كيف أحيا من جديد؟ أنا مطلقة، أبلغ من العمر 19 سنة، وقبل ذلك كنت أتابع دراستي في مستوى الباكلوريا، وكنت متفوقة، وشاءت الأقدار أن يتقدم لخطبتي رجل (وحاشاه أن يكون رجلا)، مستواه المادي جيد ومغري، فاعتبر أهلي أن باب السماء قد فتحت لي، وبدأوا يضغطون علي ويوسوسون لي بأنني إذا رفضت الزواج به، وفضلت متابعة الدراسة، فإنني سأندم بشدة لعدم وجود فرص الشغل، المهم بعد إلحاح منهم قبلت، وتم الزواج، لكن ومنذ اليوم الأول اكتشفت أن زوجي ليس من طينة البشر، بل وحش كاسر، ولكم أن تتخيلوا مدى العذاب الذي قاسيته ليلة عرسي (الدخلة) بحكم ممارساته الشاذة جدا، وبعد الزواج، كان يطلب مني أشياء أخجل من ذكرها، وعندما أرفض يذيقني ألوانا من العذاب النفسي والجسدي، لدرجة أنني كنت أصاب بانهيارات عصبية، دون أن أستطيع البوح لأحد بما أقاسيه، فزوجي كان مدمنا على مشاهدة أفلام الجنس، ويطلب مني تقليدهم في كل حركاتهم، وعندما فاض بي الكيل، طلبت الطلاق، فوافق بسهولة لأنني لست الزوجة التي تملأ عينه، وفعلا تم الطلاق، وخرجت منه بجروح نفسية من الصعب أن تندمل، سيما وأنني صرت أحمل لقب مطلقة بعد 7 أشهر من الزواج، لقب لم أكن لأطمح إليه لو أن زوجي كان بشرا، أضعت دراستي، وفقدت ثقتي في كل البشر، ولا أخفيكم أنني لولا خوفي من الله لوضعت حدا لحياتي، فأرجو أن تساعدوني لأعيد معنى لحياتي، وأعتذر على الإطالة. عزيزتي: الحياة امتحان كبير، فقد يمتحن الإنسان في صحته، أو عقله، أو حياته الزوجية، كما أن الإنسان في هذه الدنيا يخرج من امتحان ليدخل في آخر، وأنت مررت بامتحان عسير ولكن ليس هو الأعسر، فلا تعتقدي بأن ما عشتيه هو أعسر شيء أو أكثر عذابا، بل هناك معذبون ومبتلون أكثر منك، على الأقل أنت ما تزال فرصة الحياة بين يديك، رغم ما قاسيته، يمكنك أن تعودي للدراسة، وأنصحك أن تعودي للدراسة وتنكفئي عليها من جديد، وتهتمي بتكوين شخصيتك، فهذه التجربة التي عشتها ستزيدك صلابة، وستقوي شخصيتك، وستجعلك أكثر نضجا. فأنت دخلت إلى مدرسة اسمها الزواج، ليس فيه تكافؤ بين الزوجين، وقد كان خطأ كبيرا من والديك ومنك أيضا لأنك قبلت على كل حال، إذ كان من الممكن أن ترفضي بقوة، لكن قدر الله وما شاء فعل، فلن يهرب الإنسان من قدره، ولعل الله يجعل لك خيرا فيما بعد، والطلاق ليس عيبا ولكنه حل، وهو شرع، فكما شرع الله الزواج شرع الطلاق، لكي لا يبقى الإنسان معلقا مدى حياته، فأنت تخلصت من جزء من حياتك كان بمثابة كابوس، لذلك عليك الآن إقناع نفسك بأنك تخلصت من ذلك الكابوس، فيجب أن تخرجي بشخصية أقوى وأكثر صلابة، وبقدرات على مواجهة الحياة بشكل أكبر، لذلك أرى أن تعودي إلى دراستك، وحاولي أن تنسي هذا الموضوع ولا تفكري فيه كثيرا، وأقنعي نفسك بأن ترجعي إلى الأشياء التي حرمت منها في فترة الزواج وتمنيت أن تفعليها، فأنت مازلت صغيرة السن، ويمكنك أن تتداركي ما فات، لكن إذا لم تستطيعي التغلب بمفردك على هذه المآسي، أنصحك بأن تلجئي إلى طبيب نفسي، وإذا كانت إمكانياتك المادية ضعيفة، يمكنك الاستعانة ببعض المراكز والجمعيات التي تعنى بقضايا الزواج والطلاق وبإعادة الأمل للذين فقدوه.. وكذلك يمكنك أن تلجئي إلى مراكز التطبيب النفسي التابعة لمستشفيات الدولة، ويمكنك أيضا أن تبحثي عن صديقة مؤمنة، تبوحين لها بمشاكلك، وستأخذ بيدك، وتعينك على تخطي هذه المرحلة الصعبة. وتذكري أخيتي أولا أنك خرجت من هذا الكابوس، ثاني شيء أنك مازلت صغيرة والمستقبل أمامك، وثالث شيء أنك لم تخرجي من هذا الزواج الفاشل بأطفال تتحملين عبئهم وأنت بعدُ صغيرة، لذلك ابدئي حياتك بنفسية جديدة وأمل كبير وأسأل الله أن يأخذ بيدك ويعينك على أن تري الدنيا من جانب آخر، انظري إلى كل يوم حين تشرق الشمس، وقولي لا بد أن الشمس تشرق لأن هناك أمل جديد. أجابت عنها:الأستاذة نعيمة بنيعيش *** أهم شيء أنك خرجت من هذا الكابوس كيف أتغلب على عناد طفلتي؟ أنا أم لطفلة تبلغ من العمر 3 سنوات، عنيدة جدا وبشكل لا يتصور، ولا تسمع الكلام، حتى أننا إذا كنا في مجلس عائلي مثلا، تثير الانتباه لشدة عنادها، فمثلا إذا أمرتها بألا تلعب بشيء قد يسبب لها أذى، تصرخ وترفض ترك ذلك الشيء، وأحيانا كثيرة عندما أضربها، تقابل ذلك بصراخ عنيف وترفض الانقطاع عن البكاء حتى أستسلم وأتركها وما تريد، إذا أخذتها معي للتسوق مثلا، وأعجبت بشيء وأرادت أخذه، أضطر لشرائه حتى لا تفضحني بصراخها، وإذا لم يكن معي ثمن ذلك الشيء، ترفض الخروج من المحل وتصرخ وتبكي وفي كثير من الأوقات تسقط أرضا وتفرك يديها ورجليها، فأضطر لحملها وهي توجه لي اللكمات وسط أنظار الجميع، لقد حيرتني معها، حتى بدأت أفقد أعصابي وأضربها ضربا مبرحا، وأرميها بكل ما أجده أمامي لدرجة أنني تسببت لها في جرح غائر في رأسها استدعى الخياطة، أنا أشعر بأن حلقة مفقودة بيني وبينها، مع أنني أحاول إرضاءها بكل جهدي فهي الوحيدة لدي، لكن عنادها وقسوحية راسها ولم أجد خيرا من هذه العبارة تثير أعصابي سيما إذا كانت أمام الأغراب، فهل من خطة علمية لمواجهة عناد الأطفال؟ أم ندى (الدارالبيضاء) ثمة حاجة عند طفلتك تحتاج إلى إشباع إن أول ما ينبغي استحضاره ونحن نتحدث عن مشاكل الأطفال هو أن مرحلة الطفولة مرحلة بالغة الحساسية في بناء شخصية الإنسان وصياغتها، فإن دراسة النمو النفسي لطفلك أخي الأب،أختي الأم ليعد أمرا في غاية الأهمية حتى تحسنا القيام بوظيفتكما تجاهه، فيصبح بحول الله تعالى فاعلا في مجتمعه، صانعا لمستقبل أمته، مكتوبة أعماله في صحيفته وصحيفتكما. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث وعد من بينها ولدا صالحا يدعو له. وهذا سر استحقاق الوالدين لدعاء الابن لوالديه. قال تعالى وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا. أتيت بهذا التقديم خ ونحن في معرض محاولة حل مشكلة السائلة الكريمة خ للتأكيد على أن تربية الطفل عمل، وأن كل عمل إلا ويسبقه علم، ومن ثم فتربية الطفل فن قائم بذاته يتطلب ذكاء وخبرة وجهدا، وقبل ذلك وأثناءه وبعده عون الله وسنده اقتداء بالصالحين من عباده وإمائه الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما. أعود لأقول إن ما تعانينه أختي ومعك أمهات كثيرات- من عناد طفلك قد يكون مرده إلى نقص في حاجة معينة لم تشبع لديه مما يدفعه لسلوك العناد والمعارضة والإزعاج خاصة حين وجود الضيوف والشغب في الأماكن العمومية الذي يجد فيه إشباعا لذلك النقص، لذا فسلوكه هذا هو بمثابة رسالة مشفرة مفادها أن ثمة حاجة عنده لم تشبع وواجبك عوض البحث عن أعراض المشكلة - التركيز على أصل المشكل، مع التنسيق مع الزوج ولا بأس من استشارة ذوي الخبرة في الموضوع. والله الموفق وعليه التكلان. أجاب عنها: الأستاذ حسن رقيق **** كيف أتواصل مع زوجي؟ ابحثا عن اهتمامات مشتركة سؤالي سيكون مباشرا: كيف يعود الحوار بين زوجين قضيا أكثر من 10 سنوات من الزواج، مر أغلب فتراته في أجواء مشحونة وفي كثير من المشاكل، فالحوار بيننا كأنه حلم .. واللقاء الذي يدور بيني وبين زوجي لايتعدى كلمات جافة وبسيطة.. لا أخفيكم لقد بدأ الملل يدخل إلى قلبي وأنا أخشى أن أضيع. (عائشة ف) يمكن القول بأن عملية التواصل تعتمد على عنصر الحافزية بدرجة أولى، بمعنى أن على الزوج أن يعي بأهمية التواصل حتى يستطيع أن يمارس عملية التواصل. فالعديد من الأزواج يعتقدون أن التواصل هو فقط كلام، وأن الكلام لا معنى له. إذن نقول أولا يجب أن تحاولي إقناعه بأن التواصل هو مهم ليس لك فقط ولكن للجميع. ثانيا: أن تقومي بملاحظة نوعية الخطاب الذي يدور بينكما، فعادة ما يؤثر الخطاب الذي يحمل فقط كلمات افعل لا تفعل اشتر.. هذا يؤدي إلى قطع عملية التواصل. كما أن الخطاب الذي يحمل اللوم يؤدي حتما إلى قطع التواصل. فهذه العناصر عندما تزال من الخطاب اليومي تساعد على الرجوع شيئا فشيئا إلى الحوار. أما من جهة أخرى، فعادة أيضا ما تؤدي العلاقة الروتينية إلى قطع التواصل، لهذا ننصح بأن تبحثي عن عوامل جديدة لإحياء عملية التواصل ومنها مثلا السفر معا، البحث عن أنشطة تقومان بها معا أو مع الأطفال، أن يكون لكما نفس الأصدقاء، إحياء العلاقات الأسرية، إيجاد بعض البرامج التلفزية الهادفة التي يمكن أن تتحاورا بخصوصها. أجاب عنها:د. لطفي الحضري **** كيف أمنع بوادر الغيرة بين طفليَّ؟ اشركي طفلتك في الاهتمام بطفلك القادم أنا حامل في شهري الثامن، ولدي طفلة تبلغ من العمر سنتين، متعلقة بي تعلقا شديدا، ولا تفارقني أبدا، لدرجة أنني أجد صعوبة كبيرة في تركها مع المربية لألتحق بوظيفتي، وما يشغل بالي الآن، هو كيف سيكون الوضع بعد مجيء الطفل الثاني؟ كيف أستطيع أن أخفف من درجة تعلقها بي، سيما وأن والدها كثير السفر بحكم عمله، ولا يستطيع أن يقابلها أو يعتني بها، كما أنني أسكن في مدينة، وأهلي وأهل زوجي يقيمون في مدن بعيدة عنا، فأرجو أن أجد عندكم حلا لمشكلتي، فأنا لم أكن أرغب في الحمل حتى تصل ابنتي إلى سن التمدرس، لكن قدر الله أن أحمل، فكيف أربط علاقة حميمة بين طفلتي وطفلي القادم، ونتفادى العداوة أو الغيرة. أم دعاء مراكش تعلق الطفل بالأم في السنوات الأولى من عمره طبيعية وهامة جداً في نفس الوقت، والأهم كيفية تعامل الأم مع هذه الحالة، فيتوجب عليك كأم هدفك الأكبر تربية طفلك بشكل تربوي سليم، أن تعلميه الاستقلالية منذ ولادته، قد يظن البعض أن الأمر صعبا، ولكنه في غاية السهولة لو مارسته الأم بإيمان، فالطفل عندما يولد يكون كثير الصراخ، وسلوك الأم تجاه هذا الصراخ يشكل سلوك الطفل مستقبلا، فالطفل عادة يحب حضن الأم، ويرغب بذلك في كل الوقت، وتلبية ذلك خطأ تربوي عواقبه تعلق الطفل الشديد بالأم مستقبلاً، لذلك على الأم إشباع الطفل بإرضاعه وتهيئة مكان نظيف وهادئ في سريره، والمحافظة على نظافته وتركه في بيته الآمن أي سريره، لأن ليس له حاجة بعد ذلك لحضنها، فإن صرخ لا تهتم بصراخه وتتركه يصرخ فالأمر يعلمه الاستقلالية، طفلتك تحتاج أن تدربيها على الاستقلالية تدريجيا، وإن رفضت قابلي رفضها بإرادة تربوية لصالح شخصيتها. أما عن غيرة الطفل من المولود الجديد، فهذا أمر طبيعي أيضا، وعلى الأم أن تحاول إشراك طفلها بالاهتمام والتشوق للطفل الجديد وإشعاره أن المولود الجديد سيكون عوناً له في الحياة، وأن عليه مساعدته لأنه الأصغر، ولا يمتلك القدرة على رعاية نفسه، بذلك يشعر طفلك أن المولود الجديد لا يشكل مشكلة له أو لمكانته بين والديه، وأن المولود الجديد سيساعده في إثبات الذات وتحقيقها في الاهتمام به. أجابت عنها:ذة. وفاء أبو موسى