أعرب الشيخ محمد الحسن ولد الددو عن أمله في أن يفي المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية بالوعود التي قطعها على نفسه وتحقيق الإصلاحات السياسية في البلاد. وأبدى ولد الددو الذي أطلق سراحه الأحد الماضي ترحيبه بالانقلاب العسكري الذي وقع قبل أيام في البلاد، وقال إن موريتانيا كانت تعيش مأزقا سياسيا واقتصاديا، ووصل القمع فيها إلى درجة عالية من العنف حتى أصبح التغيير حتميا. وقال، في تصريحات لموقع الجزيرة . نت، إن الأمل معقود في أن يعمل المجلس العسكري الذي أطاح بنظام الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع أوائل الشهر الجاري، على ترسيخ العدالة والديمقراطية والسماح بحريات الأحزاب والصحافة. ورحب الددو بالإجراءات التي أعلنها المجلس العسكري قائلا إنها محل اتفاق بين الشعب الموريتاني، مشيرا إلى أنه في الوقت الراهن لا توجد معارضة لأنها لا تعارض الأشخاص وإنما تعارض السياسات. وكان العقيد علي ولد محمد فال وعد قادة المعارضة بأن المجلس الحاكم الجديد ما هو إلا إدارة انتقالية للبلاد. وأكد أن أحدا من أعضاء المجلس لن يترشح في الانتخابات، التي تعهد بأنها ستجرى خلال عامين. وأضاف العالم الموريتاني أن الأيام القادمة ستحدد ما إذا كان المجلس العسكري سيطبق ما أعلن عنه فيصبح رمزا للإنقاذ والإصلاح أم لا، وفي حال إخلالهم بتعهداتهم فإنه لن يكون لهم أي حصانة أو قداسة عند المعارضة كما هو الحال مع كل الأنظمة. وفي موضوع العلاقة بإسرائيل، أوضح المعارض الإسلامي السابق موقف التيار الإسلامي من المجلس إذا استمر في علاقته مع إسرائيل، فقال إن هذا الموضوع يندرج في إطار السياسات التفصيلية وإنه لا يمكن أن يصلح كل المطلوب منه في وقت واحد. وكان قد أطلق المجلس الأحد الماضي سراح أكثر من 20 رجلا اتهمهم النظام السابق بأنهم إسلاميون متطرفون، وأقيمت احتفالات في شوارع العاصمة نواكشوط ابتهاجا بذلك. وكان الددو من بين 52 شخصا اعتقلتهم الحكومة السابقة واحتجزتهم لشهور دون توجيه اتهام لهم بدعوى أنهم شكلوا تنظيما على صلة بالجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية. ونفى الزعيم الإسلامي التهم الموجهة له من النظام السابق، وقال إن لتلك التهم جانبين قضائي وإعلامي وإن الرأي العام يعلم ببطلانها. ومن بين من أطلق سراحهم أيضا رئيس المجلس الوطني لحزب الملتقى الديمقراطي المعارض المتحالف مع الإسلاميين الدكتور مختار ولد محمد موسى، والعالم الإسلامي محمد الأمين ولد الحسن. كما أطلق سراح نائب رئيس حزب الملتقى الديمقراطي الناشط جميل منصور الذي اعتقل إثر محاولته دخول البلاد بعد نجاح الانقلاب الأخير. وفي ما يخص منهج التيار الإسلامي في موريتانيا قال الددو إن منهجه يقوم على الوسطية والاعتدال وإنه يأخذ بمختلف الأسباب ويلتزم بضوابط الشرع، ويعلم أن ما يقدمه عبارة عن اجتهادات بشرية تحتمل الصواب والخطأ. أما ما يتعلق بتغيير النظام فيرى ولد الددو أن منهج التيار الإسلامي أن يتم عبر الوسائل السلمية التي تكفلها النصوص القانونية في البلاد، مشيرا إلى ضرورة السعي للإصلاح والأخذ بمختلف الوسائل المسموح بها في القوانين. وتطرق الشيخ ولد الددو إلى الحوار مع الولاياتالمتحدة والغرب، حيث وصف مثل ذلك الحوار بأنه مطلب محمود وأنه يتفق مع أصول الإسلام التي تنادي بالحوار والمجادلة بالحسنى.