الزمزمي: نشر الحكومة للتصوف في المغرب أكثر خطورة من التشيع دعا الشيخ عبد الباري الزمزمي الحكومة المغربية إلى الاعتدال والوسطية الإسلامية من خلال تكريس المذهب المالكي في نفوس المغاربة باعتباره مذهبا وسطيا معتدلا بإمكانه مواجهة "التطرف السلفي والخطر الشيعي الداهم". "" وأكد رئيس جمعية البحوث والدراسات في النوازل الفقهية الداعية المغربي الشيخ عبد الباري الزمزمي، في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن المذهب المالكي لا يزال هو الضامن لوحدة المغرب الدينية، وقال: "لا يزال التزام المذهب المالكي في المغرب هو الضامن لاستقرار المغرب دينيا، ليس لأنه مذهب الإمام مالك، وإنما لأنه مذهب السنة والجماعة، كغيره من المذاهب السنية الأربعة التي حافظت على وسطية الإسلام ونقائه من الوثنية ومظاهر التمسح بالقبور والخضوع للأصنام البشرية. لقد حافظت المالكية في المغرب على هذا الإسلام النقي المعتدل". لكن الزمزمي أشار إلى تراجع مكانة المذهب المالكي في المغرب، وانتقد نهج الحكومة المغربية في دعم التصوف ورعاية الزوايا الصوفية لمواجهة التشيع والسلفية، وقال: "يعد المذهب المالكي هو مذهب الغالبية العظمى من الشعب المغربي، وذلك بسبب ظهور تيارات وانتماءات دينية مختلفة منذ ما يزيد عن الثلاثين عاما، فقد ظهرت انتماءات مختلفة تعادي المذهبية والتقليد مطلقا. والدولة بتشجيعها للتصوف ورعايتها للزوايا الصوفية أخطأت، لأنها بذلك تناقض نفسها وتخلق مناخا موائما للتشيع، على اعتبار ما بين الصوفية والتشيع من وشائج". وحذر الزمزمي من استمرار الدولة في دعم التصوف، ووصفه بأنه سلاح ذو حدين، وقال: "الدولة تريد أن تقاوم السلفية بالصوفية، لكن سلاح الصوفية ذو حدين، فقد ينقلب على الدولة ذلك أن الصوفية تشترك مع الشيعة في كثير من الأمور، وعلى رأسها التبرك بالقبور والأصنام البشرية، والشيعة عمليا أكثر خطرا على المغرب من السلفية، ذلك أن مشكلة السلفية هي التحجر والتزمت، أما التشيع فهو عودة بالمغرب إلى عهود التخلف والوثنية البالية". ولم يستبعد الزمزمي أن تكون لقوى اليسار المغربي العاملة في الدولة يد في تشجيع مظاهر التصوف، وقال: "غير مستبعد أن تكون لقوى اليسار التي ترى في أن الدين هو أفيون للشعوب، يدا في تشجيع مظاهر التصوف وإثارة البلبلة في الساحة الدينية، ومن شأن مظاهر التمسح بالقبور وعبادة الأصنام البشرية أن تكون مساعدا لهم في تأكيد هذا المعنى في نفوس الأجيال الحديثة من أبناء المغرب". ودعا الزمزمي الحكومة المغربية والدعاة المغاربة المستقلين إلى العمل على نشر مبادئ وتعاليم المذهب المالكي، وقال: "أعتقد أن المهمة ملقاة على عاتق الدعاة المستقلين وغير المنتمين للدولة أو للأحزاب، لكي ينشروا تعاليم المذهب المالكي، التي أعتقد أنها وحدها كفيلة بمواجهة التطرف الديني والتشيع في وقت واحد"، على حد تعبيره.