هدد قادة الجماعة السلفية في مصر بتنظيم مسيرة مليونية إذا استجاب المجلس الأعلى للقوات المسلحة لمطالب وضع دستور جديد قبل الانتخابات التشريعية المقررة في شتنبر القادم. جاء ذلك بعد أن دعا نشطاء على الانترنت إلى إطلاق مسيرة يوم الخميس 2 يونيو 2011 من ميدان التحرير إلى مجلس الوزراء والمجلس العسكري للمطالبة بتشكيل لجنة من القانونيين لصياغة دستور جديد للبلاد. وقال أحد رموز الدعوة السلفية بالإسكندرية الدكتور ياسر برهامي: ''إن هذه المسيرة (مسرة يوم الخميس) تؤدي إلى حالة من الفوضى بالبلاد''، مشيرا إلى أن المشاركين فيها ''لا يمثلون الشعب المصري، فهم يملكون الآلة الإعلامية فقط وليس لهم وجود على الأرض''. وأكد أن ''هناك الملايين الرافضين لهذه المسيرة، لكنهم لا ينزلون إلى الشارع، حرصا علي استقرار البلاد وعدم تعطيل حركة العمل''، لافتاً إلى أنه إذا ''تمت الاستجابة بتشكيل لجنة لصياغة دستور جديد، فإنهم (السلفيين) سينظمون مسيرات بالملايين في كل أنحاء مصر''، وفق موقع ''الإسلام اليوم''. وفي السياق، قال أحد رموز السلفية الشيخ محمد عبد المقصود: ''إن الشعب ليس غنما أو قطيعا يساق إلى صناديق الانتخابات، ثم يتم إلغاء نتيجة الاستفتاء''. وأضاف أن ''الديمقراطية التي يريدها الخارجون في هذه المسيرة هي ديمقراطيتهم هم، وهي نوع من أنواع الديكتاتورية وفرض الوصاية على الشعب، كأنهم هم العقلاء في هذا البلد ويريدون أن يخططوا لنا الطريق، الذي ينبغي أن نسير عليه''، مؤكداً أنه ''يجب على المجلس العسكري أن يتصدى لهذه المحاولات وأن يشعر الشعب بأن هناك قوى تحمي خطوات الديمقراطية التي سرنا فيها''. وشدد عبد المقصود على أنه ''يريد من العقلاء في كل تيار أن يجلسوا معا ليقرروا مصير هذا البلد، لكن أن يحاولوا إقصاء التيار الإسلامي خارج المشهد فهذا سيدمر البلد''. وأشار إلى أن هذه فترة انتقالية ولابد أن نكون داعمين للسلطة لا أن نكون هادمين لها، مؤكدا أن أعداء الثورة يستفيدون من تسرعنا، وعلينا أن ''نتأنى ونتسم بالحكمة، فالباطل في هدمه يحتاج إلى قوة وشدة، لكن البناء يحتاج إلى تأنٍ وهدوء''.وكانت الساحة السياسية المصرية قد شهدت انقساما حادا بين القوى السياسية المختلفة بشأن الدعوة إلى مظاهرة مليونية الجمعة الفائتة، حيث أعلنت حركات وأحزاب سياسية مشاركتها في المظاهرة التي أسموها ''جمعة الغضب الثانية'' للمطالبة بتأجيل الانتخابات التشريعية ووضع دستور جديد وتشكيل مجلس مدني لإدارة البلاد. وفي المقابل، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين مقاطعتها لهذه المظاهرات واعتبرتها تهدف إلى الوقيعة بين الشعب والمجلس العسكري. وأكدت الجماعة في بيان لها أن الدعوة إلى مظاهرة ''جمعة الغضب'' أو ''ثورة الغضب'' هي ''إما ثورة ضد الشعب وغالبيته الواضحة، أو وقيعة بين الشعب وقواته المسلحة وقيادتها الممثلة في المجلس الأعلى للقوات المسلحة.