في إشارة إلى خطورة العملية التي نفذتها كتائب القسام بتوفيق رباني أصدر قائد سلاح الجو الصهيوني اللواء دان حالوتس ، أوامر لسرب طائرات ال-F-16 بعدم إجراء طلعات جوية حتى إشعار آخر . وجاءت هذه التعليمات خشية أن يتكرر ما وصفه ب"الخلل الفني" في محركات الطائرات ، الذي أدى ظهر أمس (الاثنين) ، إلى تحطم طائرة F16 الأمريكية صنع. في المقابل ، نقل خبر تحطم الطائرة إلى شركة "لوكهيد مارتين" الأمريكية التي تنتج هذا النوع من الطائرات المقاتلة ، وقامت الشركة بإبلاغ جميع الجيوش التي تستخدم هذه الطائرات. وأصدر اللواء حالوتس هذا القرار بعد حدوث سلسلة من الأعطاب الفنية التي لم تعرف أسبابها ، وذلك من أجل التحقق من وضع بقية الطائرات من هذا الطراز ومحاولة إصلاح الأجهزة التي قد تتسبب بأعطاب مماثلة . و كانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس قد تبنت في بيان لها مسئولية إسقاط طائرة صهيونية طراز اف 16 الاثنين. وقال البيان إنه "بحمد الله تعالى وتوفيقه ، تعلن كتائبكم المظفرة بإذن الله تعالى ، كتائب الشهيد عزالدين القسام إسقاطها طائرة F16 يهودية اليوم الاثنين ؛ 23 من ذي الحجة1423 للهجرة وفق:24/2/2003م كانت تحلق على ارتفاع منخفض في منطقة مرج ابن عامر شمال شرق جنين ، وكان اثنان من المجاهدين قد فتحوا النار من رشاشي عيار 250 فأصاباها بشكل مباشر ، وسقطت قرب بلدة العفولة شمال جنين ، والحمد لله رب العالمين". وقال البيان إن كتائب الشهيد عز الدين القسام تهدي هذه العملية إلى آل الشهيد ثائر محمد زكارنة الذي قتل على يد العدو الصهيوني غدراً في جنين قبل أيام. و أعلنت قوات الاحتلال عن سقوط الطائرة يوم الاثنين بالقرب من جنين لكنها مازالت تبحث عن الأسباب . وقالت وسائل الاعلام العبرية إن الطيار نجا من الحادث بعد أن قام بقذف نفسه من الطائرة في الوقت المناسب. وفي حادثة منفصلة ، اضطرت مروحية تابعة للجيش الصهيوني للهبوط اضطراريًا داخل المنطقة الصناعية في مدينة أشكلون (عسقلان) في جنوب الكيان الصهيوني ودون أن يتعرض ملاحها لاية اصابات. وقالت الاذاعة العبرية إن الحادثين نجما عن أعطال فنية ، غير أنها لم تستبعد أن تكون رداءة الأحوال الجوية من ضمن الأسباب. ويعد الحادثان ، الأولين من نوعهما اللذين تتعرض لهما طائرات مقاتلة صهيونية منذ نحو عامين بحسب ما أشارت صحيفة "هارتس" التي توقعت أن يأمر قائد سلاح الجو الصهيوني دان هالوتز بفتح تحقيق لمعرفة أسبابهما. هذا، وتشكل مقاتلات اف-16 العمود الفقري لسلاح الجو الصهيوني منذ عام 1980. وقد اشترى العدو الصهيوني في عام 1983 خمسا وسبعين طائرة اف-16 بمبلغ يصل إلى 40 مليون دولار لكل منها، وفي عام 2000، وقعت الكيان الصهيوني عقدا لشراء 50 طائرة أخرى وبواقع 50 مليونا للواحدة. وقد تحطمت خمس طائرات من هذا الطراز منذ عام 1997، ما يرفع إلى ستة عدد حوادث التحطم في سلك هذه القوة الجوية . و ذكرت مصادر إعلامية عبرية أن طائرة مقاتلة من طراز F-16 تابعة لسلاح الجو الصهيوني تحطمت ظهر يوم الاثنين خلال رحلة تدريبية فوق منطقة "تعناخيم" الواقعة شمالي مدينة جنين . وهبط الطيار أرضًا بسلام ، وتم فور ذلك نقله جوًا إلى القاعدة الجوية الصهيونية "رمات دافيد" . و لم تعترف قوات الاحتلال بالهجوم على الطائرة و زعمت أن التحقيقات الأولية في ملابسات الحادث أن تحطم الطائرة يعود إلى أسباب فنية . وقام قائد سلاح الجو الصهيوني اللواء دان حلوتس ، بتشكيل لجنة خاصة ستحقق في أسباب تحطم الطائرة. وأفاد شهود عيان أن الجزء الخلفي من الطائرة ارتطم في خزان مياه مما أدى إلى إنشطار الطائرة. ولم يبلغ عن وقوع إصابات على الأرض. يشار إلى أن الحادث الأخير الذي تعرضت له طائرة في سلاح الجو الصهيوني وقع في اذار/ مارس من العام 2000، عندما تحطمت طائرة F-16 فوق البحر الأبيض المتوسط أمام شواطئ حيفا. وقتل في ذلك الحادث طياران، أحدهما حفيد رئيس الحكومة الصهيونية الأسبق ، مناحيم بيغين.