دعا عبد الإله بنكيران الجمعة الأخيرة المغاربة إلى إبقاء القضية الفلسطينية حية في قلوبهم، معتبرا أن الدفاع عنها واجب على الجميع لكونها جزء لا يتجزأ من أرض الإسلام، ودعا في الوقفة التي نظمتها حركة التوحيد والإصلاح والمبادرة المغربية للدعم والنصرة إلى مساعدة المرابطين في المسجد الأقصى؛ الذين تخلوا عن عملهم من أجل الدفاع عن الأقصى. وأعتبر بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية وعضو المبادرة المغربية للدعم والنصرة، أن تحطيم باب الغاربة في المسجد الأقصى من قبل الصهاينة يرجع إلى كون المغاربة كانوا يهبون أكثر من غيرهم من الشعوب لكل نداء جهاد في العالم، مضيفا أن المغرب ليس دولة هدفها المأكل والمشرب واللهو واللعب كما يريد لها الحداثيون الجدد، وإنما هدفها أن تحمي الإسلام في ديارها وفي الديار الأخرى، شاء من شاء وأبى من أبى. وثمن بن كيران صفقة الحرائر التي أدت إلى إطلاق سراح 20 أسيرة مقابل دقيقتين تثبتان وجود الجندي الصهيوني جلعاد شاليط على قيد الحياة، معتبرا أن هذه هي بداية الطريق، وأنها تؤكد أن الصهاينة لا يعرفون إلا منطق القوة والمدافعة والمغالبة، وليس في قاموسهم شيء اسمه الإنسانية أو الرحمة، ولا يتراجعون إلا أمام القوة الحقيقية، كما أدان بنكيران أن موقف السلطة الفلسطينية وعلى رأسها عباس أبو مازن بعد طلبها بتأخير عرض تقرير كولدستون حول حرب غزة إلى مارس المقبل، معتبرا أن ذلك يشكل تواطؤا وانصياعا لضغوط أمريكية وصهيونية خوفا من الحرمان من الدعم الذي تتلقاه السلطة. من جانبه اعتبر محمد الحمداوي رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن الوقفة التي دعت إليه الحركة بتنسيق مع المبادرة المغربية للدعم والنصرة تأتي في إطار نداء موسع إلى جميع المغاربة، وفي إطار الوقفات التي تنظم على مستوى العالم العربي والإسلامي، وهي استجابة للنداء الذي دعت إليها مؤسسة القدس الدولية التي تعد حركة التوحيد والاصلاح عضو أمانتها العامة، مضيفا في تصريح لجريدة التجديد أنها استجابة وتفاعل مع ما يعيشه المسجد الأقصى والقدس عموما، والأصل في هذه الوقفات أن تبقى القضية حية في قلوب المغاربة صغارهم وكبارهم، ما دعا إلى مساندة الفلسطينيين بشتى الأشكال الممكنة. واستنكر بن كيران وجود 11 ألف أسير محرومين من رؤية أهاليهم، والحصار الذي يعيشه أهالي قطاع غزة من قبل الصهاينة من جهة ومن قبل النظام المصري من جهة أخرى، في ظل أوضاع معيشية صعبة، والهجوم على الفلسطينيين في الضفة الغربية في بيوتهم في كل لحظة وحين، والظروف الخطيرة في أراضي 48 يعيشون، في ظل وجود مليار و300 ألف مسلم بثروات وجيوش وإمكانات هائلة. واعتبر بن كيران أن الذي باع القضية الفلسطينية بهذه الطريقة فقدها وانتقلت ملكيتها إلى الذي يناضل ويجاهد ويقاوم ويعتز بنصر الله، مضيفا أن في التراجعات حدودا وهناك أشياء لا تباع، وهؤلاء فقدوا تمثيل الشعب الفلسطين. ودعا بن كيران إلى مناصرة القضية الفلسطينية معتبرا أن هناك رجالا مقتنعين بأن الموت في سبيل الله خير من حياة الذل، وأن فلسطين تستحق أن يضحى من أجلها بكل شيء، من أمثال رائد صلاح وإسماعيل هنية، الذين لا يمكن أن يقبلوا هذه الصفقات المخزية. واعتبر بن كيران أن الوجود الصهيوني على الأراضي الفلسطينية مسألة