اختتمت يوم الجمعة 26 مارس 2010 بنواكشوط (موريتانيا)، أشغال الملتقى الإسلامي الدولي حول: الوسطية في الإسلام:الفهم والتطبيق، والذي شاركت فيه حركة التوحيد والإصلاح المغربية، بإعلان تأسيس منتدى الوسطية في غرب إفريقيا. وأعلنت حركة التوحيد والإصلاح، عقب انتهاء الملتقى، الذي ضم علماء وحركات وجمعيات إسلامية وأحزابا سياسية، على لسان رئيسها المهندس محمد الحمداوي، عن استعداداها لاستضافة ندوة حول المرأة المسلمة والمواثيق الدولية. واعتبر محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، أن تميز مؤتمر الوسطية في الإسلام يكمن في أنه ينعقد في منطقة وفي جهة لها خصوصيتها، وتحتاج الصحوة الإسلامية فيها إلى أن تعالج قضايا الغلو والتطرف والتشدد انطلاقا من هذا الواقع، وهو واقع يرى الحمداوي أن إحدى تجلياته تبدو فيما أفرزته إشكاليات العنف والتطرف في الفترة الأخيرة من تدافع وانخراط؛ بل انجراف مجموعة من الشباب في فكر التكفير والإرهاب. وقال الحمداوي في تصريح لالتجديد، إنه يأمل من هذا المؤتمر أن تنتججلساته وأعماله عن توصيات عملية لتدارك ما بدأ ينتشر في هذه الجهة والمنطقة من فكر الغلو والتطرف، وهو ما ينذر بتغيير وجه هذه المنطقة التي كانت معروفة بالجانب السلمي وجانب التدافع الفكري، حتى وإن كانت الأفكار المعروضة أفكارا أخرى خارجة عن إجماع الأمة، ولكن مع ذلك فدائما ما ظل التدافع في الإطار الفكري، وبالتالي فهذا التحول نحو التدافع العنيف يحتاج إلى مراجعة. و شدد مولاي عمر بنحماد، نائب رئيس حركة التوحيد والإصلاح، على أهمية الملتقى بالنظر إلى التعاون الذي عرفه بين المسؤولين الموريتانيين، باعتباره ينظم تحت رعاية الرئاسة الموريتانية، وبين العلماء من مختلف الأقطار والحركات الإسلامية والأحزاب السياسية، مضيفا، في تصريح لالتجديد أن دول شمال إفريقيا تجمعها روابط متينة، لذلك كان الحرص على التفكير في مؤسسة بسبب تنامي الغلو والتطرف، وكان لابد من تحصين الفكر الوسطي. وقال بنحماد إن الحاجة إلى الوسطية هي حاجة وقائية وعلاجية في نفس الآن، والتحصين الذاتي هو حاجة، إلى جانب الوقاية ومحاصرة نزعات الغلو، وهي واحدة من المعطيات التي تفرض نفسها، مما يفرض الاشتغال بمنهج استباقي مستنبط من القرآن.وحضر الاجتماع، بالإضافة إلى المهندس محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح المغربي، الشيخ أبوبكر فوفانا، رئيس المجلس الأعلى للأئمة بساحل العاج، والشيخ أحمد جاه أمير جماعة عباد الرحمن بالسينغال، والشيخ ممادو تراوري رئيس المجلس الاستشاري لجمعية مالي للشباب المسلم، والأستاذ فالو صار، رئيس التجمع الإسلامي بالسينغال، والشيخ محمد الأمين توري، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى بغامبيا، والشيخ أمادو مامادو تورى، رابطة الدعاة البينينيين، والشيخ عبد الرحمن سعيدي، عن جمعية الإرشاد و الإصلاح الوطنية بالجزائر، والشيخ محمد الحسن ولد الددو رئيس مجلس شورى جمعية المستقبل للدعوة والثقافة.