كان موهوبا، و قد أخفى ذلك خوفا من تهكم الأطفال و سخرية الكبار الذين زرعوا الكبت و قلّصوا حلمه داخل نفسه و أرادوا أن يخمدوه، تمنى من الصغر لو صار ممثلا قديرا و سطع نجمه. لمّا دخل معهد التمثيل و أجرى مسابقة إمتحان القدرة على المحاكاة شهد الفرصة التي (...)
صدر عن دار ميم للنشر بالجزائر، عنوانا جديدا، لشاعر الثورة الفلسطينية صلاح الدين الحسيني ، المعروف ب "أبي الصادق".
يطلع علينا هذا الديوان بعنوان"مختارات شعرية"، ليجمع جلّ القصائد التي كتبها أبو الصادق على مدى عقود من العطاء، اذ تحولت قصائده أغنيات، (...)
إلى أين يوصل هذا الطريق؟ إلى أين ينتهي؟
ينتهي يا بني إلى البحر.
ردت عليه الجدة التي كانت تكنس المُراح برزمة من أعواد الديس اليابسة الصفراء.
يسأل عن هذه السيارات التي يراها من سفح الجبل بحجم النملة:
أين كانت و إلى أين تتجه؟
كانت في المدينة (...)
كانت تنظر للتلفاز بانتباه شديد تحوّلت بذلك إلى تمثال رخامي يضاف إلى مجموعة أثاث البيت ، كلّمها الزوج المهموم و السعيد ظاهرا طالبا منها إحضار فنجان قهوة فنكهتها تُذهب عنه تعب اليوم ومعاناة الطريق التي يسلكها يوميا لكنها لم تجبه، فهي مذهولة منبهرة (...)
لم يشك أبدا في حدسه الذي يبقيه فطنا وبعيدا عن الانغماس و يبقيه أيضا وحيدا عن الناس ، يريد أن يكون رجلا ناجحا في الحياة إنها أمنيته مذ كان طفلا صغيرا جميلا وخيّل إليه وهو يصير كهلا أنه جسد حلمه ولو من وجه واحد لا غير، لقد أصبح متقنا للتعبير عن نفسه (...)
كان قد أعطى للمسألة أهمية كبيرة، جالت الفكرة في خاطره من زمن، أحس أنه ملزم بها ولا يهمه الغير فكروا فيها أو لم يأبهوا لها، لا يهمه الغير إن كانوا لا زالوا منشغلين بها أم أهملوها كباقي وظائفهم الوجودية؛ شدّد على نفسه القيام بذلك ومهما كانت الإعاقة (...)
1 معاني مفاتيح الكتابة و الفلسفة في الحياة:
ما من أحد في الحياة لا يملك مفاتيح تحفظ له متاع ما يملكه، يقفل بها على أشيائه الغالية بتحصينها و إخفائها عن أعين اللصوص و الفضوليين ولا يظهرها إلا في الأوقات السعيدة و المناسبات والضرورات والمحن و لا (...)
1 كتابة الأنا في تعيين وجود الآخر، كتابة الآخر لتحديد وظيفة الأنا.
هناك كتابة باهرة، طريق الاكتشاف داخل الطموح الإنساني، الوصول للمقدرة الفائقة في محاكاة الذات، التوق لتحصيل التفوق، البراعة وحدها لا تكفي و القدرة على امتلاك اللغة و أسرارها لا يكفي (...)
الجزء الثاني
أولا : وجود المؤلف والقيمة في عملية النص:
الكتابة تحمل كتابات عديدة داخلها، يجمعها رابط واحد يصعب حلّه عن بعضه الآخر ومنحه شكله و فكرته المستقلة؛ الكاتب لا يهتدي لذلك إلا حين يتبع خيوط الربط الأخرى ويَهتدي إلى الخيط السميك الرئيسي (...)
الجزء الأول
. 1
ما معنى أن تكتب؟ ما جدوى أن تكتب؟
أن تكتب بدافع ملح يضغط بقوة و بقسوة على النفس و العقل لأجل ترجمة هاجسك كإنسان ينقل خوفه و تأمله وتنبؤه ومشاعره بأنواعها. يترجمها للآخرين لأجل قراءتها وفهمها و معايشتها وحسّها وتمثيلها في خيال (...)
