مرة أخرى، فاجأت القيادة التونسية الجميع بإعلانها أنها ستقرر قبول عقد القمة أو عدمه في بلادها يوم 14ماي الجاري. وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وافق على عقد قمة عربية في تونس خلال الشهر الحالي رغم الخلافات حول قضايا العراق وإسرائيل والمطالب الأمريكية بالاصلاح وهي الخلافات التي أدت إلى إرجاء القمة في مارس. وقال وزير الخارجية التونسي الحبيب بن يحي إن المجلس الوزاري وافق على مقترحات الأمانة العامة بعقد القمة في يومي 22 و23 ماي الحالي ولم يذكر بوضوح مكان الانعقاد. فبعد ثلاثة أيام من الاجتماعات المتواصلة لوزراء الخارجية قال بن يحي إنه بات بوسعهم الموافقة على القمة. وأضاف قائلا إن جدول الأعمال متخم للغاية. وكانت قمة مارس قد أرجئت في آخر لحظة بسبب الخلافات بين الدول الأعضاء حول النزاع في العراق وجهود السلام بين الفلسطينيين والصهاينة والمقتراحات الأمريكية الخاصة بالاصلاح في الشرق الأوسط. ويلاحظ أن جدل القمة العربية يأتي في الوقت الذي تكون فيه الإدارة الأمريكية في وضع حرج، ففي المرة الأولى كانت الإدارة الأمريكية تدافع عن نفسها بأنها لم تعط الضوء الأخضر للإرهابي شارون لاغتيال زعيم حماس الشيخ أحمد ياسين، إذ استنكر العالم بأسره عملية الاغتيال، وكان الرأي العام العالمي ينتظر الرد الذي ستقوم به حماس، حتى أعلن عن تأجيل القمة، فتحول الرأي العام العربي إلى انتظار عقد القمة المجهضة، وكذلك اليوم جاء خبر تأجيل إصدار القرار في مكان القمة ليشوش على الغضب والكراهية التي تحاصر الإدارة الأمريكية الحالية إثر فضائح صور التعذيب. إ.ع