من بين القضايا التي أثارتها أحداث ''اكديم إزيك'' ملف العائدين، ويُقال إن الذي أثارها هو محاولة التوظيف السياسي بين حزبي الاستقلال والأصالة والمعاصرة للمخيم. ومهما يكن، فإن ملف العائدين الذين بلغ عددهم 1650 في 2010 يطرح أكثر من سؤال، خاصة وأن هناك من يعتبر ان حلّ قضية الصحراء توجد بيد العائدين، كما صرّح البشير الدخيل في الندوة؟ لقد بدأت عودة الصحراويين، قيادات ومسؤولين وأفراد من مخميات تندوف، مباشرة بعد إطلاق جلالة الملك الحسن الثاني رحمه سنة ،1989 لنداء ''إن الوطن غفور رحيم''. وبالعودة إلى سياق إطلاق النداء، فإن البوليساريو كانت تعيش مخاضا بين قياداتها، بعد أن برز من بينهم من كان يدعو إلى التفاوض مع المغرب في نهاية الثمانينات من أجل طيّ الملف نهائيا، وهي أصوات ارتفعت بعد الانفراج الذي وقع في العلاقات بين المغرب والجزائر في تلك الفترة، وأدت إلى تأسيس اتحاد المغرب العربي. وأيضا بسبب التغير الكبير الذي حدث في العلاقات الدولية بسبب انهيار الاتحاد السوفياتي. وقد وجّه المغرب نداءه في تلك الفترة، تجاوبا مع تلك الأصوات المعارضة، لرفع الحرج عنهم بخصوص مصيرهم بعد العودة إلى الوطن، وهو ما استجابت له لحد الآن نحو 10 آلاف مواطن صحراوي.(كانت أسبوعية جون أفريك في يونيو الماضي قد تحدثت عن 8 آلاف عائد وبإضافة العائدين حتى الآن فإن العدد يقارب 10 آلاف منذ 1991). السؤال الذي طرحته الندوة بإلحاح هو: ما دور هؤلاء العائدين في ترسيخ الوحدة الوطنية في الصحراء؟، ما وقع يوم الاثنين الأسود يشير إلى أن دورهم كان ضعيفا جدا، مما يثير أكثر من تساؤل، هل المشكل في العائدين أم في سياسة الدولة تجاه ملف العائدين؟، يقول البشير ادخيل، وهو أحد مؤسسي البوليساريو الذي عاد إلى الوطن قبل 20 عاما، إن المشكل في سياسة الدولة وليست في العائدين، تلك السياسة التي شجعت القبلية، مستغربا كيف تسعى هذه السياسة إلى بناء دولة موحدة في الوقت الذي تشجع فيه القبلية. ويرد عبد الله نجامي القصور في دور العائدين إلى اندراجهم في السياسة القبلية التي تشجعها الدولة، في الوقت الذي تضايق فيه دور الأحزاب والجمعيات والحركات الإسلامية، وتشجيع القبلية يعني بحسب الزبونية والمحسوبية. واستقبال العائدين يتم بمنطق القرابة القبلية، وبالتالي يتم إدماجهم في البنية القائمة، التي لا يعلو فوقها صوت إلا صوت شيخ القبيلة، وصوت الأعيان كذلك. ويؤكد الدخيل في مقابل ذلك أن القياديين العائدين يقومون بدور مهم جدا، خاصة في المنتديات الدولية، لكن بمبادرة منهم فقط وليس من خلال سياسة مندمجة للدولة. في هذا السياق، أثار تعيين أحمد ولد اسويلم، العائد إلى أرض الوطن في يوليوز 2009 والقيادي السابق في جبهة البوليساريو، سفيرا في اسبانيا، ردود فعل إيجابية. رأت في الخطوة مرحلة جديدة ربما في التعامل مع هذا الملف.