طالبت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي بفك الحصار الجائر المفروض على قطاع غزة، مشددة في بيان صادر عنها على أن فك الحصار عن أهل غزة واجب قامت على وجوبه أدلة الكتاب والسنة. وقالت رابطة العلماء أيها المسلمون: إن نصرة أهل فلسطينوغزة قد كانت واجبا شرعيا منذ أمد، وهي اليوم أوجب، وإن الله سائلنا عن التفريط بأرض فلسطين وأهلها وإن الله سائلنا عن جوعة طفل ويتيم ودمعته، وبكاء أرملة واستغاثتها وعن كل قطرة دم تهدر بظلم يهود وجبروتهم. ووجه العلماء على لسان رئيس الرابطة الدكتور عجيل النشمي نداء إلى المسلمين، وقال: أيها المسلمون: إن الله عز وجل قد جعل نصر المسلمين وعزهم بنصرة دينه فقال: إن تنصروا الله ينصركم وجعل ولاء المسلمين لبعضهم، وإخوتهم في الدين علامة الإيمان وشرطه، فقال تعالى: إنما المؤمنون أخوة (الحجرات 10)، وقال: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض (التوبة71). وأوجب النبي صلى الله عليه وسلم النصرة العملية، نصرة المسلم لأخيه المسلم فقال: المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه (متفق عليه) وقال صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه (رواه مسلم)، فإنا قد ظلمنا أهل فلسطين بل ظلمنا أنفسنا إن خذلناهم وأسلمناهم إلى يهود والصهاينة الذين عاثوا في الأرض فسادا وتكبروا وتجبروا. وأضاف إن أهل فلسطين عامة وأهل غزة المحاصرين خاصة قد بلغ بهم ظلم يهود مبلغه الذي ترون ويراه العالم أجمع، أهدروا كرامتهم واستحلوا أموالهم ودماءهم، يقتلون شبابهم وشيوخهم ولا يستحيون حتى نساءهم وأطفالهم، يفسدون في الأرض الحرث والنسل والحيوان. وتابعت رابطة العلماء في البيان الذي تلقى المركز الفلسطيني للإعلام نسخة منه: أيها المسلمون: إن إخوانكم وأهليكم في غزة يحاصرهم يهود لأكثر من سنة ونصف السنة أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، يضربون عليهم سياجا لا ينفذ إليهم منه شيء، حتى توقفت الحياة وشلت الحركة، فلا غذاء ولا ماء ولا دواء ولا كهرباء، وتركت أهلكم يموتون موتا بطيئا أو سريعا وفي ظل رعب لا ينقطع أسرا وتقتيلا وتنكيلا. وخطوة دعم مستعجلة؛ خاطبت رابطة علماء الشريعة بدول مجلس التعاون الخليجي المسلمين في أرض الإسلام عامة وفي دول مجلس التعاون خاصة بالقول: إن أهل فلسطين قد استحقوا وجوبا صدقاتكم وزكاة أموالكم بمصارفها الثمانية لما ترون بأعينكم وتسمعون. كما أن قواعد الشرع مقاصده ونصوص فقهائنا متضافرة في وجوب نقل الزكاة من بلادنا إلى البلاد الأحوج. وإن أهل فلسطين هم الأحوج والأشد حاجة، وهم اليوم في جهاد وعلى ثغر وفي رباط في أرض باركها الله واختارها مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأنزل فيها آيات تتلى إلى يوم الدين يوم الجزاء ـ فليكتبنا الله وإياكم من المجاهدين على أرضها بما نبذل من مال ونصرة. وقالت: أيها المسلمون: كما أن نصرة أهل فلسطين وفك الحصار عن أهل غزة واجب على المسلمين كافة، فإنه واجب أيضا وبطريق أولى على الدول الإسلامية ممثلة في حكامها. مطلوب منهم أن ينصروهم بأكثر مما نصروهم، وأن يقدموا أكثر مما قدموا إنهم يستطيعون نصرة فعلية مؤثرة بأدوات وأساليب أهمها العون ماليا والضغط دوليا ودبلوماسيا وسياسيا. وإن الدول المجاورة لفلسطين يستطيعون مالا يستطيعه غيرهم، فواجبهم فتح الحدود والمعابر لتوصيل الغذاء والماء والدواء حتى يفك الحصار قياما بالواجب الشرعي والإنساني تجاه دينهم وشعوبهم وأمام التاريخ وحتى يعلم اليهود إن للمسلمين في فلسطينوغزة أنصارا وأولياء.