كتاب الشهر في الولاياتالمتحدةالأمريكية بعنوان الاستكبار الإمبريالي.. لماذا يخسر الغرب حرب الإرهاب، الذي طرح في الأسواق منذ منتصف الشهر الماضي يشغل الصحافة والمتتبعين داخل أمريكا وخارجها، لكون مؤلفه السيد مجهول من محللي المخابرات المركزية (سي آي إيه)، وكونه أيضا أمضى ثلاثة سنوات كرئيس لقسم أسامة بن لادن بمركز مكافحة الإرهاب التابع لوكالة المخابرات المركزية. والمؤلف هو أحدث كتاب لشخص مطلع على دوائر الحكم الأمريكية ينتقد سياسات الأمن القومي لواشنطن، ووجه الغرابة الذي برز في هذه السياسات هو أن دور السي.آي.إيه في الإدارة الأمريكية تحول من تقديم المعلومات لواضعي السياسة إلى تكوين الرأي في هذه السياسات. وقد أكد محلل السي.آي.إيه في مؤلفه أن الولاياتالمتحدة تخسر حربها ضد الإرهاب، وأن المضي في سياساتها الحالية سيكسبها المزيد من الأعداء في العالم الإسلامي ويقوي شكيمتهم. ويوضح مؤلف الكتاب أنه من الخطإ أن تصر القيادة الأمريكية على قولها للشعب الأمريكي والعالم أن المتطرفين من المسلمين يهاجمون الأمريكيين بسبب اعتراضهم على أسلوب الحياة الأمريكية. فالحقيقة هي أنهم غاضبون من سياسات أمريكية بعينها تذكي المشاعر المعادية للأمريكيين في العالم الإسلامي حتى بين غير المتشددين. ويقول الكتاب على الرغم من زعم بعض الأصوات المهمة في الولاياتالمتحدة أن المسلمين أساؤوا فهم مقصد السياسة الأمريكية وأن القنوات التلفزيونية الفضائية العربية تشوه هذه السياسة عمدا وأن الحل هو دبلوماسية أفضل تتعامل مع الرأي العام، إلا أن هذه الأصوات جميعها مخطئة. ويقول الكاتب نحن في حرب مع حركة عصيان إسلامية على مستوى العالم بقيادة القاعدة، بسبب تلك السياسات... ويوضح الكتاب السياسات الأمريكية التي تفجر غضب العالم الإسلامي، ويقول إنها تشمل تأييد إسرائيل واحتلال العراق وأفغانستان وتأييد روسيا والهند والصين في مواجهة انفصاليين إسلاميين والضغط الأمريكي على الدول. المقالة التالية ل براين كوتس تلخص بعضا مما جاء في الكتاب. أفلح محلل المخابرات المركزية مجهول الاسم الذي ألف كتابه استكبار إمبريالي: لماذا يخسر الغرب حرب الإرهاب؟ في حفظ صفة المجهول حتى أسبوعين قبل نشر كتابه ...لكن البوسطن فونكس كشفت أن محلل السي آي إيه هذا هو مايكل شوير، الذي أمضى ثلاث سنوات كرئيس لقسم أسامة بن لادن بمركز محاربة الإرهاب. وفي كتابه إمبريل هوبريس (أو استكبار إمبريالي) يحتج شوير على كون الأمريكيين لا يفهمون بن لادن، وأنهم على قدر ضئيل من الإدراك بأنهم يخسرون حرب الإرهاب. وكما هي العادة، فإن قراءة من (صحيفة) سلايت توجهكم بسرعة إلى مقاطع مستخلصة... أسامة لا يكره حريتنا: الصفحة 8 الشرخ الأساس في تفكيرنا حول بن لادن هو أن المسلمين يكرهوننا ويهاجموننا لماهيتنا ولطريقة تفكيرنا، وليس لسياساتنا. المسلمون منزعجون من ديموقراطيتنا وحداثتنا وجنسانيتنا، ولكنهم نادرا ما يتحفزون ضدنا بسبب ذلك، إلا إذا انتهكت القوات الأمريكية أرضهم. إنها السياسة الأمريكية هي التي تهيج أسامة والقاعدة، وليس الثقافة الأمريكية والشعب الأمريكي. الصفحة 11إلى 13 كيف تهدد الولاياتالمتحدة أرض المسلمين؟ إن الحملة على التبرعات بعد 11شتنبر أنهت بنجاعة الزكاة، والتي هي أحد الأركان الخمسة في الإسلام، كما أن شجبنا المقصود لالجهاد يسخر من ركن مركزي في العقيدة الإسلامية. ثم إن أمريكا تدعم حكومات فاسدة مناهضة للمسلمين في كل من أوزبكستان والصين، وتدعم الحكومة المسيحية الجديدة في تيمور. وفوق ذلك كله، تستمر أمريكا في إحلال قواتها المحتلة في العراق وأفغانستان. أسامة ليس رجلا مخبولا الصفحتان 114 إلى 116 بن لادن ليس مقاتلا مربوكا ويائسا يريد أن يجر العالم إلى حرب هرمجدون. إنه فاعل فصيح وحكيم، إنه ليس قاطع طريق. إنه يوبخ المسلمين دائما لفشلهم في صد الغزاة الغربيين، وقراءاته لانتصارات القاعدة وخساراتها شيء مقنع بالبنسبة له، على عكس تهجم زعماء الغرب ضده. الصفحات 127 إلى 133 خطاباته المسجلة تظهر رسوخا واضحا من حيث المضمون والنبرة، إذ أن بن لادن تقريبا دائما ما يؤكد على أن القوات بقيادة الولاياتالمتحدة هي العدو الأول، ويؤكد مركزية القاعدة كونها القوة المشاغبة، وعليه يحض الشباب المسلم للالتحاق بالقتال. ولقد تغير البند بدقة منذ 11 شتنبر. فقبل ذلك، كان أسامة يخجل الشباب قصد دفعهم للتطوع، وأما الآن، فيقنعهم بالتشجيع ويبرز لهم أن الجهاد وقوف طبيعي على طريق الرجولة. ولذلك يقول شوير إنه يتبين أن القاعدة ليس لديها أي مشكلة في خلق ادعاءات جديدة. المسلمون يسمعون جيري فالويل الصفحة 3 عندما يدعم الإنجيليون مثل جيري فالويل وروبرت باترسون السياسة الخارجية عادة بمديح لإسرائيل وإدانة للإسلام يميل مفكرو البلدان الإسلامية إلى توفيق كلامهم مع المواقف الرسمية لحكومة الولاياتالمتحدة. وفي الإسلام ليس هناك فصل بين الدين والدولة، والمسلمون يرون الأمر نفسه ينطبق في أمريكا. ولذلك، فحينما يهاجم فالويل النبي الإرهابي، فإنه يفهم أن الكراهية قد تكون آتية مباشرة من جورج بوش. المسلمون يتابعون تقارير مركز القيادة سانت كوم الصفحتان 234 235 تقارير الحرب اليومية، التي تعرض شرائط فيديو للصواريخ الموجهة توجيها دقيقا لتضرب أهدافها، لم تقدم لنا فضلا في العالم الإسلامي، لسبب هو أن ذلك سيعزز فكرة أن الصلبيين المتطفلين يقتلون المسلمين كل يوم، ولسبب آخر هو أن دموية الأشرطة توحي بأننا لا يمكن أن تكون لنا قوة النفس في كسب الحرب على الإرهاب. ضيعنا أفغانستان الصفحات 22 إلى 25 إن رد أمريكا على (اعتداءات) 11 شتنبر كان كارثة تامة. فبعد هجمات بن لادن على المدمرة كول والسفارات في إفريقيا الشرقية، كان علينا أن نجد لنا خطط رد اليوم الموالي جاهزة لضربات مستقبلية. ومثل تلك الردود كان يمكن أن تقطع دابر القاعدة وطالبان في أفغانستان في 12 شتنبر (2002). وعوض ذلك، انتظرنا أكثر من ثلاثة أسابيع لغزو أفغانستان، فكان لبن لادن والعاملين الرئيسيين (في القاعدة) الوقت الكافي للفرار. الصفحات 28 و38 و40 كان علينا أن نكون مبتهجين لأننا وجدنا عدوا لنا يختفي في أفغانستان، البلد الذي دفقنا فيه الموارد والخبراء لاجتثات السوفيات. وعلى الرغم من ذلك، خانت استراتيجيتنا فهمنا للتاريخ الأفغاني. وكان أول ما فعلناه أننا خندقنا أنفسنا كثيرا مع تحالف الشمال، التكتل الذي لا يمثل أحدا ولا يمكن أن يحوز على القبول (الشعبي)، والذي أعطى ندماءه المواقع الرئيسية في الحكومة الجديدة. من الصفحة 42 إلى 44 إذ تجاهلت الولاياتالمتحدة أبطال الحرب في أفغانستان: المجاهدين القساة الذين ساعدوا في إخراج السوفيات، كان يجب محاكمتهم أو قتلهم قبل الحرب. أما الآن، فهم، وعن طريق مليشياتهم الخاصة، سيرهبون حكومة حامد كرازي لسنوات قادمة. الصفحات 49 51 الأفغان لا يمكن شراؤهم بالرشاوى، ولي إرادتهم بالمال عادة سيؤمن