بسم الله الرحمن الرحيم: أنا فتاة جامعية أبلغ من العمر 24 سنة، لا أعمل، ومتزوجة، ولدي طفل عمره سمة. سؤالي هو: كيف أتغلب على النقد .. فأنا أتأثر كثيرا عندما ينتقدني أحد ما، وإن كان على حق فأنا أفضل أن أبقى على خطئي، وأن لا أستجيب لنقده، وأدري أن هذا خطأ ولكنني أعاند دائما من ينتقدني، فكيف أتغلب على شعوري بالنقص كلما سمعت من يعلق علي .. فأنا أحزن كثيرا وأقول لمَ يتدخل الناس بشأني .. ويحاولون إصلاحي برغم أن عيوبهم كثيرة. سؤالي الثاني: ما زلت بلا عمل وزوجي ليس بميسور الحال وهو يرغب بأن أعمل، في حين أنني متخوفة لأنني أشعر بأنني سأكون المصدر المنفق في المنزل بحجة أن راتبي أكبر من راتبه في حال إذا عملت، كما أنني أتأثر من المسائل المادية ودائما أشعر باستغلال الناس لمن يملك المال، فلا أريد أن أكون بهذا الموقع .. فهل أقبل الوظيفة؟ .. وإن قبلت كيف أمنع زوجي من الاتكال علي؛ علما بأنه لا يجبرني على شيء ولكنه سيأخذ بالحن والتحايل؟ مشكلتك هي الشعور بالنقص أولا فيما يتعلق بالنقد أقول إنك تقومين بخطإ لغوي يؤثر على السلوك النفسي، ذلك أنك تمزجين بين مفهوم النقد ومفهوم الشعور بالنقص، إذن أول تقنية وهي أن تركزي على حقيقة النقد من جهة، وعلى حقيقة الشعور بالنقد من جهة أخرى. وأعتقد شخصيا بأن المشكل الذي تعانين منه ليس مشكل النقد ولكنه مشكل الشعور بالنقص الذي هو مرتبط عادة بالبحث عن المكانة الاجتماعية. وأنت حينما ينتقدك الآخر تشعرين وكأنك تفقدين مكانتك الاجتماعية بالرغم من أن النقد مرتبط بتغيير السلوك السلبي إلى إيجابي. أما الشعور بالنقص فهو يرتبط بإحساس دفين أن الآخرين أفضل منك. وهكذا حينما تنتقدين بدل أن تركزي على مفهوم النقد فإنك تركزين على قائل النقد، بمعنى بدل أن تأخذي الكلام بغض النظر عن قائله فإنك تقومين بمقارنة نفسك مع القائل مقارنة السلوك بالسلوك. لهذا أعود للقول بأنه عليك أن تفرقي على مستوى الإحساس بين النقد والشعور بالنقص. أما فيما يتعلق بعملك فهذا بالطبع يعود إليك، ولكني أعتقد أنه لو كانت الحاجة المادية مهمة فيجب أخذها بعين الاعتبار، ومصارحة زوجك بالصيغة التي ستتعاونين معها في ترتيب البيت؛ مع بقائك على حق الاستقالة لو أحسست بأن هاته الوظيفة لا توفر لك الشعور بالرضا النفسي.