خيمت حالة من الهدوء الحذر على أرجاء ميدان العباسية في مصر، ولم تشهد ليلة الأربعاء 2 ماي 2012 أي اشتباكات، في ظل توافد أعداد كبيرة من المتظاهرين للانضمام إلى المعتصمين أمام وزارة الدفاع. وشهدت ليلة أول أمس توجه العديد من الرموز السياسية ومرشحي الرئاسة إلى الاعتصام، لمساندة المعتصمين، ورفض الاعتداء عليهم، حيث حضر عبد المنعم أبو الفتوح وخالد على وحمدين صباحى مع المعتصمين. وتوافدت أعداد غفيرة من شباب الثورة وشباب التيار الإسلامى وبعض الحركات الثورية على مقر الاعتصام، للتضامن مع المتظاهرين، مرددين هتافات «الجدع جدع والجبان جبان.. وإحنا يا جدع هنموت فى الميدان»، مطالبين برحيل المجلس العسكرى وتسليم السلطة للمدنين، رافعين الأعلام المصرية. وشهد محيط وزارة الدفاع تزايدًا واضحًا في أعداد الخيام، التي أقامها المعتصمون استعدادًا لليوم الجمعة التي دعا إليها عدد من القوى الثورية تحت مسمى «جمعة النهاية». وبحسب صحيفة «اليوم السابع»، تتوافد عربات محملة بالبطاطين والخيام لعدد من الإسلاميين، ومن المتوقع زيادة أعداد الوافدين على مقر الاعتصام طوال ساعات اليوم. إلى ذلك، قامت قوى سياسية مصرية بإدانة المجلس العسكري وتحميله المسؤولية الكاملة عما يتعرض له الثوار في ميدان العباسية. وأبدى الدكتور هشام كمال عضو الجبهة استياءه مما يتعرض له الثوار يوميًّا من انتهاكات وضرب واستهداف شخصي لتشتيت صفوفهم ومحاولة تفرقتهم بالقوة عن طريق الضغط عليهم وإرهابهم بالبلطجية والخارجين على القانون. كما حمَّل حزب «الحرية والعدالة» المجلس العسكري المسئولية الكاملة عن حماية المتظاهرين أمام الوزارة، كما حمله مسئولية أي اعتداء يقع عليهم من أي جهة كانت، مؤكدًا أنها اعتداءات مدبرة ضد المعتصمين أمام وزارة الدفاع والتي أدت إلى وقوع وفيات وإصابات بالغة بين المعتصمين، مما يعيد مشاهد الدم مرة أخرى للشارع المصري في تكرار لأحداث محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء، حسبما نقلت جريدة «المصريون». وكانت الاشتباكات قد تجددت في «العباسية» على نحو مفاجئ من قبل بلطجية استخدموا في هجومهم على المعتصمين قنابل المولوتوف الحارقة والغاز المسيل للدموع، بالإضافة إلى إطلاق نار من سلاح آلي من ناحية البلطجية صوب المعتصمين، حسبما أفاد شهود عيان من مقر الاعتصام, وفقًا لصحيفة «الشروق». مليونية «جمعة النهاية» من جانب آخر، أعلنت ستة أحزاب مصرية المشاركة في مليونية حاشدة اليوم الجمعة احتجاجًا على أحداث العباسية، ومناقشة عقد جلسة طارئة للبرلمان. وقررت أحزاب «الحرية والعدالة»، وغد الثورة، والحضارة، والوسط، والغد، والبناء والتنمية، تنظيم مليونية حاشدة اليوم، للاحتجاج على الأحداث الدامية التي حدثت في محيط وزارة الدفاع بمنطقة العباسية، والوقوف صفًّا واحدًا بشأن التسريبات الخاصة بتغيير الجدول الزمني لتسليم السلطة. وطالبت الأحزاب خلال مؤتمر صحافي، أول أمس، بمقر حزب الحرية والعدالة المجلس العسكري بحفظ دماء المصريين وإقالة الحكومة نزولاً عند رغبة مجلس الشعب المنتخب بإرادة شعبية حرة. وأكد الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، أن مجموعة من أعضاء البرلمان سيعقدون اجتماعًا اليوم (أمس) مع هيئة مكتب البرلمان للتشاور حول إمكانية عقد جلسة طارئة بالمجلس. كما أكد حاتم عزام عضو مجلس الشعب أن الاجتماع الذي قاطعوه مع المجلس العسكري كان المجلس سيطرح فيه إطالة المدة الزمنية لنقل السلطة، مشيرًا إلى أن هذا يرتبط بأحداث العباسية. من جانبه، أشار وحيد عبد المجيد عضو مجلس الشعب أن ما يحدث اليوم هو نتيجة الاعتراض على لجنة انتخابات الرئاسة، فماذا لو زورت الانتخابات واعترض ونزل أنصار بعض المرشحين بعد النتيجة؟! لافتًا إلى أن لجنة الانتخابات تتعامل مع الناس كأنهم منزلون من السماء، وأنه لا يوجد خلاف من أحد على رفض المادة 28 من الإعلان الدستوري، وأكد أن استمرار تحصين لجنة الرئاسة يعني إغراق البلاد في بحر من الدماء. بدورهم، دعا عدد كبير من الائتلافات الثورية والشبابية الى بدء الحشد فى كافة المحافظات المصرية ل”جمعة النهاية”، للمطالبة برحيل المجلس العسكرى والقصاص لشهداء الثورة، وكشف الحقيقة عن المتورطين فى أحداث اعتصام العباسية، الذي راح ضحيته عشرات القتلى والمصابين. إلى جانب ذلك، قال المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي في صفحته على «تويتر» أول أمس “مجزرة في العباسية: مجلس عسكري وحكومة عاجزون عن توفير الأمن أو متواطئون. فشلتم. ارحلوا. مصر تنهار على أيديكم”.