راج عن مصادر فلسطينية أن الوفد الفلسطيني إلى القمة العربية في تونس كان سيضم ممثلين عن حركتي المقاومة الإسلامية حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وقالت المصادر ذاتها، لقناة الجزيرة، إن ذلك قد يكون أحد الأسباب التي أدت إلى إعلان تأجيل القمة. ولم يصدر حتى أمس أي تصريح من قادة حماس يؤكد هذا الخبر. وأكدت مجمل التقارير الصحفية الواردة من تونس نهاية الأسبوع أن هذه الأخيرة ظلت تتشبت بإدانة الإرهاب والحديث عن ثقافة التعايش والسلام العالمي، وتأكد من خلال تلك التقارير أيضا أن تونس لم تكن مستعدة للترحيب بإدانة عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس وزعيم حماس. وعلق قائد حماس بغزة، الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، على خبر تأجيل القمة في حينه بقوله: أتوجه بالخطاب إلى قادة الأمة الذين خذلونا أمس (أي أول أمس)، وشمتوا بنا الأعداء، أقول لهم إذا كنتم قد توقفتم عن الاجتماع بسبب دماء آل ياسين، فدماء آل ياسين ستُسألون عنها يوم القيامة، هي أمانة في أعناق كل مسلم. ودعا الرنتيسي القادة والزعماء في الوقت نفسه إلى إقفال السفارات، والقنصليات والمكاتب التجارية مع الصهاينة، والالتقاء بالقتلة وعلى رأسهم شارون، ومقاطعتهم تجاريا ودبلوماسيا وثقافيا وأمنيا، والمصالحة مع الله، وإعادة الهيبة للأمة والمصالحة مع الشعوب، إذا أرادوا أن يصبحوا أقوياء في وجه أمريكا والكيان الصهيوني. جاءت هذه التصريحات في مهرجان تأبيني للشيخ الشهيد أحمد ياسين أقامه مجلس طلاب الجامعة الإسلامية في مدينة غزة أول أمس الأحد. واستغرب الملاحظون تمسك الرئيس التونسي بحق تونس في استضافة القمة العربية، التي كان من المقرر أن تبدأ أعمالها أمس الإثنين في العاصمة التونسية. وأكد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية التونسية في بيان أمس أن تونس متمسكة بحقها في انعقاد القمة العربية على أراضيها، مشيرا إلى أن محاولة تغيير مكان انعقاد القمة يعد تغييبا للأسباب الحقيقية الكامنة وراء قرار التأجيل!!. وأضاف البيان أن تونس إذ تذكر بموقفها الثابت بخصوص مواصلة التشاور مع الإخوة العرب، تؤكد تمسكها بحقها في احتضان القمة، التي ستنظر في المسائل موضع الخلاف. وكانت مصر قد أعربت في وقت سابق عن دهشتها وأسفها لإلغاء القمة، وأعلنت استعدادها لاستضافتها، وهو ما رحب به عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية. وأشار بيان لرئاسة الجمهورية المصرية إلى أن قرار تونس جاء خروجا على القاعدة التي تم اعتمادها من الملوك والرؤساء العرب بضرورة عقد مؤتمر القمة سنويا خلال شهر مارس من كل عام بصفة منتظمة لمواجهة المسؤوليات والتحديات التي تتعرض لها أمتنا العربية. وقال البيان حيث أن أمتنا العربية تواجه في هذه المرحلة الدقيقة تحديات لا يمكن تجاهلها أو إرجاء بحثها، فإن جمهورية مصر العربية ترى ضرورة عقد تلك القمة على وجه السرعة لبحث القضايا المطروحة على المؤتمر بالتشاور مع الزعماء العرب. وأضاف أن مصر ترحب بعقد مؤتمر القمة في دولة المقر (مصر) في أقرب وقت ممكن يتم الاتفاق عليه. وألقى وزير الخارجية الأردني مروان المعشر من جانبه بشكوك حول سبب تراجع التونسيين عن استضافة القمة. وقال المعشر في أي قمة تكون هناك اختلافات في وجهات النظر لكن هذا لا يعني أن القمة لم تكن تسير نحو نهاية ناجحة. وحول الأسباب التي دفعت تونس لإعلان تأجيل القمة، نقلت وكالة رويترز عن مندوبين شاركوا في الاجتماعات التحضيرية للقمة قولهم إن الرئيس (التونسي) زين العابدين بن علي يريد تقديم أوراق اعتماده الديمقراطية للولايات المتحدة حلا لمشاكل الشرق الأوسط. وربط مندوب خليجي، في تصريحات لرويترز، بين قرار تونس وزيارة بن علي لواشنطن في فبراير الماضي عندما أبلغه الرئيس الأمريكي جورج بوش وقرار التأجيل. فيما قال دبلوماسي عربي شارك في اليومين الأخيرين من الاجتماعات التحضيرية الأمر كله يتعلق بالسياسة التونسية تجاه الولاياتالمتحدة.. المحاولة التونسية لكسب ود الولاياتالمتحدة. وأشارت رويترز إلى أن بعض الزعماء العرب كانوا قلقين من أن القمة قد لا تلبي تطلعات الشارع العربي بإصدار قرارات قوية في قضايا رئيسية مثل احتلال العراق والصراع الفلسطيني الصهيوني. عبد الرحمان الهرتازي