أكدت مصادر فلسطينية مقربة من وفد الشخصيات المستقلة الذي يزور القاهرة لبضعة أيام للسعي في إتمام عملية المصالحة الفلسطينية؛ أن الوفد أصيب بالصدمة بتعنت القاهرة ضد محاولة إحراز أي تقدم في ملف المصالحة. وأشارت المصادر ل"المركز الفلسطيني للإعلام" إلى أن الوفد الذي يرأسه ياسر الوداية، والمكون من أكاديميين ورجال أعمال وعلماء ومثقفين وممثلين من مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص من الضفة الغربية وقطاع غزة والشتات الفلسطيني.. أصيب بخيبة الأمل خلال لقاء العديد من المسؤولين المصريين؛ بسبب عدم تغير الموقف المصري كما تردد في وسائل الإعلام، خاصة بعد جريمة "أسطول الحرية"، مؤكدة أنه لا تغير في السياسة المصرية تجاه المصالحة، وأن كل ما في الأمر أن القاهرة انحنت لمرور العاصفة وعادت إلى تعنتها بدءًا من ملف المصالحة، مرورًا بكسر الحصار، وصولاً إلى المفاوضات. وأوضحت المصادر أن وفد الشخصيات المستقلة قام خلال اليومين الماضيين بلقاء عدد من المسؤولين المصريين، على رأسهم وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، بالإضافة إلى لقاء آخر مع شخصيتين من كبار رجال المخابرات المصرية. وأشارت المصادر إلى أن اللقاء بين الوفد وأبو الغيط لم يحدث فيه سوى ما ردده أبو الغيط في الإعلام خلال الأيام الماضية من نفيٍ لما رددته قيادات "حماس" عن قبول القاهرة بتعديلات على الورقة المصرية لإنهاء الانقسام. وأضافت: "أما الاجتماع الآخر مع الشخصيتين الأمنيتين المصريتين، فإنه أعطى انطباعًا باليأس من عدم تزحزح الموقف المصري أو التعاطي بمرونة فيما تم تقديمه من مقترحات من "حماس" لإتمام المصالحة؛ فقد شدد المسؤولان المصريان خلال الاجتماع مع الوفد الفلسطيني على موقف مصر الرافض لإحداث أي تغيير أو تعديل على الورقة المصرية، حتى وإن تم حدوث تفاهمات ثنائية بين "فتح" و"حماس"، وأن التوقيع على الورقة المصرية يجب أن يسبق أي تفاهمات ثنائية، بالإضافة إلى مواضيع كسر الحصار والمفاوضات". ميناء غزة الإيراني! وشددت المصادر على أن الأمر بات واضحًا من أنه لا تغييرات سياسية أساسية بعد الاعتداء على "أسطول الحرية"، وأن اجتماع الوفد مع المسؤولين المصريين بيَّن أنه لا تعديلات في الموقف الأمريكي، وأن الموضوع الفلسطيني لم يتقدم في موقعه على الأجندة الأمريكية، والأولوية لا تزال لإيران، وأن المسؤولين المصريَّيْن ركزا على أنه لا سبيل سوى القبول باستمرار إغلاق البحر وفتح المعابر بشكل جزئي في الوقت الراهن، في ظل ترويج واشنطن للحجة الصهيونية بتحول غزة إلى ميناء إيراني. وأوضحت المصادر أن الوفد الفلسطيني نقل عن المسؤولين المصريين تلميحات حول أن معبر رفح لن يبقى مفتوحًا دائمًا، وأن استمرار فتح المعبر لن يطول؛ بدعوى أنه لم يبق طلاب في غزة ليمروا، والحالات الإنسانية التي تعبر محدودة، بالإضافة إلى وصول العديد من المساعدات الإنسانية وسيارات الإسعاف. وشددت المصادر على أن الاجتماع ركز أيضًا على ما ردده أبو مازن من ربط فك الحصار بإتمام عملية المصالحة، وأن عملية المصالحة لا تزال العقدة، وأنه لا طريق لحل تلك العقدة سوى التوقيع على الورقة المصرية، ولا مجال للبحث من جديد في ورقة المصالحة، ولا إمكانية لإدخال بعض تعديلات محمود الزهار على الورقة، على حد قول المصادر. مراحل المصالحة وبيَّنت المصادر أن وجهة النظر المصرية للمصالحة تمر عبر عدة مراحل؛ تبدأ بالتوقيع على الورقة المصرية في المقدمة، ثم الحوار على آليات التنفيذ، واستيعاب ملاحظات مختلف الأطراف الفلسطينية، ثم مرحلة التنفيذ. وأوضحت المصادر أنه قد اجتمع أمس الأول رئيس وفد تجمع الشخصيات المستقلة ياسر الوادية مع أحمد أبو الغيط وزير الخارجية، وتناول الاجتماع المطول العديد من الملفات؛ أهمها المصالحة الداخلية وسبل رفع الحصار الصهيوني على قطاع غزة.