في مسلسل تأجج ولا يريد أن ينتهي بعدما تسلمت حكومة علاوي السيادة، اغتال مجهولون بالرصاص أمس الثلاثاء مسؤولا حكوميا آخر، وقد قتل مقرر محافظة البصرة (جنوب العراق) بالوكالة، حازم توفيق عيناشي، مع اثنين من حراسه الشخصيين، بينما كان في طريقه إلى مكتبه، حسبما ذكر ابنه عصام عيناشي لوكالة فرانس برس". وكان عيناشي قد شغل منصب نائب لمحافظ البصرة لكنه أصبح مقررا للمحافظة، وما زال منصب محافظ البصرة ثاني أكبر المدن العراقية بعد بغداد، شاغرا بعد تعيين محافظها السابق القاضي وائل عبد اللطيف وزيرا لشؤون المحافظات في الحكومة العراقية الجديدة في يونيو الماضي. وجاء ذلك أيضا متزامنا مع تواصل مسلسل الهجمات بالسيارات المفخخة، إذ تم هجوم بسيارة مفخخة على مركز للشرطة جنوبي بغداد خلّف 15 قتيلاً و62 جريحاً، واغتيال مستشار للأمن القومي بوزارة الدفاع العراقية وقتل ضابطي شرطة في حادثين منفصلين، مما رفع حصيلة القتلى العراقيين حتى صباح أمس إلى 80 قتيلاً وجريحاً، في وقت لقي جندي بريطاني مصرعه وأصيب آخران إثر تحطم مروحية عسكرية بريطانية في البصرة جنوب العراق أمس. في غضون ذلك، قالت الأنباء إن رئيس الوزراء أياد علاوي طلب من الأردن تقديم المساعدة القصوى في الحرب على المقاتلين الأجانب وفلول نظام الرئيس السابق صدام حسين، واتهم دولاً مجاورة بمحاربة الولاياتالمتحدة على الساحة العراقية، وحذرها من انتقال الاضطرابات إليها. وقال مسؤول أمني رفيع لرويترز إن رئيس الوزراء العراقي أياد علاوي، الذي وصل إلى عمان أول أمس في مستهل جولة في المنطقة، أجرى مباحثات مع ملك الأردن عبدالله الثاني، ورئيس وزرائه فيصل الفائز. وأشار إلى أن علاوي طلب مساعدة الملك في سحق >متشددين إسلاميين أجانب وفلول نظام صدام حسين<، وأضاف أن علاوي، الذي يحتفظ بعلاقات حميمة مع المؤسسة الأمنية الأردنية، يريد الاستفادة من خبرة الأردن الطويلة في محاربة المتطرفين >باعتبار أن البلدين يواجهان عدواً مشتركاً<، خصوصاً أن عمان تخشى أن يمتد العنف المتصاعد في العراق إلى أراضي المملكة. وأبلغ العاهل الأردني علاوي أن أمن المملكة جزء من أمن العراق. وفي تناغم مع رئيسه في الحكومة الانتقالية، اتهم وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أول أمس بعض دول الجوار من دون أن يذكرها بالاسم، بأنها تريد تصفية حسابات مع الولاياتالمتحدة على أرض العراق. وقال عقب إعلانه عن تعيين 43 سفيراً جديداً يتولون الممثليات الدبلوماسية العراقية في الخارج، إنه سيجري محادثات صريحة مع دول الجوار الست ومصر خلال اجتماع القاهرة اليوم الأربعاء، وأضاف أنه سيؤكد ضرورة بذل جهود مشتركة لضمان أمن حدود العراق، ومحاربة الإرهاب والاضطراب الأمني. وأشار زيباري، حسب ما ذكرت الأنباء، إلى أن بعض هذه الدول قد تسعى إلى محاربة أمريكا على أراضينا وفي نهاية المطاف سندفع ثمن ذلك. وحذر هذه الدول بأنه إذا لم يتم احتواء الاضطرابات وعدم الاستقرار في العراق فإنها ستتفاقم وتنتقل إليهم. الهرتازي