عبر المغرب الخميس الماضي عن عدم تحمسه لزيارة الوزير الأول الجزائري التي كانت يتوقع أن تبدأ يوم غد الثلاثاء وربط ذلك بالظروف غير المناسبة في الوقت الراهن على خلفية التصريحات الأخيرة المعادية للوحدة الترابية. وقال بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون إن المواقف المعبر عنها خلال الأسابيع الأخيرة من طرف السلطات الجزائرية تتعارض بشكل واضح مع أهداف التطبيع الثنائي والتقارب بين الشعبين الشقيقين وإحياء عملية بناء اتحاد المغرب العربي. وأضاف البلاغ الذي توصلت وكالة امغرب العربي للأنباء أن هذه المواقف تتعارض مع الالتزامات الثنائية التي تم التعهد بها على أعلى مستوى، والقاضية بالعمل على تطوير العلاقات الثنائية والمغاربية، مع ترك مسألة البحث عن حل سياسي ونهائي للنزاع حول قضية الصحراء المغربية للأمم المتحدة. وفي سياق ذلك أكد البلاغ سالف الذكر أن الزيارة التي كان من المقرر أن يقوم بها الوزير الأول الجزائري السيد أحمد أويحيى للمغرب مرفوقا بوفد يضم عددا من الوزراء تبدو في الظرف الحالي غير مواتية في انتظار موقف جزائري منسجم وتوضيح النوايا الحقيقية الحالية والمستقبلية للجزائر،فيما يتعلق بعلاقاتها مع المغرب والبناء المغاربي. واستطرد البلاغ بالقول نعتقد أن موقف وزارة الخارجية جاء في محله لأن زيارة الوزير الأول الجزائري لم تكن مناسبة في هذا الوقت الذي تتصف فيه العلاقات الثنائية بالتشنج خصوصا بعد التصريحات المتوالية في الأسابيع الأخيرة للسيد رئيس الجمهورية الجزائرية والتي أكد فيها على ما سماه استقلال أقاليمنا الجنوبية، مستهدفا في الوقت نفسه إفشال القمة المغاربية التي كانت ستعقد في طرابلس، ومتجاهلا القرارات الأخيرة لمجلس الأمن الدولي التي تدعو الأطراف إلى التفاوض من أجل حل عادل ودائم ومتوافق عليه. وتمنت وزارة الشؤون الخارجية أن تحترم الجزائر المشروعية الدولية حتى تعود العلاقات الطبيعية بين البلدين الشقيقين. بلاغ وزارة الشؤون الخارجية لم يرق الجزائر التي بادر وزير الدولة بها بلخادم إلى الإعلان عن تفاجئه بالموقف المغربي. وكان جلالة الملك محمد السادس قد ألغى في ماي المنصرم مشاركته في قمة اتحاد دول المغرب العربي التي كان من المقرر عقدها بطرابلس بسبب تصريحات جزائرية مؤيدة لجبهة بوليساريو. وساد تفاؤل عقب لقاء القمة الذي جمع جلالة الملك محمد السادس بالرئيس بوتفليقة يوم 24 مارس ,2005 على هامش القمة العربية التي احتضنتها الجزائر، إلا أن تصريحات عبد العزيز بوتفليقة الأخيرة التي عبر فيها عن دعم الجزائر لجبهة البولزاريو وعن استعدادها للدفاع عنها في اجتماع القمة المغاربية التي كان يفترض أن تحتضنها ليبيا في الشهر نفسه أعاد العلاقات إلى نقطة الصفر.