نفذ الفلسطينيون سلسة فعاليات ومهرجانات حاشدة في مدن الضفة الغربية وقطاع غزة تضامنا مع الأسرى في سجون الاحتلال، ومطالبين السلطة الفلسطينية بعدم تجاهل هذا الملف والإصرار على الإفراج عن كافة الأسرى. دعم رياضي وكان الأسرى حاضرون حتى في الميدان الرياضي وكرة القدم، فقد حمل لاعبان من فريقي نادي دور ونادي الخليل في البطولة النهائية للدوري المحل مساء الجمعية لافتة كبيرة في مستهل المباراة النهائية كتب عليها "الحرية لأسرى الحرية" تعبرا عن تضامنهم مع أكثر من 650 معتقل في سجون الاحتلال. وحسب الصحفي الرياضي فايز نصار الذي حضر المباراة فإن الجمهور ردد أثناء مرور اللاعبين باللافتة شعارات تضامنية مع الأسرى بينها "بالروح بالدم نفديك يا أسير" و"الحرية لأسرانا الأبطال". وأضاف أن خمسة آلاف متفرج هتفوا في ملعب الحسين في الخليل للأسرى، وأعلنوا عن تضامنهم مع كافة المعتقلين، ومنددين باستمرار قوات الاحتلال في المماطلة في عملية الإفراج عنهم. مسيرة أمام الصليب وفي مدينة الخليل أيضا شارك مئات الفلسطينيين في مسيرة تضامنية حاشدة مع الأسرى أمام مقر الصليب الأحمر، مطالبين بوضع حد لمعاناة الأسرى والإفراج عنهم. وطالب المشاركون في المسيرة الصليب الأحمر والمنظمات الدولية والإنسانية التدخل والضغط على حكومة الاحتلال لضمان الإفراج عن ذويهم دون شروط. وشدد المشاركون في الاعتصام الذي دعت إليه القوى الوطنية والإسلامية ونادي الأسير في الخليل وحمل شعار "لنرفض تجزئة الأسرى وتصنيفهم، والحرية الشاملة لهم" الحكومة الفلسطينية إلى عدم التهاون في قضية الأسرى وعدم الخضوع للابتزازات والمطالب الإسرائيلية. وقال فهمي شاهين، منسق القوى الوطنية والإسلامية في كلمته أمام المشاركين إنه يجب عدم التوقيع على أية اتفاقيات قبل الإفراج عن كافة الأسرى، مطالبا القوى الفلسطينية أن تبقى على موقفها الثابت بضرورة الإفراج عن الأسرى كافة دون استثناء. من جانبه أشار أمجد النجار مدير نادي الأسير في الخليل إلى أساليب القمع التي يتعرض لها المعتقلون من إطلاق نار وقنابل غازية. وقال: يتعرض المعتقلون للتعذيب ويتلقون معاملة قاسية والمعتقلات تفتقر للحد الأدنى من احتياجات المعتقلين مما يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوجاع بين الأسرى. مسيرة في رام الله وفي مدينة رام الله شارك آلاف المواطنين في المسيرة الحاشدة التي جابت شوارع المدينة تعبيرا عن التضامن مع الأسرى والوقوف إلى جانبهم. ورفع المشاركون في المسيرة صور أبنائهم المعتقلين، ولافتات تدعو للإفراج عن ذويهم دون شروط ودون تحديد انتماءاتهم. وطالب المتظاهرون الحكومة الفلسطيني ألا تقبل إلا بالإفراج عن كافة بصرف النظر عن انتماءاتهم السياسية. ولم ينس المتظاهرون إخوانهم من الأسرى العرب، مطالبين بالإفراج عنهم أسوة بالأسرى الفلسطينيين ودون شروط. الإفراج دون شروط وكانت الهيئات الإنسانية الفلسطينية والجمعيات المعنية بالأسرى في سجون الاحتلال قد صعدت بعد مماطلة قوات الاحتلال في الإفراج عن الأسرى من عملياتها الاحتجاجية المطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين. ورفض "عيسى قراقع" رئيس نادي الأسير الفلسطيني مبدأ وضع الشروط للإفراج عن الأسرى مشددا على وحدة الموقف الفلسطيني في ضرورة الإفراج عن كافة الأسرى دون قيد أو شرط. وأضاف في تصريح ل"التجديد" أن قوات الاحتلال تماطل في مسألة الأسرى، بل وتعتقل المزيد من الفلسطينيين يوميا، في محاولة منها لتخريب أية محاولة للتهدئة في المنطقة. وقال إن الهدف الإسرائيلي في وضع المعايير للإفراج عن الأسرى هو إثارة الخلافات ين الفصائل وإفشال الحوارات الجارية بين القوى الفلسطينية من جهة والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى. وأكد قراقع أن نحو 6500 أسير وأسيرة تعتقلهم قوات الاحتلال في أكثر من 25 منشأة اعتقال وتوقيف ومركز تحقيق، مشيرا إلى أن بين هؤلاء أطفال ونساء حوامل ورضع ومصابون. واعتبر قراقع الإفراج عن الأسرى الإداريين بأنه"غير كافة والتفاف على الاتفاقيات والتفاهمات مع الجانب الفلسطيني. ووصف قضية الأسرى بأنها "من القضايا الأكثر حساسية بالنسبة للشعب الفلسطيني وهي بمثابة قنبلة موقوتة قد تنفجر في أي وقت". تحية من الأسرى للشعب الأسرى من جانبهم أشاد المعتقلون الفلسطينيون بموقف الشعب الفلسطيني إلى جانبهم. وحيا أسرى سجن نفحة الصحراوي في رسالة تلقت "التجديد" نسخة منها الشعب الفلسطيني وصموده وإصراره على الاستمرار في الوفاء والفداء. كما عاهدوه أن "يظلوا عند حسن الظن بهم، لا يتزحزحون عن مواقفهم ومبادئهم. 40 معتقلا في غرفة من جهة أخرى أكدت جمعية أنصار السجين، ومقرها مدينة رام الله أن المعتقلين الفلسطينيين في سجن عتصيون وهم نحو أربعين معتقلا، جنوب بيت لحم يعانون ظروفا قاسية. ونقلت الجمعية عن المحامية تهاني عمارنه المنتدبة من قبلها لزيارة المعتقل قولها "إن قوات الاحتلال تحتجز المعتقلين في غرفة مغلقة بالكامل ولا تحتوي على منفذ ضوء أو هوا فضلا عن الحر الشديد". وأضافت أن آثار القيود والدماء ظاهرة على أيدي بعض المعتقلين بينهم فتى في الخامسة عشرة من عمره. وناشدت الجمعية الجهات الإنسانية الدولية سرعة التدخل والضغط على حكومة الاحتلال لوقف مسلسل تعذيب الأسرى وخاصة الأطفال منهم. فلسطين-عوض الرجوب