أصدرت المحكمة الوطنية الأسبانية، وهي أعلى هيئة قضائية أسبانية، أوامر باعتقال شخصيات أمنية صهيونية رفيعة المستوى بتهمة ارتكاب جرائم حرب بعد أن أصدرت أوامرها للطيران الصهيوني بقصف منزل قائد كتائب القسام صلاح شحادة بقنبلة تزن طناً، مما أدى إلى استشهاده وزوجته و15 شخصاً من الجيران ممن لا علاقة لهم بصلاح شحادة ونشاطه السياسي وذلك في مثل هذا اليوم قبل ست سنوات. وكان المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان قد قدم دعوة قضائية للمحكمة الوطنية الأسبانية في 24 حزيران (يونيو) 2008 ضد سبعة مسؤولين عسكريين صهاينة سابقين، متهمين باقتراف جريمة حرب في قطاع غزة في العام 2002، أسفرت عن استشهاد وإصابة عشرات المدنيين الفلسطينيين. وصدرت أوامر الاعتقال بحق بنيامين بن العيزر الذي شغل آنذاك منصب وزير الحرب وآفي ديختر الذي تولى مسؤولية جهاز الشاباك ودان حالوتس الذي كان وقت عملية القصف قائداً لسلاح الجو الصهيوني ورئيس الأركان السابق بوغي يعلون وقائد المنطقة الجنوبية في القوات الصهيونية دورون الموغ ورئيس مجلس الأمن القومي في ذلك الوقت غيورا آيلاند وميكي هرتسوغ المستشار العسكري لوزير الحرب في ذلك الوقت. وقررت المحكمة اعتقال المذكورين التي وردت أسماؤهم فور دخوله الأراضي الأسبانية وليس من المؤكد أن تحمي الحصانة الدبلوماسية التي يتمتع بها بعض المتهمين المعنيين بالأمر كون الجرائم المنسوبة لهم تقع ضمن جرائم الحرب . وتلقت وزارة الخارجية الصهيونية وكذلك وزارة القضاء الثلاثاء 22/7/2008 تقريراً عن أمر الاعتقال ويعكفان حالياً على دراسة إبعاده القانونية وكيفية التعامل معه فيما وجهت الوزارتان تحذيراً للأشخاص المعنيين بأمر الاعتقال. يذكر أن في حوالي منتصف ليلة 22 يوليو 2002، أطلقت طائرة صهيونية من نوع (أف- 16) قذيفة تزن طناً (ألف كيلوغرام) على منزل القيادي في كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، صلاح شحادة بحي الدرج، في مدينة غزة، مما أسفر عن استشهاد 18 مدنياً، وجرح ما يزيد عن 77 آخرين، فضلاً عن تدمير 11 منزلاً بشكل كلي، و32 منزلاً آخر بأضرار. وكان من بين الشهداء شحادة وزوجته، وطفلته، ومرافقه الشخصي، وثمانية أطفال يبلغ أصغرهم من العمر شهرين، إضافة إلى كهلين، وسيدتين. وفي تعقيبها على تلك الجريمة، في حينه، اعترفت الحكومة الصهيونية- على لسان رئيس هيئة أركانها الجنرال موشيه يعلون- بتلك العملية وبـ علمها بوجود زوجته وابنته إلى جانبه أثناء تنفيذ عملية الاغتيال..وأنه لا مفر من تنفيذ العملية حتى بوجودهما .