أتحف الفنان السوري محمد أبو راتب، المئات من الجماهير الرباطية بأغانيه الكفاحية والمدحية، وذلك بحضور قيادات حزبية وحركية ورموز فنية والمئات من جماهير الرباط، في الحفل الفني الذي نظمته حركة التوحيد والإصلاح مساء أول أمس الإثنين بالرباط، قائلا في كلمة افتتاحية له «أسئل الله للمغاربة دوام نعمة الأمن والآمان، كما دعا للشعب السوري بأن يعجل الله له برفع الظلم وبزوغ شمس الحرية، وأضاف إني أحمل لكم كل الحب والود من الشعب السوري إلى معاشر المغاربة. أبو راتب الذي استقبل بالثمر والحليب وبالشعارات الممجدة للثورة السورية والزغاريد والصلاة والسلام على رسول الله على الطريقة المغربية وكذا بتكريم من طرف حركة التوحيد والإصلاح منطقة الرباط، حاول أن يستدعي أغانيه الضاربة في أعماق التاريخ كما جاد بما جد لديه من إنتاجات فنيبة وملبيا طلبات الجمهور في قالب فني دام زهاء الثلاث ساعات بتفاعل مستمر وحماسي معه من طرف قاعة المهدي بن بركة التي لم يسع طابقيها كل الحاضرين. المنشد العربي أبو راتب، ظل مؤطرا أغانيه باستشراف مستقبل زاهر للأمة الإسلامية وبتصوير لواقعها اليوم ولتطلعها لغد الحرية والكرامة، وهكذا تنقل المنشد السوري من أغنية «الليل لن يعود وجاء دورك يا صباح»...، إلى « دمك ما يصير ماي عهدا علي خاي نكوي الأعادي كي»..، وصولا إلى القضية الفلسطينية والتي استحضرها بقوة من خلال أغاني «والله ما نسينا والله ما نسينا فلسطين بلادنا وجوا عينينا»... إلى «أرض الإسراء تنادينا وكؤوس الغفلة تنسينا» كما غنى وتغنى أبو راتب، رفقة جمهوره بأغاني عريقة من قبيل «من هناك أتيت إليكم...وللأحباب أغني، ثم «ماض وأعرف ما دربي وما هدفي» فوشوقاه إلى لقياك رسول الله» ثم «للدين رب يحميه وجنود تفديه» ثم «لبيك إسلام البطولة كلنا نفدي الحمى»...و»كن مسلما وكفاك بين الناس فخرا»... إلى غير ذلك من الأغاني التي رددها الصغار والكبار على حد سواء في حفل بنكهة سورية مغربية. رد أبو راتب على أهازيج «الصلاة والسلام على رسول الله» الذي رددته القاعة على الطريقة المغربية، لم يتأخر فردد وبإيقاع جديد أغنية «الله يا مولانا، الله الله يا الله مولانا، الله يا مولانا، حالي ما يخفاك يا لواحد ربي» المشهورة لمجموعة «ناس الغيوان» وهي الأغنية التي وقفت لها كل القاعة ورددتها مع المنشد بكل قوة وحماس وحرارة. الصوت المغربي كان حاضرا أيضا من خلال الأهازيج التي قدمتها مجموعة الهدى المغربية، والتي حلت من طنجة عروس المغرب لتشنف بدورها مساميع جمهور الرباط على إيقاع الأمداح النبوية. الصوت المغربي عزز حضوره وتألقه أيضا بصوت الفنان والمقرئ المختار جدوان الذي تلى على مساميع الحاضرين أيات بينات من الذكر الحكيم. إلى ذلك ختم أبو راتب، صاحب فكرة «منشد الشارقة» حفله الفني بأنشودة «لا تقلوا وداعا بل قولوا إلى اللقاء» متشبثا بأمل اللقاء مجددا مع جمهوره ومحبيه بالمغرب بعد الجولة الفنية التي بصم بها في كل من طنجة وتطوان ومكناس والرباط عائدا إلى وطنه الأم حاملا معه من المغرب حب المغاربة وتقديرهم له وحفاوة استقبالهم له والترحيب به، كما حمل معه دكتوراه في الجمال بميزة مشرف جدا والتي حصل عليها من جامعة محمد الخامس بالرباط. قبل كل هذا وذاك اعتبر مصطفى الطالب مقدم المهرجان الفني أن هذا الأخير يعد من بين الأجوبة الكثيرة على اهتمام حركة التوحيد والإصلاح بالفن الهادف وبرموزه بالمغرب وخارجه، مضيفا إن الفن يوجد في قلب الاهتمامات الدعوية للحركة كما أن الحفل حسب الناقد السينمائي مصطفى الطالب يعد خير جواب على المشككين والمدعين بعداوة الإسلاميين للفن. معاناة الشعب السوري كانت حاضرة وبقوة من خلال أغاني الفنان أبو راتب وكذا من خلال شعارات «سورية أرض حرة، أوبشار يطلع برا» وشعار «سورية حورية وبس» التي يرددها بقوة الشارع السوري منذ انطلاق شرارة ثورته المجيدة. يشار إلى أن الحفل عرف حضور عدد من القيادات الحزبية والحركية وضمنهم أعضاء عن المكتب التنفيذي لحركة التوحيد الإصلاح على رأسهم المهندس محمد الحمداوي ونائبه الثاني امحمد الهلالي بالإضافة إلى عدد من الوجوه الحزبية والبرلمانية والفنية والمدنية المعروفة.