دخلت الصحافة الجزائرية في حملة إعلامية قوية ضد المغرب منذ الإعلان عن تأجيل القمة المغاربية التي كانت ستعقد في ليبيا يومي الأربعاء والخميس الماضيين، بسبب المواقف التي أعلنها الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة حول قضية الصحراء المغربية في رسالةالتهنئةالتي وجهها قبل ذلك بأربعة أيام إلى زعيم جبهة البوليساريو بمناسبة مرور 32 عاما على إنشائها، وإعلان الجزائر عن نيتها وضع قضية النزاع مع المغرب حول الصحراء المغربية على جدول أعمال القمة. وهكذا انبرت الصحف الجزائرية منذ صبيحة الثلاثاء الماضي مباشرة بعد صدوربلاغ وزارة الخارجية والتعاون المغربي والإعلان عن عدم حضور الملك محمد السادس لقمة طرابلس في توجيه اللوم للمغرب، محملة إياه مسؤولية فشل القمة المغاربية، ومتهمة الرباط بأنهاأدارت ظهرها للاتحاد المغاربي، وأعادت الصحف الجزائرية التي لم تتخلف واحدة منها عن الحملة الساخنة على المغرب العزف على نفس الوتر الذي ظلت تعزف عليه الخطابات الرسمية الجزائرية بشأن الصحراء المغربية وتقرير المصير، وكأن ذلك اكتشاف جديد وضعت يدهاعليه، وتعددت المنابر الصحافية التي هاجمت المغرب علانية سواء منها المقربة من دوائر المؤسسة العسكرية أو قصر المرادية مقر بوتفليقة أو اللوبيات الاقتصادية. الإخوة في الجزائر نسوا أو لم يتذكروا في الوقت المناسب أن القمة الأخيرة التي جمعت بين الملك محمد السادس والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في زيرالدة بالجزائر في مارس الماضي حددت الموقف المشترك من نزاع الصحراء، بوضعه على هامش العلاقات الثنائية وإعطاء الأولوية لتطبيع العلاقات وتقويتها وتفعيل اتحاد المغرب العربي، وترك موضوع الصحراء بيد الأممالمتحدة ما دامت الجزائر نفسها تؤكد علنا بأنها مع الشرعية الدولية التي يدعمها المغرب، وأن عبد العزيز بلخادم وزيرالخارجية السابق أكد خلال الزيارة الملكية أن على الصحافة والإعلام في البلدين أن يخففا من لهجتهما ولا يصبا المزيد من الزيت على نار الخلافات الرسمية. وأول أمس خرج أول مسؤول جزائري عن صمته للتعليق على ما حدث، حيث نفى وزير الخارجية السابق وزير الدولة حاليا والممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة في اشغال اجتماع وزراء اتحاد المغرب العرب عبد العزيز بلخادم في تصريحات صحافية أن وفد بلاده إلى قمة طرابلس كان قد قرر طرح قضية الصحراء المغربية أمام القمة، واكتفى بالقول في تصريح لجريدةالشرق الأوسطإن هذا غير صحيح بالمرة. إدريس الكنبوري