على إثر زيارة تفقدية لجناح الكلية الاصطناعية بابن سينا بالرباط، التقينا رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي، وأخذنا كلمة المريض والطبيب، كما عاينا التجهيزات الفقيرة والقليلة والمتقادمة.. كل هذا لا نملك معه إلا أن نناشد المسؤولين والمحسنين لدعم هذا الجناح خصوصا ونحن مقبلون على اليوم العالمي للصحة وفي شهر محرم المبارك. الطاقة الاستيعابية للجناح: أفادنا السيد عبد الإله القباج رئيس الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي أن الجناح يستقبل 92 مريضا يتناوبون على 15 سرير، كلهم يعيشون ظروفا مادية صعبة، يعجزون معها عن ولوج المصحات الخاصة. النساء يمثلن نسبة 60%، ويوجد من بينهم طفلان وشيوخ وشباب وحاملو الشهادات وعاطلون عن العمل. والوافدون الجدد يأتون كل يوم ولا يقبلون، لأن الأماكن محدودة والتجهيزات قليلة، فالآلات لا يتعدى عددها 15 آلة تبرعت بها سفارة فرنسا منذ 1994 ومدة صلاحيتها خمس سنوات، إلا أن الجناح لم يستغن عنها رغم مرور 8 سنوات. موارد الجمعية: كانت جمعية تدعيم المستشفيات بالبيضاء تساعد الجمعية ب 823 حصة شهريا، أي ما يناهز 16 مليون سنتيم ثمن المعدات الطبية، إلا أنها انقطعت في فاتح يوليوز 2001 دون ذكر السبب. والجناح يحتاج 940 إلى 1000 حصة في الشهر. وزارة الأوقاف تساهم ب 10000 درهم شهريا. والمجالس البلدية تساهم ب 10000 درهم سنويا، وتنقطع في غالب الأوقات، في حين لا تنقطع عن الجمعيات الرياضية وغيرها. انخراط المرضى (50 درهما للسنة) قد تلجأ الجمعية إلى عدم أخذها نظرا لعجز المرضى حتى عن شراء أدويتهم وضرورياتهم. المختار بريهوما أحد هؤلاء: أعزب عمره 38 سنة أعمى، عاطل عن العمل، والدته تتكفل به من معاش زهيد، عاجز عن شراء أدويته لضغط الدم الذي يكلفه 500 درهم بالإضافة إلى الكالسيوم وإبرة السكري. طرق باب جمعية المعروقين والوزارة المكلفة بالمعاقين وباقي المسؤولين ليعود من كل محاولة بخفي حنين. فاطنة البعيوي (خمسين سنة) أم لثمانية أولاد تكابد المرض منذ 11 سنة، عبرت عن حالة الخوف التي ترافقها من عدم وجود الأجهزة أو فسادها فكم مرة ازداد ألمها بهذا السبب. هذه عينة من فئة عريضة تقوم بالتصفية مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، وتزداد التكاليف إذا كان المريض مصابا بمرض آخر مثل السكري أو الضغط الدموي.. هذا بالإضافة إلى أن الجناح في حاجة إلى إصلاحات لكي ينجو المرضى من الميكروبات. ماذا عن الإطار الطبي؟ يقوم على الجناح أكثر من عشرين طبيبا بالإضافة إلى ممرضين يتعثر عملهم بسبب التجهيزات وضيق الجناح. الدكتورة نادية قويدر، طبيبة بالجناح، أكدت لنا ضعف طاقته الاستيعابية فقالت: >لم لا تكون مراكز أخرى تستقبل المرضى؟ إننا نضطر إلى الاكتفاء بوصف الأدوية للمرضى (ما بين 2 إلى 3 يوميا) ونقول لهم اذهبوا إلى العيادات الخاصة، أو ارجعوا ل"تموتوا" في بيوتكم<. وتنصح الدكتورة الآباء باتخاذ الإجراءات الوقائية لتفادي الوقوع ضحية القصور الكلوي وذلك بالأمور التالية: مراقبة نسبة الملح في البول. مراقبة الضغط الدموي الحرص من أكياس الكلي الوقاية من الأمراض الناتجة عن التعفنات. الوقاية من السكري وعلاجه. لماذا حملة علامية؟ تخوض الجمعية حملة إعلامية تهدف من ورائها حسب رئيسها السيد عبد الإله القباج إلى تحسيس الفاعلين والمعنيين بخطورة الموقف وتذكير وزارة الصحة بوعودها التي كانت قطعتها على نفسها على مساعدة الجمعية والمرضى، كما تهدف هذه الحملة أيضا إلى جمع تبرعات لفائدة المرضى المستفيدين من خدمات الجمعية، والذين سبق لهم وأن عبروا عن معاناتهم في وقفات احتجاجية. يقول عبد الإله القباج "إن الهدف هو متابعة وزارة الصحة ومدى إنجازها للمرضى بعد الوقفات الاحتجاجية التي قاموا بها، وبعد الحملة الإعلامية في الصحف الوطنية والتلفزة، ثم جمع التبرعات". نداء من الجمعية: المرجو من الراغبين في تقديم مساعدات مالية إما الحضور إلى الجناح للتوصل بعناوين الشركات لشراء الآلات مباشرة لمن أراد ذلك. ومن رغب في المساهمة عن طريق الحساب البنكي فليقصد البنك المغربي للتجارة الخارجية، وكالة الإسكندرية ما بين شارع محمد الخامس وشارع علال بن عبد الله بالرباط. رقم الحساب 551919 باسم الجمعية المغربية لذوي القصور الكلوي. والله لا يضيع أجر المحسنين. حبيبة أوغانيم