بلغنا أنكم لم تستطيعوا الوصول إلى مقر عملكم رفقة عدد من رجال ونساء التعليم مباشرة بعد الانتهاء من العطلة الأخيرة، كيف وما الذي وقع بالضبط؟ وماذا عن امتحانات القسم السادس؟ أشكركم على الاتصال، بالفعل بمجرد انتهاء العطلة الأخيرة فوجئت بمعية عدد من الأساتذة(22مدرسا ومدرّسة) باستحالة دخولنا إلى مقرات عملنا بالمجموعة المدرسية بني عياش المتواجدة بتخوم كتامة بسبب تساقط الثلوج بكثرة، مما أدى إلى قطع الطريق واستحالة التنقل، وللعلم فالتلاميذ أيضا ملازمون منازلهم بسبب البرد القارس وصعوبة التنقل داخل المسالك المؤدية للفصول الدراسية. وهذا ما دفعني للتنقل إلى الحسيمة لقضاء بعض الأغراض الإدارية، وفيما يتعلق بالامتحان الموحد للمستوى السادس فقد تم اجتيازه قبل العطلة في ظروف عادية بحيث كان الجو مناسبا ولم يحدث أي مشكل. وأين يستقر الأساتذة حاليا في انتظار أن تفتح الطرق والمسالك؟ وماذا عن وضعهم الإداري والقانوني؟ أغلب الأساتذة مستقرون بفندق بمدينة تاونات؛ على اعتبار أنها هي المركز الأقرب إلينا، في انتظار فتح الطرق والمسالك المؤدية إلى الوحدات المدرسية والمركزية، خصوصا وأن مقر العمل يبعد بحوالي 61كلم عن الطريق الرئيسية، أما عن وضعهم القانوني فما وقع فوق طاقتنا وفوق طاقتهم، فهم عن حسن نية توجهوا إلى مقرات عملهم لكن الله غالب، وقد أخبرنا الجهات المسؤولة بالأمر، وغير ممكن التوجه إلى العمل في ظل هذه الظروف القاسية، كما أن التلاميذ غير مستعدين لتلقي الدروس في الظروف المذكورة. المنطقة معروفة ببرودة الطقس، هل وفرت لكن النيابة وسائل التدفئة؟ وهل للطقس دور في الهدر المدرسي؟ صحيح المنطقة توجد في مقدمة جبال الريف، وهي بطبعها صعبة وباردة وتعرف تساقطات ثلجية سنوية، وهذا الموسم هو استثنائي خصوصا وأنا أعمل هنا لثلاث سنوات، والنيابة مشكورة توفر لنا سنويا كمية كافية من حطب التدفئة وليس الفحم الحجري، ويستفيد من الحطب المدرس والتلميذ على السواء، وبخصوص علاقة طقس المنطقة بالهدر المدرسي، فأعتقد أن الهدر له أسباب أخرى كتشتت الدواوير وبعد المدرسة عن المنزل والوحدات المنعزلة وكذا الثقافة السائدة، حيث يفرض على الفتاة التمدرس لمدة محددة مسبقا، لكن تساقط الثلوج والبرد القارس قد لا يسهم في الهدر المدرسي لأن التلميذ يعود مباشرة إلى فصول الدراسة بمجرد توقف الأمطار الغزيرة وبمجرد فتح المسالك المغلقة بسبب الثلوج. مدير مجموعة مدارس بني عياش - نيابة الحسيمة