قال العالم الموريتاني الشيخ الحسن ولد الددو إن فكر القاعدة والحركات المتبنية للعنف أثر على الحركات الإسلامية التي تنبذه، لأن العمل الإسلامي له أعداء يتربصون به، وأي مغامرة من أي جهة تنتسب إلى العمل الإسلامي فإنها تسيء حتى إلى المعتدل من الإسلاميين، فيتأثر العمل الدعوي والعمل السياسي سلبا بمثل هذه الأعمال". وأوضح ولد الددو، في حوار مع "التجديد" تنشره في عدد الغد، أن الحوار الذي قادته لجنة من العلماء الموريتانيين مع سبعين سجينا في السجون الموريتانية نجح بنسبة 90%، إذ تراجعوا كلهم باستثناء اثنين عن أفكارهم واعترفوا بأنها باطلة، ووعدوا بعدم الرجوع إلى حمل السلاح في موريتانيا لا على مسلم ولا على غيره. وأكد أن الهدف من هذا الحوار هو إظهار براءة الإسلام من الأفكار المنحرفة كالتكفير والاعتداء على الآمنين، والهدف الثاني رفع الظلم عن السجناء المظلومين، والثالث خلق مناخ من الأمن والاستقرار في موريتانيا. وكشف ولد الددو الذي قاد لجنة للحوار مع السجناء السلفيين في موريتانيا أن هناك مساع لإطلاق مبادرة في بلدان المغرب العربي من أجل مناظرة الأفكار الإسلامية المنحرفة في هذه البلدان. واعتبر ولد الددو أن الحوار مع المعتقلين السلفيين في السجون المغربية ومع أصحاب الفكر السلفي المتشدد بصفة عامة بإمكانه أن ينجح نجاحا باهرا . مؤكدا أن المغرب له تجارب سابقة في الحوار مع مكوناته السياسية وتجارب سابقة حتى في رد المظالم التي تعود إلى عهود مضت. وقال إن بلدان المغرب العربي بينها من القواسم المشتركة الشيء الكثير، مؤكدا أنه لو تم تنشيط الاتحاد المغاربي أيضا فإن الجهات الدينية الرسمية في هذه البلدان يمكن أن يقع بينها اتفاق على مثل هذه المبادرات الجادة والنافعة. وأضاف أن مؤتمرا سيعقد في موريتانيا في القريب العاجل سيحضره علماء من بلدان المغرب العربي ومن غيرها من بلاد المسلمين وسيناقش فيه مثل هذا التنسيق وهذه المبادرات.