أن يقوموا بنقيض ما تطلبه الولاياتالمتحدة. والخلاصة التي برزت هو أنه رغم صرف الملايين كأعطيات مالية، لم يسلم أفغاني واحد هدفا طالبانيا أو من القاعدة ذي قيمة للولايات المتحدة. الصفحة 181 وكان إصرارنا على حرب سريعة غير دموية قد أعاقنا عن تحطيم قوات العدو. فالقوات الأمريكية قتلت (على الأكثر) خمس قوات الطلبان، تاركة الباقيين يهربون عبر الحدود والاختفاء في القرى. والأسوأ أن الحربية (الأمريكية) لا تعرف نسبة ما قتلت من قوات القاعدة، فلا أحد كلف نفسه بسحق قوات القاعدة قبل الحرب. معسكرات التدريب: لم تعد للإرهابيين قط الصفحتان 217 218 كانت معسكرات التدريب الإرهابية لالقاعدة أي شيء، لكن غالبية الصف والرتب كانت قوات ثانوية تتدرب لمحاربة الحكومات الداخلية الفاسدة. والإرهابيون ...الحقيقيون الانتحاريون، والقتلة وآخرون كانوا جزء صغيرا في المعسكرات، كما هو الأمر بالنسبة لقوات خاصة في أي قاعدة عسكرية. وهكذا وجدنا الولاياتالمتحدة تهتم بالإرهابيين وتتجاهل القوات الإسلامية الضخمة المسلحة حسنة التدريب التي تخرّجها المعسكرات. الصفحة 219 غير أن معسكرنا نحن للتدريب الإرهابي معسكر يبقى هو معسكر غوانتنامو بكوبا. فالمقاتلون الذين يسجنون هناك أصبحت لهم مكانة في العالم الإسلامي، وعندما سيعودون إلى ساحة الحرب سيحيون كأبطال موسيقى الروك. وبفضل العناية الطبية الأمريكية، سيكونون من بين المقاتلين الإسلاميين الأشد قوة في العالم. مشاكل الاستكبار الصفحة 174 اقترح وزير المالية بول أونيل أن يبني الأفغان فندقا من خمسة نجوم في كابول ما بعد الحرب وعلى ما يبدو فإن شوير يحمل على اندفاع السياح الأوروبيين المغتنين في اشتياق ليكونوا أهدافا هنا وهناك من قادفات الروكيت عيار 122مم. الصفحة 180 إلى 182 ربما أكبر فشلنا في أفغانستان والعراق هو فشلنا في إغلاق الحدود في البلدين قبل أن تبدأ الحرب. في أفغانستان أفلح الآلاف من مقاتلي العدو في التسلل إلى باكستان، إيران وطاجكستان. ولقد فشلت الولاياتالمتحدة في تطبيق الدرس في العراق، وتسلل المقاتلون من سوريا والأردن. الصفحة 182 رغم العداء التاريخي بين الشعبين، أدخلت الولاياتالمتحدة إلى العراق قوات من منغوليا لمهمات إحلالية. القائد المنغولي هولاكو خان، نجل جنكيز خان، استولى على بغداد سنة ,1258 وذبح مئات الآلاف من المسلمين، وبقي خالدا كواحد من أوغاد العراق الحقيرين. الصفحة 193 194 إن المسؤولين الحكوميين عرضوا السياسة الأمريكية للخطر عندما سربوا معلومات سرية للصحافة. فبعد الضربات الصاروخية للقاعدة سنة ,1998 قال مصدر لصحيفة واشنطن تايمز إن مسؤولين من المخابرات يتنصتون على المكالمات الهاتفية للقاعدة. عندها توقف بن لادن ورفاقه في الحين عن استعمال الهواتف. ويقول شوير إن أغلب مسربي أخبار القاعدة الذين لا يخجلون من أنفسهم يعملون في مكتب التحقيقات الفدرالي، ووزارة العدل والبيت الأبيض. الصفحة 223 225 ويهزأ شوير من حبنا لبناء التحالف، فجر بلدان أخرى إلى أفغانستان أمن للحربية (الأمريكية) أن تقاتل بحذر شديد لأجل تدمير القاعدة وطالبان. وأعطى بناء التحالف أيضا غطاء لحروب إرهاب قاتلة من قبل الصينيين والروس، الذين انضموا لقضيتنا بدوافع خفية. وشبه شوير الرؤساء الأمريكيين بالفتيات المراهقات اللواتي لا يستطعن الذهاب إلى مستودع الملابس في ساحة عمومية دون مصاحبة أقرب الصديقات. براين كورتس ترجمة عبدالرحمان الهرتازي