أسدل حزب الاتحاد الاشتراكي يوم السبت الماضي وإلى وقت متأخر الستار عن آخر محطة انتخابية من محطات مؤتمره السابع بانتخاب المجلس الوطني لمكتب سياسي جديد. ولم يبدأ أعضاء المجلس الوطني الهيئة الجديدة التي عوضت اللجنة الإدارية والمركزية إلا بعد نقاش طويل حول ربع أعضاء المكتب السياسي القديم الذين سبق للمؤتمر العام أن أوصى بمغادرتهم قيادة الحزب على أساس تعويضهم بأعضاء جدد، وهو النقاش الذي انتهى إلى تبني الاقتراع السري وفتح باب الترشيح أمام الجميع دون أي تحديد أو تقييد استبعادا لأي تأويل أو تحريف، حيث وصل عدد المرشحين 62 مرشحا، 13 منهم نساء. بعض المراقبين اعتبروا أن الاختيار المذكور جاء ليسد الباب أمام أي انتقادات أو ملاحظات كتلك التي سجلت على طريقة انتخاب المجلس الوطني ، واللجنة التي سميت بلجنة التأهيل او الترشيح. وقد أسفرت النتائج وحسب عدد الأصوات المحصل عن انتخاب محمد اليازغي الكاتب الأول للحزب وعبد الواحد ، فتح الله ولعلو ، حبيب المالكي ، محمد الكحص ، الطيب منشد ، عبد الهادي خيرات ، محمد الصديقي ، إدريس لشكر، محمد جسوس ، محمد الأشعري ، عبد الرفيع الجواهري ، محمد بوبكري ، محمد المريني ، عبد القادر باينة، العربي عجول ، خالد عليوة ومحمد محب، ومن اللائحة النسائية تم انتخاب نزهة الشقروني وعائشة بلعربي ، أمينة أوشلح ، فاطمة بلمودن ورشيدة بنمسعود. وللإشارة فلم يقدم عبد الرحمان شناف عضو المكتب السياسي السابق ترشحيه فيما لم تقدم بديعة الصقلي ترشيحها أصلا لعضوية المجلس الوطني السابع. من جهة أخرى فقد سحب محمد بوزبع وزير العدل وعضوالمجلس الوطني ترشيحه في آخر لحظة. فيما فقد كل من المحامية فطومة قدامة والمحام محمد كرم مقعديهما بالمكتب السياسي، أما حسن طارق الكاتب العام للشبيبة الاتحادية فكان قاب قوسين أو ادنى من الدخول للمكتب المذكور حيث احتل المرتبة20 في لائحة الذكور. وإذا كان مصدر من داخل الاتحاد الاشتراكي قد أكد في حديث لالتجديد أن هذا الأخير خرج من مؤتمره ومحطة الانتخابات المذكورة أكثر اطمئنانا نظرا لمروره في أجواء اعتبرها سليمة وبدون ضغوط داخلية أو خارجية، كما أنه منفتحا على عدد من الطاقات و لم يمارس أي عقاب أو تضييق على بعض المتمردين أو الغاضبين في إشارة منه إلى محمد الحبابي الذي انتخب لعضوية المجلس الوطني، مضيفا بأن المؤتمر لم يسجل حصول مفاجئة كبرى كما كان يراهن على ذلك البعض. إذاكان الأمر كذلك بالنسبة لمناضل اتحادي، فإن بعض المتابعين للشأن الحزبي والسياسي، اعتبروا في حديثهم لالتجديد بأن المؤتمر السابع لحزب الاتحاد الاشتراكي كان محطة تنظيمية بامتياز بحيث نجح في التخلص من خدوش المرحلة السابقة وخاصة تداعيات المؤتمر السادس، وهو ما أكده عضو المكتب السياسي محمد الصديقي في حواره مع يومية أجور دوي لوماروك أمس حينما قال بان الحزب تخلص من عائق نفسي كبير. كما سجلوا بأن المؤتمر زكى وأكد التوازنات التي رسمتها وثيقة 28نونبر2003 عقب استقالة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي من الكتابة الأولى للحزب وتوليها من طرف محمد اليازغي، توازنات وصفها البعض بالرهيبة . وقد أكدت مصادر من داخل الاتحاد الاشتراكي ما سلف ذكره ، مسجلة أن المؤتمر السابع للحزب لم يعرف نقاشا سياسيا حقيقيا بشكل الذي كان ينتظر، وخاصة فيما يتعلق بتقييم مشاركة الحزب في تدبير الشأن العام. من جانب آخر اعتبر بعض المراقبين أن بعض الوجوه الجديدة على المكتب السياسي والمحسوبة على التيار الصدامي في العلاقة مع الحركة الإسلامية المغربية لن يكون لها تأثير كبير على خط الحزب ، نظرا لغلبة توجه الدعوة للحوار مع الإسلاميين على التوجه الإقصائي في تشكيلة المكتب المذكور. لقد أغلق حزب الاتحاد الاشتراكي يوم السبت الماضي باب مرحلة وفتح باب أخرى ستضع محمد اليازغي وخبرته في إدارة الخلافات وأحيانا الصراعات على المحك ، خاصة وأنه مقيد بتوازنات داخلية واعتبارات لن تترك له هامشا كبيرا للمناورة ، وهو الأمر الذي لم يكن يرغب فيه بكل تأكيد . محمد عيادي