غابرييل ڤير (1871-1936) إلى بلاطه حتى يُلَقِّنَهُ تقنيات التصوير التي أغرت العاهل الشاب، إلى جانب مظاهر أخرى للحداثة الغربية، من ألعاب ووسائل ترفيه وتسلية: درّاجات هوائية وسيّارات وفونوغراف. في العالم الإسلامي، لم يكن هذا الاهتمام المثير للانتباه (...)
منتصف ستينيات القرن الماضي، أصدر المفكر الفرنسي غي ديبور كتابه مجتمع الفرجة الذي رصد وحلّل فيه، بلغة جذرية وخلفية ماركسية بيّنة، المظاهر والظواهر الاقتصادية والثقافية السائدة في مجتمعات غربية زحفت عليها الحروب والبضائع والأوهام. يكتب ديبور: "لا تدع (...)
تحدُث داخل المكتبات أشياء عجيبة وسافرة أحياناً، كأن تنتاب مكتبياً ثملاً رغبة دفينة جوف الليل في إحراق الخشب، أو تتمدد سائحة بالمايوه على طاولة القراءة العامة في عز الخريف، أو يتبول كلب سيدة أنيقة على جناح الشِّعر رغم سيلانات فيرجيل.
ممنوع دخول (...)
كثيرة هي المغامرات والأغنيات والرحلات التي طبعت حياة ومسيرة جاك بريل (1929-1978)، مؤلف الكلمات والمغني البلجيكي الذي شغل تاريخ الفن الأوربي الحديث بحساسيته الموسيقية المفرطة وشعريته الغنائية النزقة والساخرة. في ذات الفترة التي فتحت فيها آذاننا على (...)
"وأخشى المائدة
لأن الذي يجتمع
حولها للأكل
يجتمع حولها
للقتل
وأخشى الإنسان
يملك عينين اثنتين
عين تأكل وعين تقتل".
عبد الله زريقة، فراشات سوداء
تُسيِّج فاسَ، غير الأسوار التي شيّدتها السلالات المتطاحنة عند التخوم والشعاب، خرافات متعددة عن حفاوة أهل (...)
في عام 1981 رفعت الحكومة المغربية في أسعار المواد الأساسية من دقيق وسكر وزيت، فاندلعت أحداث ما يعرف في تاريخ المغرب الحديث بانتفاضة الكوميرا. تعني كلمة «كوميرا» الخبز الفرنسي الشبيه بالقضيب أو الهراوة، والمعروف أيضاً ب«الباريزيانة» (La (...)
انقضت أربع عشرة سنة على رحيل الأديب المغربي محمد شكري (1935-2003)، أحد رواد السرد المغاربي والعربي الحديث، وما تزال الحكايات التي نسجت حول حياته وإنتاجاته تقسم النقاد والمؤلفين والقراء، عرباً وغربيين، إلى منبهرين وحاقدين، وتثير مواقفه جدالات حادة (...)
انقضت أربع عشرة سنة على رحيل الأديب المغربي محمد شكري (2003-1935)، أحد رواد السرد المغاربي والعربي الحديث، وما تزال الحكايات التي نسجت حول حياته وإنتاجاته تقسم النقاد والمؤلفين والقراء، عرباً وغربيين، إلى منبهرين وحاقدين، وتثير مواقفه جدالات حادة (...)
يشيع القول بأن المصريين أصحاب دعابة، وأن غيرهم من سكان شمال إفريقيا، خصوصا الجزائريون والمغاربة، هم أكثر ميلاً في سلوكهم الجمعي إلى الجدية والصرامة، بل إلى صلافة الطبع وغلظته أحياناً. وهو دون شك تصور استشراقي عن النكتة لدى العرب ما يزال يردده عدد من (...)
شطآن العرب .. أجساد العائمين والغرقى
صيف 2017، بحر شهر رمضان، اندلعت في الجزائر حرب إعلامية بين المحافظين والليبراليين بخصوص عفة المرأة وتبرجها على الشاطئ. أسابيع بعد ذلك، أعلنت تنسيقية نسائية عن عزمها على تنظيم تظاهرات سباحة جماعية في أحد مصايف (...)
إنّ السلطة هي التمثل الفعلي لصورة القوة وملامح الجاه والباه، عبر استلاب عناصر الرسم والتصوير وإخضاع البصر والبصيرة، أي بجعل أدوات الخلق الأصيلة حكراً على المتسلط. فالاستبداد، واحتكار ممارسة العنف، لا يتحققان إلا بعد إزلاج حواس المستبَد به. كذلك، (...)
لم يقتصر الاستبداد السياسي عبر الأزمنة، في سعيه لإخضاع الحشود وتوجيه مصائرها، على الإمساك بعصا الحكم وميزان القضاء ومثقال الاقتصاد، بل استهدف ضبط الأذن والعين والحلم، أي ما يُصغي له النّاس وما يرونه وما يتناقلونه من مأثورات شفهية وتخييلية. الصّدى (...)
لمّا سُئل الفيلسوف الفرنسي رولان بارت عن رأيه بخصوص "لذة" النص، عبّر بصراحة عن اعتقاده في وجود أدب يميني وآخر يساري، تماما كما في التقاليد السّياسية الحديثة، وذلك حسب قرب المنهجية والمحتوى أو بعدهما عن الإيروتيكا. يقترح الأدب اليساري، بهذا المعنى، (...)
