كانت خشبة المركب الثقافي حسن الصقلي بالدار البيضاء على موعد ليلة السبت المنصرم، مع حفل فني نظمته حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، وأحياه فنانون من مصر وسوريا والمغرب. وعلى مدى أزيد من 3 ساعات، تفاعل الحاضرون الذين عدوا بالمئات، وتكونوا من فئات اجتماعية وعمرية مختلفة، مع ما يلائم ذوقهم الفني ضمن فقرات المهرجان الفني الأول للحركة بالبيضاء، التي حرصت أن يكون هذا الحفل إضافة فنية ترمي إلى تعريف الجمهور المغربي بما تزخر به الساحة الوطنية والعربية من تراث أصيل ومواهب فنية.وذلك من خلال استضافتها لأصوات شجية أنتجت الفن الهادف، تسامت في كلماته ومعانيه، وحلقت في ألحانه لتوصل رسالته بلغة محببة إلى الأسماع والقلوب. وعبرت الجهة المنظمة على أنها تلتمس انطلاقتها الفنية بهذا المهرجان من الرؤية الفنية التي تؤسس فلسفتها حركة التوحيد والإصلاح، وهي «تؤكد الحاجة إلى العناية بالمسألة الفنية إبداعا وإنتاجا، وتكوينا للطاقات، ودعما للمواهب وإبرازها، وانفتاحا على الأعمال الفنية البانية». وقد أتحفت مجموعة «الاعتصام المغربية» القادمة من مدينة طنجة، الجمهور بإيقاعات لونها الفني وإحساسه، بغناء أجود ما جادت به قريحة هذه المجموعة في تجربة فنية أصيلة التزمت من خلالها باللحن الراقي والكلمة الهادفة، وتطوير إصداراتها بالانفتاح على الكفاءات الموسيقية والأدبية وإشراكها في جل أعمالها على مدى 30 سنة. ونجح الفنان المصري أحمد أبو شهاب في خلق تفاعل جميل مع مجموعة من أعماله، محاولا إشباع رغبته في التواصل مع جمهور البيضاء، خاصة وأن الأمر يتعلق بأول إطلالة جماهيرية له بالمغرب. وقد قدم أبو شهاب في وصلته الغنائية، مجموعة من أغانيه المتميزة، إذ لم يفوت الفرصة لتقديم رائعته «المحمدية» بإشراك كل الأطفال الحاضرين للحفل رفقة أولياء أمورهم في التغني بهذه الأنشودة في لوحة فنية رائعة تشكلت على منصة الحفل، وبمصاحبة كورال شكلته «فرقة السلبيل للفن البديل»، أدى أبو شهاب أغنيات أخرى تنتمي لربيرتواره الفني، أداها تحت تصفيقات الجماهير التي رافقته في أدائها بحماسة. وبسلاسة كبيرة تمكن الفنان السوري فواز الخوجة، من إطلاق العنان لصوته القوي ليتغنى بأقوى أعماله التراثية السورية، وقد نجح في جذب الحاضرين للمهرجان عندما أدى أغنية من التراث المغربي، ويتعلق الأمر برائعة مجموعة ناس الغيوان «الله يا مولانا»، التي حركت وجدان الجمهور الحاضر وهم يرددون بصوت واحد «الله يا مولانا حالي ما يخفاك يا الواحد ربي.. سبحان الحي الباقي سبحانك يا إله جود علي». كما عرف الحفل أيضا تألق الفنان المغربي أبو حاتم عبد الواحد ديبان، الذي قدم بصوته أجمل الكلمات وأعذب الألحان وهو يتغنى بمجموعة من الأغاني التراثية. هذا، وكان المهرجان الجهوي الفني الأول، الذي أشرف على تنظيمه قسم العلاقات العامة والتواصل بتنسيق مع القسم الفني والثقافي لحركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، يهدف إلى إرساء إطار جديد للتواصل والانفتاح على مكونات الحقل الفني، وكذا المساهمة في توفير فرص لإبراز و تشجيع طاقات إبداعية ومواهب فنية وثقافية واعدة. في مبادرة تأسيسية، بأفق تأهيل التجربة للمنافسة على الساحة الفنية والثقافية المحلية. وحرص منظموا المهرجان الفني، الذي تضمنت فقراته وصلات إبداعية شارك بها الجمهور، على أن يكون الحفل الفني إضافة فنية ترمي إلى تعريف الجمهور المغربي بما تزخر به الساحة الوطنية والعربية من تراث أصيل ومواهب فنية. كما كان الحفل فرصة لتكريس روح المبادرة التشاركية والتضامن بالمساهمة في دعم التأمين النفسي والاجتماعي لنزيلات بعض المركبات التأهيلية والإصلاحية للقاصرات(نموذجا)...من خلال تخصيص ريع هذه التظاهرة لفائدة هذه الشريحة. وشارك هؤلاء الفنانون الذين استضافتهم حركة التوحيد والإصلاح بجهة الوسط، في إحياء حفلين فنيين بكل من مدينة القنيطرة ومدينة طنجة، وذلك يومي الجمعة والأحد الماضيين.