يوسف ججيلي وضع محمد اليازغي ثلاثة شروط على المكتب السياسي لرأب الصدع بينهما، وركز الكاتب الأول السابق للاتحاد، في رسالة شفوية نقلها أعضاء «لجنة المصالحة» إلى المكتب السياسي، على إجراء مؤتمر استثنائي باستعجال لحل الأزمة التي يعيشها الحزب، وبالتالي انتخاب قيادة جديدة للاتحاد الاشتراكي، ورفض اليازغي تعيين ناطق رسمي باسم المكتب السياسي قبل انعقاد المؤتمر الاستثنائي، واشترط على «القيادة الجماعية» أن يرأس اللجنة التحضيرية التي ستسهر على الإعداد للمؤتمر. يأتي ذلك بعد أن زارت «لجنة المصالحة» محمد اليازغي في بيته ثلاث مرات، كانت آخرها مساء أمس الجمعة، وأفاد محمد كرم، عضو هذه اللجنة الموفدة من المكتب السياسي، أن «هناك مساع يبذلها عدد من الاتحاديين في اتجاه المصالحة مع الكاتب الأول السابق»، وأضاف، في تصريح ل«المساء»: «هناك مقترح متكامل هو موضوع النقاش بين الطرفين يرتقب أن يتم البت فيه في إطار الجولة الثالثة من المفاوضات مع اليازغي»، في إشارة منه إلى الاجتماع الذي كان مرتقبا أن يجرى ببيت اليازغي مساء أمس الجمعة. وفيما رفض محمد كرم الإفصاح عن مقترحات وأسماء أعضاء اللجنة الموفدة من طرف المكتب السياسي، كشف مصدر موثوق أن هذه اللجنة تتكون من عدد من مناضلي الحزب «القدامى» من الذين ليسوا أعضاء في المجلس الوطني، وشدد المصدر ذاته أن اللجنة ذاتها ترأسها النقابي عبد الرحمان العزوزي وضمت في عضويتها أسماء كمحمد اتباتو ومحمد الطويل ومحمد عامر ومحمد جوهر وعبد اللطيف مقين ومحمد الناصري، إضافة إلى محمد كرم وعبيد وأبو الفضل. وفي سياق آخر، وصف محمد الأشعري، عضو المكتب السياسي للحزب، مفهوم «القيادة الجماعية» بأنه «قناع يستعمل للتمويه»، موضحا: «لم أكن مقتنعا بفكرة القيادة الجماعية لأنها مفهوم تقليدي كانت تستعمله الأحزاب الشمولية القديمة»، مضيفا أن «الحزب يجب أن يكون له وجه وملامح، وطالبت بانتخاب كاتب أول ونائب له بنفس السرعة التي تم البت بها في استقالة اليازغي والراضي»، متسائلا: «لماذا التلكؤ في هذا الموضوع؟»، وتوقع الأشعري أن يذهب أعضاء المجلس الوطني أبعد مما يتوقعه البعض، مشيرا إلى أن سيناريو إقالة المكتب السياسي يبقى قائما ومشروعا، معتبرا أن «أعضاء المجلس الوطني ليسوا مجرد أرقام». وأكد الأشعري، في تصريح ل«المساء»، أنه «دافع عن ضرورة عقد مؤتمر استثنائي للحزب مباشرة بعد انتخابات السابع من شتنبر الماضي، لأن الظروف تحتم ذلك»، مشددا على أن المهم ليس هو الصفة التي ستعطى لهذا المؤتمر ولكن عقده على وجه الاستعجال. وفي سياق متصل، قال إدريس لشكر، عضو المكتب السياسي للاتحاد، «أنا شخصيا أميل إلى عقد مؤتمر استثنائي، لسبب واحد هو أنه أيسر وأسهل في الانعقاد، رغم أن القرار يبقى للمجلس الوطني الذي يعتبر برلمان الحزب». وأضاف أن «ما يحتاجه الاتحاد الاشتراكي اليوم هو مؤتمر نوعي، يستشرف المستقبل بما يضمن انتخاب قيادة قادرة على مواجهة مهام المرحلة القادمة التي سيكون المؤتمر القادم هو المكلف بصياغة خطوطها العريضة» ومنها، يضيف لشكر في اتصال ل«المساء»، الخط السياسي وتجديد القيادة وتشبيبها. وحول سيناريو إمكانية سحب الثقة من المكتب السياسي بإقالته من طرف المجلس الوطني، قال لشكر: «هذا الجهاز هو الذي انتخبني ويملك حق البت في استمراري أو إقالتي»، مضيفا أن «الاتحاديين دائما مسؤولون في مواقفهم». إلى ذلك، يرتقب أن يحمل المجلس الوطني الذي سيعقد اليوم بالمقر المركزي للحزب بالرباط العديد من «المفاجآت السارة للبعض والمحزنة للبعض الآخر»، سيما بعدما تأكد أن محمد اليازغي لم يستسلم بسهولة كما كان البعض يتوقع.