وقت، مستندا إلى كون الوجود الصليبي لم يستعطع الصمود إلا ل88 عاما، في حين أن الوجود الصهيوني لم يكمل بعد هذه المدة، مضيفا أنه حتى وإن أكملها فسيخرج منها لا محالة لأننا أصحاب الحق، ولأن الصهاينة أصحاب الباطل، مضيفا أن اليهود لا يستحقون أن يحكموا فلسطين لكونهم ظلمة مفسدين، ونحن نحسن إليهم وهم إلينا يسيئون، معنى ذلك أن أمرهم إلى خراب ما دامت تسندهم القوى الاستكبارية وقوى الطغيان، ولا شك أن الانتصار قادم. وعرفت الوقفة رفع شعارات منددة بالتطبيع وداعية إلى دعم الفلسطينيين في مقاومتهم للإحتلال، ومنددة بالموقف العربي الرسمي كما دعت الوقفة التضامنية إلى تحرك شعبي واسع دعما لصمود المقدسيين وتنديدا بالسياسة الصهيونية التهويدية تجاه المسجد الأقصى من جهة أخرى وفي مدينة تزنيت اعتقلت قوات الأمن رفقة القوات المساعدة بتيزنيت ستة مواطنين (العدل والاحسان) على إثر محاولتهم تنظيم وقفة تضامنية مع الأقصى المبارك بعد صلاة مغرب يوم الجمعة بمسجد شارع سيدي عبد الرحمن، وقد كانت قوات الأمن معززة بالقوات المساعدة والعديد من رجال السلطة وأعوانها الذين لم يغادروا المكان إلا بعد أداء المواطنين صلاة العشاء، والعمل بشكل سلس على تنحية المواطنين من أمام باب المسجد تحسبا لإعادة تنظيم الوقفة التضامنة، وقد استمر اعتقال المواطنين الستة بمخفر الشرطة أكثر من ثلاث ساعات ليطلق سراحهم في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا من نفس اليوم يذكر أن قوات الأمن والقوات المساعدة ومختلف أجهزة السلطة كانت ترابط بجميع بوابات مساجد المدينة مباشرة بعد صلاة الجمعة تحسبا لتنظيم أي وقفة تضامنة محتلمة. كما نظمت حركة التوحيد والإصلاح وجماعة العدل والإحسان والحركة من أجل الأمة وحزب العدالة والتنمية وبعض الفعاليات الجمعوية والنقابية بوجدة وقفة تضامنية مع المسجد الأقصى الذي يتعرض لاتتهاكات الصهاينة. خلال هذه الوقفة التي نظمت بساحة 16 غشت بشارع محمد الخامس، ردد الحضور شعارات حماسية مساندة للمقاومة الفلسطينية ومنددة بمبادرة محمود عباس الأخيرة. كما نظمت حركة التوحيد والإصلاح وحزب العدالة والتنمية بمقاطعة سيدي مومن بعد صلاة الجمعة الماضية بمسجد الحامدين بكريان الرحامنة وقفة احتجاجية للتعبير عن الغضب الشعبي في وجه ما يحاك ضد المسجد الأقصى المبارك وسائر المقدسات الإسلامية بأرض الإسراء والمعراج، وتنديدا بالانتهاكات الجبانة على حرمة المسجد الأقصى المبارك وشجبا للاعتداءات الشنيعة على المصلين وتضامنا مع النداء العالمي لمؤسسة القدس الدولية، تحت شعار جميعا من أجل حماية الأقصى المبارك حسب بلاغ الحركة والمنظمة. وتدخلت قوات الأمن ببني ملال الجمعة الأخير أمام مسجد الصفا بشارع 20 غشت لتفريق وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني نظمتها جماعة العدل والإحسان، وقال بلاغ للجماعة توصلت التجديد بنسخة منه إن الاحتجاج هو تضامن مع الشعب الفلسطيني لنصرته على ما يتعرض له المسجد الأقصى المبارك من هجمات صهيونية شرسة. واستنكر البلاغ الهجوم الوحشي على المسجد الأقصى ووصفه بالجبان، ودعا إلى الوقوف للتنديد به، كما أكدت جماعة العدل والاحسان في بيان لها أن الجامعة نظمت وقفات احتجاجية في العديد من المدن المغربية عرفت حضور أعداد كبيرة من المصلين.