كشف تقرير أمريكي أن هناك اتصالات بين الجزائر وإسرائيل، منذ حوالي 15 سنة، وذلك على الرغم من غموض الموقف الجزائري الرسمي في المناسبات. وأوضح التقرير، الذي تداولته بعض الصحف الجزائرية، أن الجزائر تريد أن تعتمد النموذج القطري في التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، من خلال التحضير التدريجي للرأي العام وجعله يتقبل تدريجيا هذا الاتجاه، خاصة أن الرأي العام الجزائري لم يخف يوما رفضه لربط مثل هذه العلاقة مع إسرائيل. وأفاد المصدر ذاته، أن القطاع الصيدلاني هو الذي دشن العلاقات التجارية بين الجزائر وإسرائيل، إذ بدأت الحكومة الجزائرية في استيراد الأدوية من شركات إسرائيلية منذ 10 يوليوز ,1994 ولم تتوقف منذ ذلك التاريخ، وهو ما يناقض تصريحا لمدير شركة صناعة الأدوية الحكومية صيدال، أكد فيه قطعيا أن شركته لا ترتبط بأي مخبر أو شركة إسرائيلية، لا من قريب ولا من بعيد. ويروي التقرير أن وفدا إسرائيليا زار الجزائر، عبر تونس، قبل ثماني سنوات، وكانت مدينة ورقلة (800 كلم جنوبا) أول محطة له، قبل أن ينتقل إلى العاصمة حيث أقام بطريقة سرية. ومنذ ذلك التاريخ، والتبادلات تتم عبر شركة لا وجود لها؛ تستعمل مكاتب في مدينة الدارالبيضاء المغربية، أما السلع فتأتي من إسرائيل، بعد أن تمر عبر ميناء مرسيليا، جنوبفرنسا. وأشار التقرير أيضا، إلى اتصالات لم تثمر بين وزارة الزراعة الجزائرية، جرت عام ,1997 وكان الأمر يتعلق باستفادة الجزائر من الخبرة الإسرائيلية في مجال الري المبرمج بواسطة الكومبيوتر، في حين كانت وزارة التكوين المهني الجزائرية تتلقى مساعدات من إسرائيل في إطار التعاون الدولي، ويمر ذلك عبر منظمات أميركية إسرائيلية تتخذ من بلدان أوروبية مقاراً لها.