صدر عن دار ميم للنشر بالجزائر، عنوانا جديدا، لشاعر الثورة الفلسطينية صلاح الدين الحسيني ، المعروف ب "أبي الصادق". يطلع علينا هذا الديوان بعنوان"مختارات شعرية"، ليجمع جلّ القصائد التي كتبها أبو الصادق على مدى عقود من العطاء، اذ تحولت قصائده أغنيات، حفظتها الأجيال وشكلت حرارة القلوب ونوارة دربها عندما كانت ترددها فرقة العاشقين الفلسطينية وغيرها من الفرق، فتشحذ همة الثوار في الانتفاضتين الأولى والثانية، نذكر منها: "طلّ سلاحي"، "عالرباعية"،"بسم الله"، "راجعين" وغيرها. صلاح الدين الحسيني، ابن غزة، الذي يقيم حاليا في القاهرة، يقدم تجربته الشعرية ونضاله، يحفظ فيها ذاكرة ثورة وشعب، عبر تشكيلات شعرية تؤرخ لكل فترة من زخات ومحنات هذه الأرض الأبية الموجوعة. قدم للكتاب الكاتب الفلسطيني" محمود شقير، ويقول فيها: أن صلاح الدين الحسيني في ديوانه هذا إنما يرصد بقصائده مسيرة الثورة الفلسطينية منذ إرهاصاتها الأولى، مرورًا بالإعلان الرسمي عن ولادتها وبكل ما قدمته من تضحيات وشهداء، وما قامت به من عمليات مسلحة وبطولات، وما واجهها من تقلبات وأزمات وحصار وتراجعات. يرصد المسيرة لا بأداة المؤرخ ولا بتدوين الوقائع، وإنما بالقصيدة ذات اللغة الشعرية الجميلة التي تستمدّ رونقها من إحساس الشاعر المرهف ومن معايشته الحية لنضالات شعبه، وبالقصيدة ذات الإيقاع الغنائي الرشيق الذي يدلل على براعة في كتابة الشعر العامي وعلى دراية بأساليب كتابته، والشاعر يستند في ذلك كله إلى التراث الشعبي الفلسطيني وما يحفل به من مأثورات شعبية ومن أنماط سلوك ومظاهر حياة. يقسم الديوان إلى خمسة أجزاء: ثوريات، أغنيات الفدائيين، عشوائيات، سلطانيات، قصائد طويلة. يقع "مختارت شعرية" في 280 صفحة قطع متوسط، تجليد فني أنيق مكسو بغلاف خارجي عليه صورة الشاعر وجزء من مقدمة الكاتب محمود شقير و مقطع من قصيدة 'الغريب ونهر الخل" والذي يقول فيها عن أوجاع الغريب: " أنا بقطف عِنب حزني في ليل الشوق، وبهدي للغريب لاسمر عناقيده... وابوس الثوره في ايده... أنا بهدي اللي قالوا له غريب انت... رشفه نار من كاسه... وادور زي ما هوّه قضى عمره هنا يدوّر على ناسي وعلى ناسه.. وأقول الكلمه للي يقّدِّر الكلمه... اقول لكلم هلك يا راهب الاحزان... في رموشك اقول واهدي انا لانسان ثورتنا... اقول للي رفع فوق جرحه... رايتنا... نزف شريانه واتمزع.. وعلى صدر الوطن لسه هناك يزرع... نشيد النصر...". للإشارة أن الكتاب صدر في إطار القدس عاصمة للثقافة العربية وبدعم من وزارة الثقافة الجزائرية، جمعته و رتبته وأخرجته " دار ميم للنشر".