أكد الطيب الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أن منع السلطات المغربية دخول ناشطين إسبان إلى مدينة العيون يعود بالأساس إلى كون هؤلاء ينتمون إلى منظمات من المجتمع المدني الإسباني معروفة بتأييدها المطلق لأطروحة انفصاليي البوليساريو، ومناهضتها للمواقف المشروعة للمملكة المغربية في الدفاع عن وحدتها الترابية. وأضاف الفهري، في حديث خص به قناة الجزيرة الفضائية بثته عشية أول أمس الإثنين ضمن برنامج ( لقاء اليوم) أن هؤلاء الأشخاص الذين قدموا إلى المغرب رغم رفض مصالح سفارة المغرب بمدريد الترخيص لهم بذلك، ينخرطون في حملة قوية وراديكالية وعمليات استفزازية تدعو إلى ضرورة حل قضية الصحراء من خلال إنشاء دويلة مستقلة أي تقسيم المغرب، أو التهديد باللجوء إلى عمليات عسكرية. ونفى الفاسي الفهري وجود أي توتر في العلاقات المغربية الإسبانية، موضحا بأنها على العكس من ذلك شهدت في الشهور الأخيرة تطورا هاما وقفزة نوعية على المستويات الاقتصادية والتجارية والثقافية وغيرها. وذكر الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون أن هناك تعميقا للحوار السياسي بين الحكومتين المغربية والإسبانية في نطاق بلورة تصور يتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة الأرومتوسطية، وذلك بالاستناد إلى الاستراتيجية التي حددها جلالة الملك محمد السادس والملك خوان كارلوس ورئيس الحكومة خوسي لويس ثاباثيرو من جانب آخر أشار الفاسي الفهري إلى أن المغرب وجه أخيرا دعوة لوفد يمثل الكورتيس ومجلس الشيوخ الإسبانيين من أجل القيام بزيارة للمغرب والتباحث مع مسؤولين في الحكومة ومع برلمانيين وزيارة مدينة العيون طبقا لمسلسل تعميق الحوار السياسي القائم ما بين المملكتين، معربا عن استعداد المملكة لاستقبال المزيد من الوفود البرلمانية سواء من أروبا أو أمريكا أو غيرها. وفيما يتعلق بالعلاقات المغربية الجزائرية ذكر الطيب الفاسي بالزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس للجزائر في مارس الماضي بمناسبة انعقاد القمة العربية والتي اتفق خلالها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على استراتيجية شاملة تؤكد على إعطاء نفس جديد للعلاقات بين البلدين، والعمل سويا على تفعيل اتحاد المغرب العربي، ومنح الفرصة للأمم المتحدة لكي تتوصل من خلال جهودها وبالتعاون مع الأطراف المعنية إلى حل سياسي ونهائي للنزاع المفتعل حول الأقاليم الجنوبية للمملكة. وعبر الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون عن أسفه للمواقف والتصريحات الجزائرية الراديكالية الأخيرة التي جاءت قبل أيام قليلة من انعقاد القمة المغاربية بطرابلس، موضحا أن هذه المواقف المعبر عنها بالخصوص في الرسالة التي وجهها الرئيس بوتفليقة الى رئيس الجمهورية المزعومة ذهبت إلى أبعد مما كان يميز الموقف التقليدي للجزائر القاضي بضرورة احترام مبدأ تقرير المصير إذ أضحت تدعو إلى إقامة دولة صحراوية مستقلة وهو وما يعني تقسيم المملكة المغربية. وشدد الطيب الفاسي الفهري على أن المواقف الجزائرية تتناقض مع الروح المغاربية المشتركة ومع روح الوحدة والاندماج من جهة، ومع التزام الجزائر بترك قضية الصحراء بين أيدي الأممالمتحدة من جهة أخرى، مبرزا أن المغرب ينظر إلى المستقبل بروح إيجابية وسيبحث من أجل تطبيع العلاقات مع الجزائر الشقيقة وإعطاء الفرصة لاتحاد المغرب العربي كما سيبحث مع الأممالمتحدة، ومع جميع الأطراف بغية التوصل إلى حل لقضية الصحراء المغربية. وجدد المسؤول المغربي رفض المغرب لمخطط بيكر الثاني الخاص بالصحراء لما يشكله من خطورة على المصالح العليا للبلاد، معربا في الآن نفسه عن استعداد المغرب للتفاوض مع جميع الأطراف من أجل التوصل إلى حل سياسي متفاوض بشأنه في إطار احترام السيادة والوحدة الترابية للمملكة ومقدساتها، وهو الاستعداد الذي عبر عنه جلالة الملك محمد السادس عدة مرات في نطاق وتصور يفوض لأبناء الأقاليم الجنوبية صلاحيات فعلية لتدبير شؤونهم المحلية في ظل سيادة المغرب ووحدته الترابية . وفيما يتعلق بدعوة العقيد معمر القذافي للمغرب بالعودة إلى المحفل الإفريقي، قال الفاسي الفهري الوزير المنتدب في الشؤون الخارجية والتعاون، على الرغم من الانتماء الإفريقي المتجذر للمغرب وللروابط التاريخية المتنوعة التي تجمعه مع أغلب البلدان الإفريقية، فإنه يصعب مع كامل الأسف على المملكة المغربية أن تنضم إلى الاتحاد الإفريقي الذي يتمادى حتى الآن في عدم احترام الشرعية الدولية لكونه يقبل ضمن عضويته جمهورية وهمية لا تتوفر على مقومات الدولة. وأعرب الفاسي الفهري عن أسفه لاستمرار الأسباب التي كانت وراء انسحاب المغرب من منظمة الوحدة الإفريقية مبرزا أن لجلالة الملك طموحا كبيرا في تعزيز وتقوية علاقات المغرب مع دول القارة الإفريقية، وهو ما تجسد من خلال زيارات جلالته لعدة دول إفريقية وذلك في نطاق الدفع بالتعاون جنوب - جنوب ووضع تجارب المغرب في مجالات مختلفة رهن إشارة البلدان الإفريقية. وم ع