* 13 نوفمبر, 2016 - 12:10:00
لمّا سُئل الكاتب الفرنسي رولان بارت عن رأيه بخصوص "لذة النص"، عبّر بصراحة عن اعتقاده في وجود أدب يميني وآخر يساري، تماما كما في التقاليد السّياسية الحديثة، وذلك حسب قرب المنهجية والمحتوى أو بعدهما عن الإيروتيكا. يقترح (...)
بدر هاري .. ولاءات الجسد وهذيانه
عام 2008، كشف برنامج شهير، على قناة تلفزيونية هولندية، قضية عُرفت ب"جاسوس صاحب الجلالة". ضابط شرطة من مدينة روتردام، في نهاية عقده الثالث، من أصول مغربية، يُفصل عن عمله بتهمة التخابر مع الأجهزة الأمنية لبلده الأصلي. (...)
جحيم "الرّاي" الحدودي: مازوت وحشيشة وتاج
كانت الجزائر قد دخلت مرحلة ما سُمِّيَ بالوئام المدني، الذي أطلقه الرّئيس عبدالعزيز بوتفليقة بعد صعوده إلى سدّة الحكم عام 1999، حينما ذاعت ظاهرة الشاب حسني (1968-1994) بين أبناء جيل(نا) العُمريّ، فسمعت أوّل (...)
لا تخضع كتابة تاريخ البلدان والأقاليم لتدوينات المؤرخين ومنقولات كُتّابِ الملوك والوزراء فقط، بل إنّها واقعة أساساً على طرفي تلك السلط التأريخية، تهادنها وتتحايل عليها، على طرفيها تماماً، أي أنّها تُطوّقها وتخنقها مع الزمن بأدواتها الخاصة. الحرب (...)
قبل أسبوعين من الآن، تُوفيت فتاة في السّابعة من عمرها بعدما قذفتها أثنى فيل بحجر على رأسها، مستعملة خرطومها، داخل حديقة الحيوانات الوطنية بالرّباط. كانت الطفلة بين ذراعي والدها، تحاول تصوير الحيوان، مبتسمة له، وهو يتحرّك خلف الحفرة الفاصلة بين فضاء (...)
في رسالة امتنان وشكر، بعث بها شهر تشرين الأوّل من عام 1492 إلى الملكين الكاثوليكيين إيزابيلا الأولى وفرناندو الثاني، تحدّث الرّحالة الإيطالي كريستوف كولومبس عن انتصارات إسبانيا وتوسّعِها في أمريكا، بعدما تغلبت على ملوك غرناطة ورفعت راية النصر فوق (...)
تحتلّ مسألة الردة حيزا مهما في دساتير الملل والدول. عندما يرتدّ فردٌ عن عقيدة جماعته، عن إجماعها الروحي والسياسي، فإنّه يصير خائنا مُعرضّا للرّجم بالحجارة أو القتل صعقا على كرسي كهربائي. حسب اختلاف القوانين والأزمنة، وضراوة الشّريعة. قد يوضع في (...)
يتناول المخرج الأمريكي فرنسيس كوبولا في فيلمه "شاب بلا شباب" (2007) قضية الوجود والزمان، في ارتباطها باللغة، على ضوء حكاية دومينيك. التيمة التقليدية لعدد من أعماله السينمائية والهوس البشري العتيق. تصيب صاعقة أستاذ لسانيات سبعيني وتخلخل تطوّره (...)
مات المهدي المنجرة (1933-2014). هكذا كنت أقول، بعدما انقطعتُ عن الكتابة إليه، لتكريس غيابه في ذهني. لم يكن قد توفّي بعد، لكنّي توقّفت عن متابعة أخباره وإصداراته، اغتلته رمزيّا، ونكصت على عقبيّ. بقيتْ إشاعات وفاته تتردّد على الشّبكات الاجتماعية، (...)
خمس سنوات مرّت على رحيل أحمد البوعناني (1938-2011) أحد الأوجه الفنية المغاربية الأكثر إثارة للاهتمام البحثي والنقدي في الآونة الأخيرة.
لم يتوقف البوعناني، الحكواتي والشّاعر والسينمائي والرسام، الرّجل القلق والشّجن، طيلة حياته وحتى بعد مماته، عن (...)
ينطلق هذا الكتاب، الصّادر باللغة الفرنسية (Qui sont les barbares?) في ثمانين صفحة من القَطع الصغير، من تداعٍ طريفٍ. فقد كان مؤلّفه، على ما أخبرني، على موعد مع ناشره الأجنبي للحديث عن مشاريع تأليفية وعن جديد إصدارات دار النشر هذه. فإذا بالمؤلف يغضب، (...)
لا ينفكّ سمحمد فتاكة، من مواليد العام 1981 بطنجة، عن الدخول في سجالات مفتوحة مع المشهديّة الجمالية والسياسية التي صنعتها الإيديولوجيات والتقنيات المعاصرة، وما تزال تغذّيها من خلال خطاب التراث والأخلاق ووشائج الهوية والدم، ومن داخل الفن نفسه.
لقد (...)