أكد الشيخ يوسف القرضاوي في لقاء خاص بعدد من الفعاليات السياسية والدعوية يوم الأربعاء 26 ماي 2010 بالرباط على أن وحدة المغرب المذهبية، والقائمة على مذهب مالك وعقد أشعر وطريقة الجنيد السالك، هي أمانة وضمانة لاستقراره التي ينبغي المحافظة عليها في وجه كل تهديد وتشويش، وذلك في إحالة على التشيع، وأضاف في اللقاء الذي احتضنه بيت الأمين العام عبد الإله بن كيران وحضره نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح مولاي عمر بنحماد أنه أكد على الموقف في لقاءاته مع العلماء بكل من السينغال وموريتانيا؛ باعتبار البلدين يشكلان امتدادا جغرافيا للمذهب المالكي، وكشف رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أنه تم إنجاز دراسة علمية متخصصة ومحايدة حول التشيع وانتشاره وامتداده في العالم السني. وأبرز الشيخ أن فلسطين تمر بمرحلة تاريخية صعبة وغير مسبوقة، وأن استهداف القدس في تزايد، ويمكن أن نستيقظ في أحد الأيام لنجد المسجد الأقصى قد هدم، مما يفرض اليقظة والانتباه ومضاعفة الجهد، وتطرق الشيخ لذكرياته مع المغرب، والتي انطلقت سنة 1978 عندما تمت دعوته لإلقاء درس حسني إلا أن الحالة الصحية للملك الحسن الثاني رحمه الله حالت دون ذلك، وتمت برمجة سلسلة لقاءات له في عدد من المساجد والمدن، ثم تمت دعوته مرة ثانية في سنة 1983 وألقى درسا وانشرح كثيرا للحوار الذي دار بينه وبين الملك بعد الدرس، وقد ذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بالمكانة العلمية التي يحظى بها الشيخ القرضاوي عند علماء المغرب، مستدلا بالرسالة الجوابية لجلالة الملك، والتي وجهت للقرضاوي تقديرا لجهوده في ملف القدس. وتوقف الشيخ عند قضية الوسطية والاعتدال والحاجة لتعميم فكرها في ظل التحديات التي يطرحها فكر الغلو والتطرف، وعبر عن تقديره لعلماء المغرب، وكان الشيخ قد قدم للقائه بكلمة تحدث عن نعمة الإسلام ونعمة الأخوة التي هي قرينة الإيمان، وأن الثانية تتفرع عن الأولى، مستدلا في ذلك بعدد من الآيات منها قوله تعالى يمنون عليك أن أسلموا وقوله إنما المؤمنون إخوة، وأكد على أن الإسلام مصدر افتخار واعتزاز، وركز على ضرورة تفادي خطاب التيئيس والتنفير والغربة، وأن الإسلام الوسطي المعتدل هو المؤهل لمخاطبة الحضارة الغربية وحل مشاكلها الروحية والأخلاقية التي تتخبط فيها وتدفعها إلى العدوان في عدد من المناطق. والتقى الدكتور يوسف القرضاوي مساء يوم الأربعاء الماضي بالرباط المكتب المسير لمنتدى الزهراء للمرأة المغربية بمعية بعض الضيوف المغاربة، وشدد في كلمة ألقاها أمام الحضور على أهمية التشبث بالفكر الوسطي والتيسير بدل التعسير تطبيقا للمنهج النبوي: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا، ودعا أيضا إلى التشبث بالقطعيات في الإسلام قائلا بهذا الصدد: في القطعيات ولو كانت كل الدنيا معارضة لنا فلا نبالي، وفي مجال الاجتهاد لا بأس من الميل إلى ما يلاقينا مع باقي المكونات في العالم الذي نعيشه وأكد على أن الاجتهاد الإسلامي ينبغي أن يقبل بشرط أن يكون من أهله وفي محله. ودعا القرضاوي إلى توحيد جهود العمل النسائي في مختلف أقطار العالم الإسلامي لأنه مطلب إسلامي وإصلاحي، لأن الأصل هو التوحيد خصوصا وأن الآخرين يتحدون فيما بينهم. وكان الدكتور يوسف القرضاوي رئيس حل بمطار محمد الخامس بالدار البيضاء الثلاثاء الماضي قادما من السينغال بعد زيارة قام بها إلى موريتانيا، وينتظر أن يغادر الدكتور المغرب مساء يومه الجمعة.