يواصل المنافسون الخمسة للرئيس الجزائري المنتهية ولايته عبد العزيز بو تفليقة حملاتهم للانتخابات الرئاسية، لكنهم يجدون صعوبة بالغة في مقارعة المرشح الاوفر حظا للفوز في انتخابات التاسع من أبريل لأن أنصاره يخصصون امكانيات ضخمة لاعادة انتخابه. وهؤلاء المنافسون الذين يحاولون منع الرئيس من الفوز بولاية ثالثة على التوالي، يفعلون كل ما في وسعهم منذ بدء الحملة الانتخابية في 19 مارس لإيصال أصواتهم الى الناخبين، وهم يشكون منذ الآن من ضعف إمكاناتهم المالية، ولا سيما أولئك الذين لا يتمتعون من بينهم بدعم فعلي من أي حزب عريق. وتمنح الدولة كل مرشح مبلغ 15 مليون دينار (150 ألف يورو) لحملته الانتخابية، لكن هذا المبلغ غير كاف على الاطلاق لتغطية مصاريف التجمعات الانتخابية والملصقات وتحديث الموقع الالكتروني، على ما قالت سعاد ليادي المسؤولة في المكتب الاعلامي لمرشح حزب الحرية والعدالة (غير معتمد) محمد سعيد. وأوضحت المسؤولة أن سعيد اضطر بسبب شح المال الى خفض عدد التجمعات الانتخابية العامة من 32 الى 20, في حين جاءت نتيجة النداء الى الشعب الذي اطلقه لجمع تبرعات مخيبا للآمال، مؤكدة ايضا ان التنقلات تتم بالسيارة ومن النادر جدا ان تتم بواسطة الطائرة. اما لويزا حنون التي تترشح للمرة الثانية الى هذا المنصب الاول في الدولة باسم حزب العمال، فطبعت مليونين و500 الف نسخة من برنامجها الانتخابي، فضلا عن المناشير والتجمعات الانتخابية الامر الذي يتطلب وسائل مالية كبيرة، كما يؤكد المسؤول عن الاعلام في حملتها الانتخابية. ويوضح المسؤول أن المساعدة المالية التي تقدمها الدولة للمرشح لا تكفي، ونحن ننفق على ما هو بالغ الضرورة فقط، ولكن هناك نفقات لا يمكن تقليصها، مؤكدا انه يعول على التلفزيون والاذاعة الرسميين لايصال افكار الحزب خلال الساعات المخصصة للمرشحين على هاتين الوسيلتين الاعلاميتين. اما الجبهة الوطنية الجزائرية التي حققت نجاحا ملحوظا في الانتخابات المحلية في 2007 واعلنت نفسها بنتيجتها القوة السياسية الثالثة في البلاد، فلجأ رئيسها موسى تواتي المرشح للانتخابات الرئاسية الى شاحنة انتخابية تجول على 40 ولاية من اجل العمل عن قرب مع الناخبين، على ما يقول مسؤول في الجبهة، في حين تصل مشاركة المرشح يوميا الى اربعة تجمعات انتخابية. ويضيف المسؤول: لكن تنقصنا الامكانات المالية، فمساعدة الدولة لم تصلنا ونحن نعمل بمواردنا الذاتية. وفي ما يتعق بالمرشح جهيد يونسي الذي يسعى إلى إيصال صوت التيار الاسلامي خلال التجمعات الانتخابية ال40 التي ينوي عقدها، فإن إمكاناته المالية محدودة على ما يؤكد بعض المقربين منه الذين يشددون بدورهم على اهمية العمل عن قرب مع الناخبين. أما المرشح الخامس والاخير فوزي رباعين عن حزب عهد 54 (قومي، نال اقل من 1% من الاصوات في انتخابات 2004) والذي يقدم نفسه على انه مرشح الفقراء، فانه غالبا ما يعقد تجمعاته الانتخابية في دور ثقافية او دور للشبيبة. وفي مواجهة هؤلاء المرشحين الخمسة وحملاتهم، قررت ادارة الحملة الانتخابية للرئيس بوتفليقة تنظيم حوالى 20 تجمعا انتخابيا للرئيس في سائر انحاء البلاد، ولكن الاحزاب الداعمة لترشيح بوتفليقة، ومن بينها الاحزاب الثلاثة التي يتشكل منها الائتلاف الرئاسي الحاكم، قررت تنظيم ما يقارب ثمانية الاف تجمع انتخابي محلي دعما لحصول الرئيس على ولاية ثالثة. وفي العاصمة الجزائر لوحدها، تم تكليف حوالى خمسة الاف جمعية ولجان احياء حث الناخبين على التوجه الى صناديق الاقتراع حيث الامتناع عن التصويت هو المنافس الاول للمرشحين الستة، على ما اجمعت عليه الصحف الجزائرية المستقلة. وعلى جانبي طرقات أبرز المدن الواردة على خريطة الجولة الانتخابية للرئيس بوتفليقة، مثل بتنة (435 كلم جنوب شرق الجزائر) حيث دشن حملته وبيشار (جنوب غرب) وتلمسان (غرب) والعاصمة، علقت صور، احيانا ضخمة، للرئيس المنتهية ولايته وعليها شعاره معا من اجل جزائر قوية وآمنة.