دعا منتدى الكرامة لحقوق الإنسان الجهات الرسمية إلى إعادة النظر في مقتضيات قانون مكافحة الإرهاب، وفق مقاربة حقوقية تنتصر لقيم الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وإعادة النظر في المحاكمات التي تمت على أساسه، وتفعيل مسطرة العفو تصحيحا للاختلالات العديدة التي شابتها بإقرار من السلطات العليا.وطالب المنتدى، في بـيان أصدره بمناسبة الذكرى الستين للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بتفعيل توصيات هيئة الإنصاف والمصالحة القاضية بإصلاح القضاء وإصلاح نظام الشرطة والسجون، وتفعيل الإصلاحات المؤسساتية العميقة حتى لا يتكرر ما حصل في الماضي من انتهاكات حسب نص البيان. و على مستوى الوضع الحقوقي، سجل منتدى الكرامة ، بكثير من القلق والاستياء استمرار ظاهرة الاختطاف والاعتقالات التعسفية، والاعتقال السياسي، وضرب الحريات العامة الفردية والجماعية، إلى جانب استمرار ظاهرة التعذيب داخل مرافق السلطة النظامية منها والغير النظامية، رغم تجريمه في التشريع الوطني وتحريمه في المواثيق الدولية التي صادق المغرب عليها. وتطرق إلى استمرار المحاكمات الغير العادلة في ظل واقع قانوني لا يجسد عمليا مبدأ فصل السلط وضمان استقلال القضاء وحماية حق المواطنين في العدالة والمساواة، إضافة إلى استمرار المعاملة اللاإنسانية و المهينة داخل السجون بسبب التعنت والتعسف السلطوي لبعض المسؤولين و الموظفين حيث يعاني كثير من السجناء بصفة عامة و معتقلي مكافحة الارهاب بصفة خاصة من التعسف و الحرمان من حقوقهم المشروعة. هذا إضافة إلى واقع الاكتظاظ وانتشار الأمراض و التعذيب النفسي والجسدي. وأشار المنتدى إلى استمرار قمع حرية الرأي والتعبير والصحافة والتجمع والتظاهر وتأسيس الجمعيات،وهو ما يشهد به ما يتعرض له المعطلون المحتجون من تعسف واعتداءات أثناء وقفاتهم الاحتجاجية، وكذا محاكمة حرية التعبير وإصدار أحكام قاسية في حق الصحف والصحفيين منها الحكم القاسي على جريدة المساء نموذجا، وكذا التضييق الصارخ على حق التجمع و الاجتماع و الإقدام على غلق عدد كثير من جمعيات دور القرآن بشكل تعسفي حسب تعبير البيان.وبخصوص موضوع المال العام، أكد البيان استكرار تبذيره إلى جانب واقع الامتيازات غير مشروعة وتفشي الرشوة واستغلال النفوذ مقابل التدهور المستمر للمستوى المعيشي للمواطن بسبب الارتفاع الصاروخي لتكاليف المعيشة واستفحال آفة الفقر وقصور السياسات المتبعة على تحقيق عدالة اجتماعية و توزيع منصف للثروات و توفير فرص متكافئة بعيدا عن المحسوبية و الزبونية و الاقصاء.وعلى المستوى الدولي، سجل منتدى الكرامة لحقوق الإنسان استمرار العدوان والإرهاب الدولي على فلسطين والعراق وأفغانستان و لبنان والسودان والشيشان وغيرها، موضحا أنه رغم مرور ستة عقود على صدور الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ورغم مصادقة أغلب الدول عليه، فإن كثيرا من مضامينه بقيت حبرا على ورق ولم ترق إلى التطبيق الفعلي على أرض الواقع ومن بينها شعارات السلم العالمي وضمان المساواة والتضامن بين الشعوب واحترام الديمقراطية.