ذكر التقرير السنوي للجنة الحريات التابعة للاتحاد العام للصحفين العرب أن عددا من الدول العربية مازالت تمارس ضغوطات على حرية الصحافة حيث تعاني المهنة من بعض أشكال الرقابة والتضييق. وأوضح التقرير، الذي وزعه اتحاد الصحفيين العرب في مؤتمر صحفي عقد بحر الأسبوع الماضي بالقاهرة ، أن استهداف الصحفيين استمر بشكل غير مسبوق بسبب التغطيات الصحفية لبعض الأحداث الجارية كما هو الحال في اليمن والعراق والصومال إضافة إلى محاولات التضييق التي تمارسها أنظمة وحكومات تلك الدول على عدد من الصحف والصحفيين بسبب تلك الأحداث. وقال الخبير الإعلامي، يحي اليحياوي، تعليقا على التقرير أن الأخير لم يأتي بجديد على مستوى استهداف حرية الصحافة والرأي والتعبير والتضييق عليها بمختل الوسائل بدءا من المنع والسجن والإغلاق حتى القتل، اللهم يقول اليحياوي في حوار قصير ل"التجديد"، من حيت مساحة ودرجة هذه التجاوزات، معتبرا أن ثنائية الإعلام والسلطة مستعصية على التنبأ لكون الواقع يحمل تناضاة جمة بين خطابات الدول وممارساتها المنافية بشكل كبير لكل ما تنادي به في مجال الحقوق والحريات. وأوضح أنه رغم تفاوت هوامش حرية الصحافة واختلاف النظم والقوانين التي تحكم الصحافة في العالم العربي خاصة بعد تفجر الثورات في عدد من بلدانه، إلا أن غالبية الصحفيين في الوطن العربي مازالوا يعانون من عدم التوازن بين دخولهم المادية، ومهام عملهم وغياب العمل على تطوير مهنتهم في عالم أصبحت فيه حرية تداول المعلومات جزء أساسيا من حقوق الإنسان . واستعرض التقرير أوضاع الصحافة في بعض الدول العربية ما بين 2010 و 2011 ، مبرزا أن هناك تفاوتا كبيرا في الملامح التفصيلية بين البلدان العربية في الممارسات المهنية في الدول العربية من واقع التقارير النقابية . وفي رصده لواقع مهنة الصحافة في دول الربيع العربي ذكر التقرير أن الصحافة المصرية قدمت قتيلا وعددا من المصابين كادوا يدفعوا حياتهم ثمنا لتغطيتهم لأحداث الثورة، فيما أصبح الإعلام في تونس بعد ثورة 14 يناير أكثر التصاقا بمشاكل المواطن واهتمامته وإن كان لا يزال بعيدا عن معايير المهنية. أما في اليمن فتحدث التقرير عن تسجيل 230 حالة اعتداء على الصحفيين خلال النصف الأول من عام 2011 من قبل قوات الأمن والميليشيات التابعة لبعض القبائل المعارضة للنظام والخارجين عن القانون الموالين للحكومة وذلك على خلفية التظاهرات التي تجتاح اليمن للمطالبة بإسقاط النظام، فيما اعتبر بالنسبة لليبيا أن واقع الإعلام بعد ثورة 17 فبراير اختلف عن عهد نظام القذافي حيث انطلقت الصحافة الليبية تعبر عن كافة الأطياف وارتفع عدد الصحف بذات البلد، مما جعل مدينة بنغازي لوحدها تصدر أكثر من مائتي إصدار. كما رصد التقرير أوضاع الصحفيين في العراق التي شهدت السنة المنصرمة مقتل 13 صحفيا أثناء أداء مهامهم معبرا عن الأسف لتنامي مسلسل العنف وتصاعد وتيرة استهداف الصحفيين. وطالب التقرير الحكومات العربية بإعادة النظر في القوانين التي تحكم الصحافة وكل أنماط الإعلام المقروء والمسموع والمرئي وإعمال المدونين والصحف الالكترونية ، بشكل يسمح برفع كل أشكال الرقابة ويهيئ لمناخ ملائم لممارسة حرية الرأي والتعبير باعتبارها حقوقا مشروعة .