شيعت مساء يوم الإثنين 17 يناير 2011 ، جنازة المرحوم المجاهد بنعبد الله الوكوتي إلى مثواه الأخير بالمقبرة المحمدية بمدينة بركان، واعتبر عبد الإله بنكيران في كلمة تأبينية بمنزل الفقيد، أن المرحوم عرف مجاهدا وطنيا صادقا، وزعيما رافق الدكتور عبد الكريم الخطيب ، عاش كل حياته في سبيل الوطن. وتحدث بنكيران عن علاقته بالمرحوم وخصاله المتسمة بالعفة والصدق والإخلاص لله وللدين وللوطن، خاصة و أنه تربى في جبال بني يزناسن على العلم و القرآن، يضيف المتحدث، و''استجاب مبكرا لنداء الحركة الوطنية، و انخرط في جيش التحرير، و قاده بصدق و إخلاص و دافع عن الملكية وعن الاستقلال حتى تحرر المغرب''، وشيعت جنازة المرحوم، وسط حشد كبير من المواطنين ومناضلي حزب العدالة والتنمية على الصعيد الوطني والجهوي والإقليمي، بينهم عبد الإله بنكيران، وسعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني للحزب، وعبد الله الهامل، الكاتب الجهوي للحزب، وكذا مسؤول منطقة وجدة لحركة التوحيد والإصلاح، وممثلون عن المندوبية السامية الجهوية والإقليمية لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، وبعض الفعاليات السياسية والمدنية والحقوقية بالمدينة، وبعد دفن المرحوم بالمقبرة المحمديةببركان، ألقيت كلمتان تأبينيتان في حق المجاهد الراحل، من طرف كل من نائب المندوب الجهوي للمقاومة وجيش التحرير، وكذا عبد الإله بنكيران، الذي ذكر بأن الفقيد بنعبد الله الوكوتي، ''تربى في أحضان القرآن والعلم فحفظ القرآن، ودرس العلم بالقرويين بفاس، وبعد مدة راجع القرآن فوجده لا يزال طريا في صدره''، وأضاف بنكيران، ''عرفناه مؤمنا مسلما وورعا، محبا وصادقا، لا يقترب من الشبهات، فهنيئا للمرحوم، وعائلته و أبنائه و قبائل بني يزناسن الكبيرة، والكل عليه أن يتحمل مسؤولية مواصلة الدرب والتربية والسير على نهجه و سيرته، وعلينا جميعا أن نربي أنفسنا على ما تربى عليه''. من جهته اقترح نائب المندوب الجهوي السامي لأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير، تسمية إحدى الساحات العمومية، أوأحد الشوارع أومؤسسة عمومية، باسم بنعبد الله الوكوتي، تخليدا لاسم هذا الزعيم الذي افتقدته أسرة المقاومة وجيش التحرير، وجاء في كلمته، تذكير بخصال المرحوم، والثقة المولوية التي كان يحظى بها، حيث قلده صاحب الجلالة بوسام الشرف، وعينه في أحد المناصب المتعلقة بأسرة المقاومة وأعضاء جيش التحرير. وجدير بالذكر، أن الأستاذ بنعبد الله الوكوتي، ازداد يوم 19 يوليوز,1923 بتانوت (وكوت)، وهي مدشر برأس فوغال، (أعلى قمة جبلية ببني يزناسن)، يبعد ب15 كلم عن بركانالمدينة، وحفظ القرآن الكريم في وقت مبكر، و درس الفقه و مبادىء اللغة العربية في المسجد العتيق ببركان، على يد الفقيهين السنوسي والقاضي علي بلعروسي، ثم التحق بجامع القرويين بفاس سنة,1944 كان عضوا مؤسسا ومسيرا لخلايا حزب الاستقلال بفاس، وبني يزناسن، قبل أحداث 16 و17 غشت ,1953 ولما تم اكتشافها، لجأ إلى القنيطرة حيث تم اعتقاله وإخضاعه للاستنطاق، وحوكم بسنتين سجنا، وخمسة أعوام نفيا سنة ,1954 بتهمة تأسيس خلية إرهابية (أي خلية المقاومة، كان سباقا إلى الاتصال بالقبائل الريفية من أجل تأسيس جيش التحرير، كما شهدت بذلك قيادة المقاومة بتطوان، وعين قائدا ممتازا، ثم رئيسا لدائرة أحواز وجدة في فجر الاستقلال، كما كان ممثلا لدائرة أحفير في أول برلمان بالبلاد، وانتخب النائب الثاني لرئيس البرلمان سنة ,1963 كلفه الحسن الثاني رحمه الله بعدة مهام بالرباط والناظور، قبل اندماج جيش التحرير في الجيش الملكي سنة ,1956 وهو عضو مؤسس للحركة الشعبية الدستورية الديموقراطية، و رئيس مجلسها الوطني، وأعلن صحبة رفيقه الدكتور عبد الكريم الخطيب معارضة حالة الاستثناء، التي أعلنها الحسن الثاني سنة ,1965 وتولى رئاسة تحرير جريدة المغرب العربي ثم مديرا لها، وانتخب رئيسا للمجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية سنة ,1999 كما ساهم الأستاذ بنعبد الله الوكوتي في عدة أنشطة أهمها، تأسيس جمعية مساندة الكفاح الفلسطيني، وتشريفه من طرف الرئيس الراحل ياسر عرفات بوسام فلسطيني، وساهم في تأسيس جمعية مساندة مجاهدي أفغانستان وجمعية مسلمي البوسنة و الهرسك، ويعتبر كتاب ''ذكريات مقاوم''، و''معركتنا ضد الحزب الوحيد''، أهم ما كتب الفقيد، حيث صدر الأول سنة ,1996 وتناول فيه معركة التحرير بين سنتين1953 و,1956 ثم مخلفات الاستعمار في عهد الاستقلال، بينما صدر الثاني سنة ,2000 وهو من تقديم الدكتور عبد الكريم الخطيب ومحمد خليدي، ويرد من خلاله على الذين يشككون في نضال مؤسسي الحركة الشعبية، واستقلالية قرارهم، كما يسلط فيه الضوء على جوانب من تضحياتهم في سبيل إقرار الحريات العامة والتعددية الحزبية.