس، الخوف والدهشة، الارتباك والحيرة، والسبب قد يعود إلى ذائقتي الشعرية التي لم تستسغ- في البداية- نمطاشعريا يختلف ويتجاوز المعتاد في الشعرية العربية، و ربَّما إلى جهلي بمثل هذه (...)
إن القصيدة عند محمد الطوبي لا تنشغل باعتبارها ذاتية، تقف عند حدود الذات، بل تتجاوزها لمعانقة الإنساني والجوهري في الإنسان، الأمر الذي جعل تجربته تنفلت من زمانيتها ومكانيتها، هاجسها الأول والأخير الوجود بأبعاده الجمالية والتأملية، والإنسان بعمقه (...)
كلما حلّت ذكرى رحيل الكاتب المغربي محمد شكري، إلا ووجدتني أعيد قراءة ما خلّفه من متون سردية، لأكتشف عمق إبداعات التي محورها وجوهرها سيرة الذات في مجابهة الواقع، ومقصديتها التعبير عن قاع مجتمع مغربي يشهد ظواهر اجتماعية تثير الكثير من الأسئلة (...)
7
كثيرة هي الأحداث التي جعلتك منذورا لاقتراف جريمة البوح في حق وجود لا يزداد إلا حلكة ،ها أنت يأخذك الحنين إلى أول الرسائل الغرامية التي كنْتَ تُدبِّجُها تحت شعاع القنديل الذي سرقت من السوق الأسبوعي كي تضيء به عتمة العائلة المنذورة للعنة الحياة،أما (...)
7
كثيرة هي الأحداث التي جعلتك منذورا لاقتراف جريمة البوح في حق وجود لا يزداد إلا حلكة ،ها أنت يأخذك الحنين إلى أول الرسائل الغرامية التي كنْتَ تُدبِّجُها تحت شعاع القنديل الذي سرقت من السوق الأسبوعي كي تضيء به عتمة العائلة المنذورة للعنة الحياة،أما (...)
(5)
كم كنت ، أيها اللعين،تحب الترحال في مسالك التيه؛بعيدا عن ضجيج الحياة،فاتحا تخوم العالم ،مقيما في مملكة الصمت ،تتأمل كتاب الوجود،فيقذفك بروائح الأسلاف الذين عبروا نسيانا،والذين وشموا الذاكرة بقلق الكتابة وجرح السؤال،فكان أحمد بوكماخ -رحمة الله (...)