أصدرت الحركة بلاغا توضح فيه موقفها من الاستهدافات التي تهدد الوحدة المذهبية والأمن الروحي للمغاربة، لكن يلاحظ أنها لم تقتصر على مسألة التشيع، ولكنها تحدثت عن جملة من الظواهر التي تهدد الأمن الروحي للمغاربة كالشذوذ الجنسي، في نظركم ما هو التصور الذي تحمله الحركة عن الأمن الروحي؟ الأمن الروحي في تقديرنا هو جهاز المناعة الضامن لكل أشكال الأمن في المجتمع المغربي .جهاز مناعة يمنع تسرب الأمراض العقدية والمذهبية والثقافية لمجتمعنا ويحول دون انتشار و تفشي الفساد الفكري وبالتالي الأخلاقي و السياسي و الاقتصادي و غيرها من أشكال الفساد.و ضعف الأمن الروحي معناه ضعف حزمة قيم الأخوة في الدين و الوطن. أي ضعف الانتماء و الولاء و الوفاء للدولة و المجتمع معاً. فنحن تعتبر أن الأمن الروحي كجهاز مناعة في المجتمع و الدولة المغربيين هو قيم الأخوة في الإسلام كدين والمالكية كمذهب سني و الملكية كنظام سياسي. والمس من بعيد أو قريب بهذه الأثافي الثلاثة للمغاربة هو مس جوهري بالأمن الروحي للمجتمع و الدولة المغربيين. لقد كانت لي رغبة منذ سنتين على الأقل لأجول في المغرب بمحاضرة تحت عنوان (( المذهب الشيعي: عقيدة و تاريخاً و سياسة )) للمساهمة في تجفيف منابع التشيع في البلاد السنية عن طريق التناول العلمي الأكاديمي لمذاهب الشيعة، بتبيان تهافته العقدي.لكن التريث في مثل هذه الأمور أجل ذلك حتى رمضان السابق حيث بدأت أحاضر في الموضوع.وكان هاجسي الكبير ومازال هو الشعور بمسؤوليتنا كجيل يقود الصحوة في ضرورة صيانة الأمن الروحي و الاجتماعي للأجيال المقبلة. فأنا لا أريد حتى أن أتصور أقلية شيعية بالمغرب السني بل في كل المجتمعات السنية الخالصة. لأن تسرب عقيدة الشيعة لنا يعني احتمال حروب طائفية في هذا البلد الأمين أو ذاك. أنا لا أريد أن أكون مسؤولاً ، بتساهلي مع التمدد الشيعي في بلادنا، عن حروب طائفية في منتصف القرن المقبل أو في نهايته. تنتهي بقطع رؤوس مئات الآلاف بالرباط كما حدث ببغداد العراق اليوم. و نحن على ذلك شاهدين. وهو ما حدثت في عهد الشيعة الإسماعيلية حين تحكمت في شمال إفريقيا خلال العصر الوسيط و لقرون من الزمان. و على المستوى السياسي فالشيعي لا يؤمن إلا بولاية و حكم فقيه شيعي أو حاكم شيعي.لدى فهو تهديد سياسي أيضاً، فالتشيع تهديد للأمن العقدي والاجتماعي و السياسي جميعاً. لذلك رحبنا بالموقف الشجاع للدولة في التصدي لخطط تشييع المغاربة.فهي خطوة تساهم في إبعاد خطر يهدد الأمن الروحي أي الأمن الشامل للمجتمع المغربي. من هذا المنبر أكرر دعوة الشيخ يوسف القرضاوي، و أدعو المسؤولين الشيعة على الكف عن وضع الخطط لتشييع السنة. و على أهل السنة في رأيي أيضاً أن لا يضعوا خططاً لتسنين الشيعة. رغم إيماننا العميق ببدع المذهب الشيعي. فعلينا أن نتعايش كمسلمين و كأصحاب قبلة واحدة و أبناء أمة واحدة هي أمة الإسلام. و نبني جبهتنا الداخلية لمواجهة العدو الخارجي. يلاحظ أن السلطات المغربية تحركت بشكل حازم لمواجهة تحدي التشيع من خلال إقدامها على قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران، لكن يبدو أن موقفها من العديد من الظواهر التي تهدد الأمن الروحي تتسم بالتساهل، في نظركم هل يرجع ذلك إلى طبيعة تصورها للأمن الروحي، أم أن الضغوط الدولية تجعلها تتعامل بمكاييل مختلفة مع هذه التهديدات؟ نعم أنا معك بأن حزم الدولة في صيانة الأمن الشامل العقدي و المذهبي و السياسي يجب أن يكون شاملاً. و عليها أن تتجنب الكيل بمكيالين في التعامل مع الظواهر التي تهدد الأمن الروحي للمغاربة و الدولة المغربية. فالتشيع عقيدة فاسدة بلا شك، يلعن أصحابها صحابة كبار مثل أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ويلعنون أمنا عائشة رضوان الله عليها زوجة رسول الله صلى الله عليه و سلم.و يقولون بعصمة إمامهم من الذنب والخطأ؟؟؟ ويبيحون زواج المتعة و غيرها كثير.لكن الأمن الروحي للدولة و المجتمع المغربيين يتعرض لتهديدات أخرى أكثر خطورة عن عقائد الشيعة أو تساويها. ومن هذه التهديدات لأمننا الروحي: التخطيط لنشر عقيدة التنصير بالمغرب وعقيدة الإباحية بالمغرب.فالتنصير تهديد للدين الإسلامي و للمذهب. و عقيدة الإباحية تحت غطاء الحرية و حقوق الإنسان تهديد مباشر لقيم المجتمع المغربي في العفة و الكرامة و الآدمية. فاللواط كسلوك علني ينافي فطرة الإنسان و حقوق الإنسان و يهدر آدمية البشر. فعلى المسؤولين ببلادنا أن يكون لهم نفس الجرأة و الحزم مع العقائد الفاسدة المتصربة إلينا كالنمل من ثقوب عيوبنا، و على رأسها عيب التساهل أو الخوف من إغضاب الغرب وغضبه علينا.فالتساهل و غض الطرف على التنصير والإباحية سيضر لا محالة بأمننا الشامل العقدي و المذهبي و الأخلاقي و السياسي، فيعيق فينا فرص النهضة و التقدم. لأنه يضعف حزمة القيم العليا، قيم الانتماء و الولاء و الوفاء في ذلك الانتماء و الولاء للدولة و المجتمع المغربيين معاً.فيقدم ذلك الانتماء و الولاء و الوفاء لقوى و قيم برانية عن هوية المغاربة. في تقديركم ما الدور الذي تقوم به الحركة الإسلامية كحركة مدينة في المساهمة في الحفاظ على الأمن الروحي والوحدة المذهبية للمغاربة؟ في رأيي أن مسؤولية الحركات الإسلامية في صيانة الأمن الروحي عند المغاربة هو القيام بواجبين شرعيين: ـ أول الواجبين: المساهمة الفعالة في محو ومحاربة الأمية الدينية في المجتمع المغربي. فتصحيح المفاهيم و العقائد عند النخبة المثقفة و عند العامة معاً أمر ضروري للغاية. و التصحيح يعني أيضاً تلقيح الشباب المسلم السني ضد كل العقائد الهدامة الوافدة من الخارج. فالمعرفة العلمية بقائد الشيعة والعقائد المسيحية و الفلسفات الإباحية و الإلحادية الوافدة علينا من الخارج، كل ذلك يساهم في يقظة الشباب السني المسلم في التعامل مع الواردات العقدية و المذهبية و الثقافية، فيرد الغث منها و يستوعب السمين. ـ ثاني الواجبين: تقديم النصيحة البناءة لأولي الأمر و مساعدتهم على التصدي لكل ما يهدد أمنا العقدي و الاجتماعي و السياسي و الأخلاقي. و نصيحتنا لأولي الأمر فينا اليوم الحزم الحزم في درء فتن التشيع و التنصير و الإباحية في المجتمع المغربي.