أقدم سفير السلطة الفلسطينية في منظمة الأممالمتحدة للثقافة والعلم والثقافة اليونسكو، إلياس صنبر، على إرجاء استصدار قرار بخصوص مدينة القدسالمحتلة في المجلس التنفيذي الأخير باليونسكو، الذي انعقدت دورته الرابعة والثمانين بعد المئة الشهر الفائت، وذلك في الوقت الذي تشن فيه سلطات الاحتلال الصهيوني حرباً علنية ضد القدس والمقدسيين وتسعى لتهويدها بشتى السبل. وقد سادت حالة من الاستياء والغضب أجواء الوفود العربية في اليونسكو بعد انفراد سفير سلطة فتح باتخاذ قرار تأجيل البت في خمسة قرارات لفلسطين يتصدرها قرار مدينة القدسالمحتلة والثابت منذ ثلاثين عاماً على جدول أعمال المجلس التنفيذي. وجاء هذا القرار في ظل تعنت الوفد الأمريكي وبعض الدول الأوروبية الأعضاء بالمجلس التنفيذي للاتفاق على مشروع قرار جماعي يجنب المجلس التنفيذي الذهاب إلى التصويت على القرارات، مما يعني فشل المجلس ورئاسته في توافق أعضائه، وتهديد واضح بنجاح القرارات لتوفر 31 صوت لصالح العرب (النصف +2). وذكرت مصادر في المنظمة الدولية أن المجموعة العربية قررت أن تطرح القرارات للتصويت عليها، عندها تدخلت المديرة العامة الجديدة لليونسكو ايرينا بوكوفا المدعومة أمريكياً لتفادي التصويت حتى لا يسجل فشلا لها في أول مجلس ينعقد في عهدها، حيث توجهت إلى سفير السلطة الفلسطينية وطلبت منه تأجيل البت في القرارات للدورة القادمة والتي ستعقد بعد ستة أشهر على أن تتوسط لحل الأزمة. وكشفت المصادر أن الحديث في اليونسكو يدور عن تعهد المديرة العامة لليونسكو ل صنبر بتقديم وظيفة عالية له باليونسكو، خصوصا وأنه سيحال في نهاية العام إلى التقاعد من وزارة الخارجية التابعة ل سلطة فتح، ومكافأة له على دعمه لترشيحها أمام فاروق حسني الخريف الماضي، مما أزعج الوفد المصري في حينها، وهكذا تمت الصفقة، بحسب المصادر. وتعقبياً على إرجائها استصدار قرار بشأن القدس، قال قيادي بارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس إن إقدام سفير سلطة فتح على إرجاء استصدار قرار بخصوص مدينة القدسالمحتلة، دليل على أنها تحولت لأداة سياسية لخدمة الاحتلال. وأكد الدكتور سامي أبو زهري، الناطق باسم الحركة في تصريح صحفي يوم السبت الماضي، أن سلطة رام الله لم تعد مؤتمنة على مصالح الشعب الفلسطيني، فهي لم تكتفي بالتعاون والتنسيق الأمني مع الاحتلال، بل تحولت لخدمة مصالح الكيان الصهيوني.