أكد الشيخ عبد الباري الزمزمي أن معركة السلطات المغربية مع التيار السلفي المنسوب لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب لازالت قائمة، وأوضح أن إغلاق بعض دور القرآن الكريم في عدد من المدن المغربية يعود إلى رغبة السلطات المغربية في تقليم أظافر التيار السلفي الذي تحمله مسؤولية العلاقة بالتطرف وبعدد من الأعمال الإرهابية التي وقعت في المغرب وخارجه. "" وأوضح الشيخ عبد الباري الزمزمي عضو مجلس النواب في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن إغلاق بعض دور القرآن في المغرب ينخرط ضمن مخطط متكامل في الحرب على الإرهاب واستئصال أطرافه، وقال: "أعتقد أن مسألة إغلاق بعض دور القرآن الكريم جاءت في سياق سياسي تريد من خلاله السلطات المغربية الحسم مع التيار السلفي أو الذي يسميه البعض ب "الوهابي"، فالحكومة تبذل مجهودات كبيرة لمقاومة هذا التيار على خلفية اتهامه بالعلاقة ببعض الأعمال الإرهابية التي شهدها المغرب وعدد من دول العالم، وهذه حرب تحظى فيها الحكومة المغربية بمساندة دولية لا سيما من طرف الولاياتالمتحدةالأمريكية ضمن مسار الحرب العالمية على الإرهاب". وحذر الشيخ الزمزمي من أن المضي قدما في محاربة دور القرآن قد يخلق نتائج عكسية، وقال: "أعتقد أن سياسة إغلاق دور القرآن الكريم سياسة غير حكيمة لمواجهة الإرهاب وستأتي بثمار عكسية وستحقن النفوس عند كثير من الناس حتى من غير المنتمين للتيار السلفي، وهذا قد يخلق رد فعل معاكس، ومن هنا أعتقد أن إغلاق دور القرآن الكريم لا يمثل الطريق الأصوب لمواجهة التطرف ومحاربة الإرهاب"، كما قال. وقلل الشيخ الزمزمي من أهمية خطوة إغلاق بعض دور القرآن، ووصفها بأنها تحقق مصلحة تيار وصفه بأنه "نافذ في مراكز القرار وعلماني وخصم لكل ما هو إسلامي"، وقال: "لا أعتقد أن قرار إغلاق دور القرآن سيكون له أي أثر عكسي على مكانة القرآن الكريم في نفوس المغاربة، لكن من دون شك فإن هنالك تيارا علمانيا خصم لكل المظاهر الإسلامية له مصلحته السياسية في انحسار التيار السلفي لأنه يشكل منافسا قويا على المستوى الشعبي، وهو يعمل كل مجهوداته لقمعه واجتثاث جذوره، وهذا تيار مؤثر في القرار بحكم مواقعه السياسية وعلاقة بعض منظماته بجهات دولية، لكنه شعبيا لا سند له، وبالتالي فقوته وتأثير قراراته ظرفية ولا يملك أن يغير قناعات الناس"، على حد تعبيره. وتوقع الشيخ الزمزمي أن تتوسط المملكة العربية السعودية من أجل وقف هذه الحملة، وقال: "نحن بدأنا هذه الأيام الدورة التشريعية الثانية، وسنعمل على إثارة هذا الموضوع، وإن كنا نعتقد أن الاستجابة لن تكون في المستوى المطلوب من الجهات الرسمية، لكنني أعتقد أن تدخلا من السعودية قد يضع حدا لهذه الحملة التي نشأت في أعقاب الفتوى التي أصدرها رئيس جمعية الدعوة إلى القرآن والسنة بالمغرب الشيخ محمد المغراوي بشأن تزويج ابنة التاسعة من العمر، المحسوب على التيار الوهابي"، كما قال.