كشفت وزيرة الخارجية الأمريكية هلاري كلينتون في خطاب ختامي لها بمنتدى المستقبل يوم الثلاثاء 3 نونبر 2009 عن معالم مشروع ضخم لاختراق المجتمع المدني في المغرب والعالم الإسلامي، يضم تخصيص منح مالية مخصصة لمنظمات وجمعيات المجتمع المدني كتقديم 12,5 مليار دولار للتنمية الدولية الجديدة لتعليم الشباب في المغرب، بالإضافة إلى دعوة هيآت المجتمع المدني المشاركة في المنتدى إلى قمة كبرى لمشاريع الأعمال التجارية الحرة في واشنطن يحضرها الرئيس أوباما. واعتبر عبد الاله المنصوري في تصريح للتجديد أن لجوء الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى المجتمع المدني من أجل اختراق العالم العربي والإسلامي هو إعلان لفشل اعتمادها على الأنظمة العربية، مؤكدا أن الإدارة الأمريكية لو كانت تريد تطبيق الإصلاح الديمقراطي في المنطقة لرفعت يدها على الأنظمة الاستبدادية التي تدعمها.وأكد المنصوري رئيس الخلية المغربية لمناهضة منتدى المستقبل أن الارتكاز إلى حوار الأديان هو مدخل لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، وجعل وجوده في المنطقة طبيعيا، مضيفا أن الدليل على ذلك هو عدم وجود صراع للأديان في المنطقة؛ وإنما وجود صراع مع كيان لا يمثل اليهودية في شيء، وهو الكيان الصهيوني. وأكد المنصوري أن هيآت المجتمع المدني التي يتم دعمها لا تتمتع بأي امتداد جماهيري، وهي نخبوية، مما سيؤدي بهذا المخطط الجديد إلى الفشل. وأعلنت هيلاري كلينتون عن مبادرات في صالح المؤسسات الصغيرة وإحداث مناصب الشغل ودعم الاستثمار في التكنولوجيا وتطوير التبادل التربوي والمساعدة في تكوين المرأة، وإطلاق مشروع المجتمع الدولي2 الرامي إلى تجسيدها على الميدان ببرامج مختلفة في مجالات الإعلام والتربية والتكوين في إفريقيا والشرق الأوسط. وأفصحت عن مبادرة إقامة الحوار بين الأديان الذي قد يتجسد من خلال لقاءات نصف سنوية على مستوى الحكومات والتنظيمات والقطاع الخاص. ذلك ما يذكّر بمشروع الشرق الأوسط الكبير الذي دعا إليه بوش في عهده وقُبر. وتشارك في منتدى المستقبل دول المجموعة الثماني (ألمانيا، كندا، الولاياتالمتحدة، فرنسا، إيطاليا، اليابان، بريطانيا وروسيا) ودول إفريقيا الشمالية والشرق الأوسط والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية. واحتضنه المغرب بمشاركة إيطالية في دورته السادسة بمراكش.