أعلن أول أمس بشكل طارئ عن تأجيل القمة المغاربية التي كانت ستحتضنها العاصمة الليبية طرابلس يومه الأربعاء وغدا الخميس، بعد الخرجة الجزائرية التي فاجأت الجميع في الوقت الذي كان جاريا التحضير لأول قمة مغاربية منذ ,1994 وقبل ثلاثة أيام فقط من موعدها. قرارالتأجيل جاء على لسان وزير الخارجية الموريتاني محمد ولد بلال الذي قال أول أمس إن القمة تأجلت حتى تنضج الأفكار وحتى تعقد قمة بلا مشاكل، دون مزيد إيضاح، بعد أن أعلن المغرب عن عدم حضور جلالة الملك محمد السادس لقمة طرابلس بسبب المواقف الجزائرية الأخيرة بشأن قضية الصحراء المغربية. وكان الرئيس الجزائري قد صرح يوم السبت الماضي في برقية موجهة إلى زعيم جبهة البوليساريو بمناسبة مرور 32 سنة على إنشاء هذه الحركة الانفصالية عن دعمه لها، مضيفا قوله إننا ملتزمون كما كنا دائما، وسنذهب إلى ليبيا ونحن أوفياء لوعودنا، في إشارة إلى القمة المغاربية التي كانت ستعقد في ليبيا. هذه الخطوة الجزائرية أجهزت على كل ما تم إحرازه من تقدم في الآونة الأخيرة على صعيد العلاقات الثنائية بين المغرب والجزائر في إطار تجاوز مرحلة الخلافات الماضية بسبب مشكل الصحراء المغربية، حيث تحققت خطوات عدة منذ شهر مارس الماضي عندما زار جلالة الملك محمد السادس الجزائر للمرة الأولى للمشاركة في القمة العربية، وانعقاد قمة بين الطرفين خلال تلك الزيارة لوضع آلية جديدة للتعاطي مع الخلافات، حيث تقرر الفصل بين نزاع الصحراء وبين العلاقات المشتركة وبناء الاتحاد المغاربي، وترك ملف الصحراء المغربي يأخذ مساره الخاص في إطار الشرعية الدولية تحت إشراف الأممالمتحدة، لكن لم يمر إلا قليل من الوقت كي تنقلب الجزائر على كل ما تم التفاهم حوله وتعيد الأوضاع إلى سابق عهدها، لينكشف بوضوح الموقف الجزائري السلبي من الاتحاد المغاربي كإطار إقليمي وأن المسؤولين الجزائريين لا يترددون كلما أتيحت الفرصة للنيل من المغرب. وقد رد بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون المغربية على هذه الخطوة الجزائرية المفاجئة بطريقة ديبلوماسية بعيدا عن أي ردود فعل انفعالية، حيث أكد البلاغ على تشبث المغرب ببناء الصرح المغاربي وأشاد بما قامت به القيادة الليبية من أجل إنجاح عقد القمة المغاربية، وأضاف بأنالإعلان عن إعادة الدفءللعلاقات الثنائية والذي تزامنمع القرار المشترك بتشجيع البحث، في إطار الأممالمتحدة، عن حل نهائي لقضية الصحراء، قد خلف حماسا أكيدا ببلدان المغرب العربي كما خلق تطلعا حقيقيا لدى جميع شركاء المنطقة، وعبر عن أسفه للمواقف الجزائرية الرسمية الأخيرة معتبرا أنها تناقض بشكل جلي الدينامية التي تم إطلاقها أخيرا في المنطقة. إدريس الكَنبوري