مقام الشهيد
عند المقام وقفوا عند رأسه، وقالوا: سنقرأ على روحه الفاتحة، وقالوا: سنكتب اسمه على الشارع الكبير، نقرر حياته في برامج الدراسة. رفعوا أيديهم بالدعاء هادئين خاشعين. انقضى اليوم، عادوا، في ظلام الليل تجمعوا في المعرض، أكتشفهم يرقصون (...)
الحلم المؤجل
الخراف في المرعى سعيدة بالعشب، الكلب سعيد برواحه ومجيئه، لهو ولعب؛ الراعي سعيد بعام الخصب. الذئب من بعيد يراقب الخراف تأكل بشراهة، بالراعي المتعب يأخذ القيلولة تحت الشجرة الفارهة الظل. راح الكلب يتبع جربوعا مرّ بالقرب تزجية للوقت. (...)
ورث عن أبيه عددا من الشياه والعنزات وقطعة أرض جرداء، عمل بجد وكد في استصلاحها، لاقى في سبيلها المشقة والتعب حتى صارت يداه خشنتين يابستين كعصا الفأس. يده حين يصافح بها أيدي القرويين الطرية كالجبن تكاد تجرحها. اكتسبت هذه الكف قسوة وصلابة الحجر الصوان. (...)
تمكن من التسلل للقصر بفضل بعض أعوان الخليفة الشرفاء من أبناء الشعب العاملين في البلاط بعدما طلب منهم أن يدخلوه قاعة العرش. نام على سجاد الأرض للصباح وحين دخل الخليفة مصحوبا بكبير الوزراء تفاجئ بهذا الماثل أمامه الحامل بيده صحيفة من جلد وسأله: من أنت (...)
بداية البداية قدسية فكرة، أجعلها رفيقك، أقم معها علاقة فحص وبحث، قدّم نفسك لغيرك وللعالم وأنت المتيقن بوجودك السائر لوجهة ما داخل هذا العالم المعقّد ألا تظنه يبدو للعامة واضحا جليا. قد لا تحدد إرادتك مساره، لم يكن ليحصل الداعي له على الإطلاق. إن (...)
المصالحة....
أعطاه يده الدافئة، قال له: "نفسها اليد التي كانت تحمل السكين البارد" لك أن تختار معي نهاية القصة أيها القارئ يا صديقي هل يصافحه أم لا؟
الناصية الكاذبة
توّسله ليسترد دينه، نطحه فأرداه صريعا، هي الناصية التي لا تفوتها (...)
يأتيك الزائر(الدافع) باحثا عنك من مكان إلى مكان يتفقد أناسا كثيرين لكنه لا يخطئك أبدا، يسأل عنك الإشارات والجدران والحارات وموزعي البريد. يشي بك قدرك ويخلق لك من العدم سببا يلحقك بما خلقت لأجله ولو ركبت تيار الكهرباء وحلّقت مع الضوء وخرقت عنان (...)
الملعون، سمّوه الملعون لصقت به الكنية فلا يعرفه أحد إلا بها، فعل الأفاعيل، نسجوا حوله حكايات وحكايات، داهية أفسد بين الجار وجاره بين الزوج وزوجه بين السلطان وخدمه، قال الراوي في حلقة السوق: كان يا مكان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان رجل لا ينام (...)
نفوك خارج البلدة التي احتضنتك أسوارها، كتبت بالطبشور على جدرانها حكاية البراءة، شيدت بيتك في مكان ما في أرض الله الواسعة بعدما رحلت من أرض الذل والمهانة باحثا عن دار أمان، قمت بدور المرشد لأفراد العائلات الفقيرة، حاربت غرور نفسك انتصرت وانهزمت، (...)
مصباح أول أن تكتب التاريخعلى هوى الأصنام و الطمث و الطينو نحت المنتحرين في الوحل أبطالاتلك هي المهزلةأن يبنى للشعب وهمتشترى له ثياب من سرابحين يفيق من يقظة الخيالتختصره التفاهة ويطوّقه العراءتلك هي المفسدةمصباح ثاني أن يضيق بك المكانوتطردك الشوارع (...)